لا وقت للخلاف الآنفنحن كلنا فينا ما فينالكن واضح أن حالة الفصام التي يعانى منها بعض الناصريين، أصبحت تمس السلم الاجتماعي بشكل كبير، ويجب أن تكون معها وقفة، فهم يرفضون النزول على الأرض، ويستغلون ما يروجونه عن اختفاء اسم كبيرهم من عدة أماكن، ليجتروا أحاديثهم غير المنطقية عنه.

وأنا طبعا لا أتحدث بشكل شخصي بالمرة، فالجميع مقدرون بالنسبة لي، أنا فقط أعلق عن الآراء لا الأشخاص المقتنعة بها.

يكفى أن هذا الفكر بكل منغصاته، لم يجلب لنا إلا كل هزيمة، ومنها ما كذبوا وأسموها نكسة، وحتى الإخوان التي كانت الخلافات معهم أحيانا من نقاط كبيرهم الإيجابية القليلة، لدى هذا النظام والشخص والفكر، إلا إنه أبقاهم وتيارهم رعاهم، وتحالف معهم، حتى أصبحوا قوة، اغتالت السادات، الذي أكمل رعايتهم فقتلوه، لكن هذه المرة نكاية في الناصرية، وأرعبوا مبارك، الذى صدم من دم السادات على ملابسهم، وفهم إن الاتفاق لم تشمله فقط وقتها، فرعاهم هو أيضا، حتى إنني أعتبره في بعض الفترات مرشدهم الروحي، برعايته السياسية والاقتصادية لهم، حتى ولو تنفيذا لأوامر من الخارج.. الأمر الذي مهد بشكل كبير لفوضى يناير، وما بعدها.

وطبعا كبيرهم، الذى لا يستحق من أسمه شيئا، كان يريد لنا نهضة صناعية، وكان الكوريين يأتون ويتعلمون منا!.. هذا ما تردده أبواقهم، ويستلون عليك الحراب والسيوف، لو مسست قدس أقداسهم بشيء، ويطاردونك بكل أنواع الاتهامات، ومنها الإخوانية، رغم إنهم تحالفوا كثيرا مع هذا التيار الظلامي الإرهابي، وبعض تياراتهم يريدون إعادة الجماعة الإرهابية خلال هذه الفترة، بحجج من لم يلطخ يده بالدماء، والكيوت، من حقه أن يعود، إذا وماذا تعتبرون المخططين والمحرضين وحتى الصامتين، هل كل هؤلاء طالما لم تلطخ أيديهم بالدماء مباشرة، فمطلوب منا أن نقبلهم حتى يلطخونها هم أيضا؟.

لا يمكن أن أرحم أبدا، هؤلاء الذين جعلوا الشعب المصري يدفع من دمه، ويهان على يد الصهاينة، وينسحب منهزما، وهو شعب أبي قوى عزيز لا يهان وليس جبانا، لكنه فقد القيادة التي تعرف قدر مصر، فانهزم، وتركوه للذئاب تنهش في عظامه وأشحامه، بعدما مات عطشا وجائعا في صحراء سيناء، بل والصهاينة يلعبوا بجماجم شهداءه الكرة، ولدى أدلة على ذلك، وقصص المعاناة كثيرة، هذا بخلاف كسرة الرجال وانهيار شعب، لم يعيده إلا نصر ٧٣.

من أكثر الشخصيات، التي أطالب بحقوقنا أمام الله منها، هذا الذى لا يعرف من أسمه شيئا، وصديقه اللدود، الذي أيضا ليس لديه من إسمه نصيبا بالمرة، بل بالعكس، فهزمنا على أيديهما، وتدمرت وتخربت حياتنا حتى الآن بسببهما، وفي النهاية يروجون لانتحار الثاني، رمز الخراب، وعلامات استفهام على وفاة الثانية المفاجئة، رمز الهزيمة.

ومن الكوميديا السوداء، أنهم يحملون من جاء بعد هذين الديكتاتورين المهزومين المخربين، أقصد السادات، المنتصر المحرر، مسئولية كوارث المدعوين ناصر وعامر، لكن مهما فعل السادات، وأتحدث هنا من وجهة نظرهم المعيبة، وكل رئيس له ما له وعليه ما عليه، فكان مضطرا له، بسبب الوضع المهين الذى وضعه فيه الصديقين اللدودين، اللذان فعلا كل شيء على حساب مصر والمصريين.

كان نصف ولاية السادات هزيمة ورثها واستعداد للحرب في أوضاع سياسية واقتصادية داخلية وإقليمية ودولية بشعة، وبالتالي مغامرة مستحيلة يدفع ثمنها هو وكل قيادات الوطن وقتها، فكان الانتصار، لكنه ارتكب أخطاء الرؤساء الداخلية التي دفعها هو نفسه ثمنها، لكن لا مقارنة بالمرة بين منتصر حررنا، وبين منهزم كسرنا.

كل منهما، سمى أبنه على أسم الآخر، ثم عندما حدثت الهزيمة، كاد أحدهما أن ينقلب على الثاني، فباغته الأول بما حدث له، وكانت نهايته، التي يعتبرها البعض مستحقة.

