وأضاف رئيس الوزراء الأوكراني – في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “يوكرين فورم” الأوكرانية الرسمية اليوم الاثنين، “نأمل أن يوافق شركاؤنا الأوروبيون دون أية تعديلات إضافية كما تقترح المفوضية الأوروبية”.
وتابع “أن رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل حدد عام 2030 كعام مستهدف محتمل لمزيد من توسيع الاتحاد الأوروبي، لكننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل أوكرانيا، ويمكن أن يحدث ذلك في وقت مبكر من هذا التاريخ..واعتقد أن الأمر لن يستغرق منا أكثر من عامين”.
وردًا على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق من أن عرض بلاده قد يصبح بمثابة حساب للتكلفة والعائد بالنسبة لبعض الدول الأعضاء الأكثر ترددًا في الاتحاد الأوروبي، قال شميهال: “سوف تجلب أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أكثر بكثير من تكلفة عملية الانضمام”.
وأضاف “لقد رأينا التقارير، لكن السوق الأوكرانية وقوات الدفاع الأوكرانية والمواد الخام والحيوية الأوكرانية والقطاعات الأخرى يمكن أن تجلب المزيد من الفوائد الأمنية والاقتصادية لأوروبا”.
وردًا على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق من أن بعض الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي مثل: المجر ستهدف إلى إبطاء العملية بشأن القضايا الثنائية، قال: “يمكن حل النزاعات خلال المفاوضات التي تجري بالتزامن مع سير عملية الانضمام التي تستمر عامين”.
وتابع قائلًا:” ربما نمر بعملية مفاوضات صعبة، لكننا على استعداد لتقديم تنازلات على أساس العيوب المتبادلة، ولكن إذا نظرنا إلى هذا كمشروع استثماري، فقد يكون أكثر فائدة بالنسبة للاتحاد الأوروبي من تكلفة عضويتنا”.
ولفت إلى أن بلاده مركز للتقنيات العسكرية والدفاعية وتنتج معدات جديدة عالية التقنية، ولديها القدرة على أن تصبح الدرع الأوروبي، والترسانة الأوروبية وتعزيز القدرات الدفاعية للاتحاد الأوروبي، حيث انه منذ بداية الحرب ضد روسيا، طورت أوكرانيا صناعة الطائرات بدون طيار الحربية وتخطط لإنتاج المزيد من الذخائر وأنظمة الأسلحة الرئيسية على أراضيها على المدى الطويل.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، طرحت المفوضية الأوروبية فكرة أن تصبح أوكرانيا عضوا كاملا في برنامج دعم الصناعة الدفاعية التابع للاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى رغبتها في استغلال هذه القدرات.
وفي السياق، قال شميهال: “لدينا اليوم واحدة من أقوى قوات الدفاع العسكرية في العالم، مع سنوات عديدة من الخبرة الحقيقية بساحة المعركة، والتي يمكن أن تعزز نظام الدفاع الأوروبي”.
وأشار إلى أن أوكرانيا يمكن أن تصبح مركزًا للطاقة وغازًا آمنًا لأوروبا، وأن بلاده يمكن أن تجلب الاستقرار والمزيد من القدرات الاقتصادية إلى الاتحاد الأوروبي، قائلًا: “لقد نجونا من فصلي شتاء صعبين للغاية عندما أرهبت روسيا البنية التحتية للطاقة لدينا، ولكن لا يزال لدينا فائض في نظام الطاقة لدينا ويمكننا توفير الطاقة الخضراء والنظيفة للسوق الأوروبية”.
وأضاف “لدينا واحدة من أكبر مرافق تخزين الغاز تحت الأرض في أوكرانيا، بسعة 33 مليار م3، في ظل ظروف آمنة للغاية، وهو ما تستخدمه بالفعل العديد من الشركات الأوروبية في الوقت الحاضر، حيث يمكننا بسهولة زيادة هذه القدرة بمقدار 10 إلى 15 مليار م3”.
وشدد على أن أوكرانيا يمكن أن تحقق قدرًا أكبر من الاستقرار لسوق الغذاء العالمية، ومعنا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يكون لاعبًا جيوسياسيا قويا في الاستقرار والأمن الغذائي العالمي.
ونفى رئيس الوزراء الأوكراني المخاوف من أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد ترغب في إبطاء التقدم بسبب المخاوف المستمرة بشأن مزاعم الممارسات التجارية غير العادلة.
وقال “ليست لدينا نية لخلق منافسة غير عادلة مع جيراننا والدول الأوروبية والمزارعين الأوروبيين..ولهذا السبب نطلب من المفوضية الأوروبية فتح عملية التفاوض مع الفصل الزراعي، من أجل تسريع مواءمة القواعد واللوائح”.
وأضاف أن كييف ستكون مستعدة للتنافس ضمن قواعد الاتحاد الأوروبي وستكون مستعدة للتواصل والتفاوض والتسوية، مؤكدًا أن 5% من الإنتاج الزراعي لبلاده يمر حاليًا عبر بولندا والدول المجاورة.، حيث أن أكثر من 90% من الصادرات الزراعية الأوكرانية تمر عبر ممر البحر الأسود.
واقترحت كييف على بولندا ورومانيا وسلوفاكيا فتح إمكانية فرض جمركات مشتركة عند نقاط التفتيش الحدودية وتبادل قواعد البيانات للحصول على إحصاءات مشتركة أكثر شفافية..كما تسعى كييف مع المستثمرين الأوروبيين إلى تطوير إنتاج ومعالجة المواد الخام والموارد الطبيعية.
وأشار إلى أن أوكرانيا تمتلك 5% من المواد الخام والموارد الطبيعية في العالم بما في ذلك 22 من أصل 30 مادة خام ضرورية للإنتاج الأوروبي مثل: الليثيوم والكوبالت والتيتانيوم.
وقال شميهال: “لدينا تقنيات جيدة جدًا للحماية السيبرانية بسبب حربنا مع روسيا، والتي يمكن أن تكون مفيدة للاتحاد الأوروبي؛ لتعزيز أمن واستقرار الحماية السيبرانية في المجال الرقمي”، مؤكدًا أن أوكرانيا تخطط لتوسيع بنيتها التحتية من البحر الأسود لدول البلطيق والمشاركة في مشروع السكك الحديدية في البلطيق.
وأضاف “علاوة على ذلك، فقد تم بالفعل التكامل الأوروبي، حيث يعيش الأوكرانيون ويعملون داخل الاتحاد وفقًا للقواعد والقيم الأوروبية”، مضيفا أن الاتحاد يجب أن يتخذ خطوات لإضفاء الشرعية على هذا التكامل من خلال بدء الانضمام الرسمي.
ونوه بأنه من المتوقع أن يناقش زعماء الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات عسكرية جديدة طويلة الأمد لكييف، وسيعقدون نقاشًا استراتيجيًا حول المسار الذي يرونه للحرب الروسية في أوكرانيا، مؤكدًا ضرورة إنقاذ وحدة الاتحاد الأوروبي داخل أوكرانيا وداخل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وجاءت تصريحات رئيس وزراء أوكرانيا بعد أن أرسلت المفوضية الأوروبية مسودة إطار التفاوض الخاص بمحادثات انضمام أوكرانيا ومولدوفا إلى الدول الأعضاء الأسبوع الماضي، عقب قرار اتخذه زعماء الاتحاد الأوروبي في ديسمبر الماضي.