تحليل إخبارى: مصطفي فريد ووكالات
نترقب إغلاق صناديق الاقتراع التركية، وسط اهتمام عالمى بمجريات الانتخابات الرئاسية التركية، ويلاحظ أنه ليس هناك طوابير كبيرة أمام اللجان، وعزت اللجنة العليا للانتخابات لسرعة وسهولة العملية الانتخابية، بخلاف تأثيرات ما للطقس المتقلب، مع هطول الأمطار في مناطق عديدة .
ولايزال رغم كل هذا الزخم، هناك نسبة غير قليلة من المترددين، الذين لم يحسموا قرارهم حتى الآن مع قرب غلق الصناديق.
وكانت تصريحات مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو حماسية وسط الاهتمام الاعلامى الدولى، ونسب التصويت فوق المتوسطة حتى الآن، ويشتكى أوغلو من بعض التعطيلات في مناطق سيطرته، لكن لجنة الانتخابات ومنافسه الرئيس المنتهية ولايته بأنه العملية سليمة حتى الآن، وجدد دعوته للأتراك للمشاركة .
وكما هناك اهتمام دولى بالانتخابات الرئاسية التركية، فالمصريون يتابعون باهتمام شديد المشهد التركى، حتى إن هناك أربع تريندات ضمن قايمة التريندات المصرية ، حول كل تفاصيل الانتخابات التركية، بحوالى ١٠٠ ألف تغريدة
وكان قد خالف أردوغان (69 عاما) في الجولة الأولى استطلاعات الرأي وحقق تقدما مريحا بفارق خمس نقاط مئوية تقريبا على منافسه كمال كليتشدار أوغلو ، لكنه فشل في الحصول على نسبة الخمسين بالمئة المطلوبة لحسم السباق الذي ينطوي على عواقب واسعة على تركيا والوضع الجيوسياسي العالمي من الجولة الأولى.
وقاد أداء أردوغان القوي بشكل غير متوقع رغم أزمة غلاء المعيشة العميقة وفوز تحالف يضم حزبه العدالة والتنمية المحافظ وحزب الحركة القومية وأحزابا أخرى بالانتخابات البرلمانية إلى دعم الرئيس المخضرم الذي يروج للتصويت لصالحه على أنه تصويت للاستقرار.
ولن تحدد الانتخابات فحسب من سيحكم تركيا، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ولكن أيضا كيف تُحكم، واتجاهات اقتصادها بعد أن انخفضت عملتها إلى عشرة بالمئة من قيمتها مقابل الدولار خلال عقد من الزمن وكذلك شكل سياستها الخارجية التي أثارت غضب الغرب بسبب تعزيز تركيا لعلاقاتها مع روسيا ودول الخليج.
وفي مدينة ديار بكر بجنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية قال المتقاعد فاروق جيجل (54 عاما) إنه صوت لصالح أردوغان كما فعل قبل أسبوعين.
وأضاف “من المهم لمستقبل تركيا أن يعمل الرئيس والبرلمان، الذي يحظى فيه بالأغلبية، معا تحت مظلة واحدة. لذلك أعطيت صوتي لأردوغان مجددا من أجل الاستقرار”.
وقالت ربة المنزل جنان تينجه (34 عاما) إنها أعطت صوتها لكليتشدار أوغلو الذي حصل في 14 مايو أيار على نحو 72 بالمئة من الأصوات بالمدينة التي تعد معقلا لحزب المعارضة الرئيسي المؤيد للأكراد.
وأضافت “لقد طفح الكيل. التغيير ضروري للتغلب على الأزمة الاقتصادية والمشكلات التي تواجهها تركيا، لذلك أعطيت صوتي لكليتشدار أوغلو ثانية. يحدونا الأمل ومصممون”.
وبدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) وينتهي في الخامسة مساء (1400 بتوقيت جرينتش). ومن المتوقع أن تبدأ النتائج في الظهور بحلول مساء اليوم.
أوغلو
وكليتشدار أوغلو هو مرشح تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب، ويقود حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك. وكافح معسكره لاستعادة الزخم بعد صدمة تفوق أردوغان في الجولة الأولى.
وأظهرت نتائج الانتخابات الأولية دعما أكبر من المتوقع للقومية، وهي تيار قوي في السياسة التركية واشتدت بسبب سنوات من القتال مع المسلحين الأكراد ومحاولة الانقلاب في عام 2016 وتدفق ملايين اللاجئين من سوريا منذ بدء الحرب هناك في 2011.
وتركيا هي أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم، حيث يوجد بها حوالي خمسة ملايين مهاجر، منهم 3.3 مليون سوري، وفقا لبيانات وزارة الداخلية.
وقال المرشح الرئاسي الذي حل في المركز الثالث سنان أوغان، وهو من غلاة القوميين، إنه يؤيد أردوغان على أساس مبدأ “النضال المستمر (ضد) الإرهاب”، في إشارة إلى الجماعات الموالية للأكراد. وحصل أوغان على 5.17 بالمئة من الأصوات.
وأعلن قومي آخر، هو أوميت أوزداغ زعيم حزب الظفر المناهض للهجرة، عن اتفاق يعلن دعم حزبه لكليتشدار أوغلو، بعد أن قال إنه سيعيد المهاجرين إلى أوطانهم. وفاز حزب الظفر بنسبة 2.2 بالمئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي أجريت هذا الشهر.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة كوندا للأبحاث والاستشارات أن نسبة التأييد المتوقعة لأردوغان في جولة الإعادة ستكون 52.7 بالمئة مقابل 47.3 بالمئة لكليتشدار أوغلو بعد توزيع الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم. وأجري استطلاع الرأي في 20 و21 مايو قبل أن يعلن أوغان وأوزداغ موقفيهما.
وهناك عامل مهم آخر وهو كيف سيصوت أكراد تركيا الذين يشكلون حوالي خُمس السكان.
الأكراد
وأيد حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى، ولكن بعد ميله إلى اليمين للفوز بأصوات قومية، لم يسمه صراحة وحث الناخبين على رفض “نظام الرجل الواحد” لأردوغان في جولة الإعادة.
المزيد من أردوغان
بذل الرئيس التركي قصارى جهده خلال حملته الانتخابية بينما يكافح للنجاة من أصعب اختبار سياسي له. ويحظى الرجل بولاء مطلق من الأتراك المتدينين الذين كانوا يشعرون في الماضي بأن تركيا العلمانية سلبتهم حقوقهم. وسبق أن تغلب أردوغان على محاولة انقلاب في 2016 واجتاز العديد من فضائح الفساد.
قال نيكولاس دانفورث وهو زميل غير مقيم في المؤسسة اليونانية للسياسة الأوروبية والخارجية (إلياميب) ومتخصص في التاريخ التركي “تركيا لديها تقاليد ديمقراطية طويلة الأمد وتقاليد قومية طويلة الأمد، ومن الواضح الآن أن التقاليد القومية هي التي انتصرت”.
وأضاف “المزيد من أردوغان يعني المزيد من أردوغان. يعرف الناس من هو وما هي رؤيته للبلاد، ويبدو أن الكثير منهم يوافق على ذلك”.
ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية
وخلال سنوات حكمه الطويلة أحكم أردوغان قبضته على معظم المؤسسات التركية وهمش الليبراليين والمعارضين. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها العالمي لعام 2022 إن حكومة أردوغان أعادت سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان عقودا للوراء.
لكن إذا أطاح الأتراك بأردوغان فسيكون هذا إلى حد كبير نتيجة شعورهم بتبدل أوضاعهم الاقتصادية وتراجع قدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية في ظل تضخم تجاوز 85 بالمئة في أكتوبر تشرين الأول 2022 وانهيار الليرة.
لو فاز اوغلو
على الجانب الآخر، تعهد كليتشدار أوغلو بالعودة في حال فوزه إلى السياسات الاقتصادية التقليدية والابتعاد على سياسات أردوغان.
كما قال إنه سيسعى لإعادة البلاد إلى نظام الحكم البرلماني وإلغاء النظام الرئاسي التنفيذي الذي اقتنص أردوغان الموافقة عليه عبر استفتاء عام