لكنني ليس من طبعي بالمرة أن أتشفى في موت، مهما كان صاحبه، والأهم بالنسبة لي هو حق الوطن والشعب والأجيال القادمة، فنحن منذ هزيمة ٦٧ ندفع بسبب هذا الشخص، الذى وصل خلسة لحكم مصر، دون أية خلفية سياسية أو استراتيجية، فكان يجرب في شعب وبلد حضارة.

كسرنا ودمرنا، ووظفه الصهاينة ورعاتهم كما أرادوا وأكثر، وللأسف كما قال موشيه ديان، نحن شعب لا يقرأ ولا يستفيد من التجربة، فرغم أن كل قادة مصر وقتها معروفة خلفياتهم، إلا إنهم لم يستطيعوا معرفة أن نفس الهجوم الإسرائيلي في ٥٦ هو نفسه بشكل كبير في ٦٧ وحتى جزء الثغرة، كان مشابهة له، وهو مما يسمونها لديهم “عملية قادش”.

لكن ماذا تتوقع من شخص بدماغ وفكر عامر، الذى لا يعرف في القيادة سوى الهزيمة والانسحاب، وهذا ما فعله في ٥٦ و٦٧، والأخطر أنه انسحاب غير منظم، دفع ثمنه الشعب والجيش، ولا يهم كل ذلك بالنسبة له، أو لهما بالأحرى، فالأول قاد تمثيلية التنحي، أو للدقة الهروب، والثاني كما يقولون انتحر، ويقول آخرون أنه قتل.

النبش في التاريخ، لا طائل منه.. أعرف يقينا، لكنه ليس تاريخا، فنحن لم نعد نحن بعد ٥ يونيو ٦٧، ولن نعود كذلك إلا عندما خطيئتهم، التي يدفع كل المصريين الراحلين والحاليين والقادمين.

وطبعا، لن يسكت عنى من ينسبون أنفسهم له، فيدعون أنفسهم بالناصريين ، وأيضا من على هواهم، أو لن ينظروا ناحية كلامي أساسا، باعتبار إنه تجاوز على قدس أقداسهم، لكنى قلت ما أملاه علي ضميري بعد قراءات ومعايشات، وحتى لا تطاردني الكثير من الاتهامات، فلست تابعا لأى تيار، أنا مواطن مصري عادى جدا.

أدرك تماما أن لكل رئيس سوءاته وإيجابياته، لكنه للأسف حتى الإنجازات غير المكتملة التي تنسب لهذا الرئيس، دفعها الشعب من دمه واقتصاده، وسألوا عن حال الاقتصاد المصري عندما بدأ حكمه بعد انقلابه على قائده محمد نجيب، ومعاملته بمنتهى الخسة بحجة تحالفه مع الإخوان الإرهابيين ضده، وحتى عندما تركنا بتدخل من الله سبحانه وتعالى، لينقذ هذا الوطن الذي كتب الله له العزة والانتصار في ٧٣، بتخطيط وإصرار الأبطال.

ومن ضمن المفارقات، ولإيجاد دور له بأية طريقة، يقال أن حرب الاستنزاف كانت الطريق لنصر أكتوبر، كيف وهو نفسه من أوقفها بشكل كبير قبل وفاته، في إطار التفاهمات المعروفة كانت مع من، رغم إنه ينفي علاقاته بالأمريكان، إلا لو كان الحديث عن حائط الصواريخ، الذى كان له دورا واضحا في نصر أكتوبر.

إجمالا، فالحديث عن هذا الشخص طويل، والمدافعون عنه الذين تحت تأثير إعلام أحمد سعيد، وصحافة هيكل، حتى الآن، ستجدهم يتحدثون عن شخص آخر، بانتصارات وإنجازات، ولا يعترفون بكوارثه، رغم إنهم أنفسهم كغيرهم من المصريين يعانون منها، حتى الآن.

بل ويخونون السادات، بمبالغات بشعة أفظع ما قاله مالك في خمر، وبعضهم يستسلم ويقول، خلاص انتهينا بقي، معترفين بالهزيمة إنتو عملتوا إيه بقي!.. وأنا أقول لهم في النهاية، ما نحن جبهات منقسمة، نحن كلنا شعب مصر، لا نريد تأليه بشر، حتى نقيم بشكل صحيح، كل له سوءاته، وكل له إنجازاته بقدر ما، لكن لا حديث في هزيمة مع سبق الإصرار والترصد بالأخطاء التي ساعدت العدو، ولا حديث في نصر كرمنا الله به بعزيمة الرجال، ولنعتبر فيما هو قادم في كل الملفات، فليحمينا الله عز وجل ودولتنا العميقة وشعبنا اليقظ وجيشنا المحترف.

فأتمنى أن نأخذ العبرة، من شهر.. تاريخيا، عاصرنا في بدايته هزيمة نكراء، ونصر في نهايته امتدادا لمواجهتنا مع صهاينة اليهود وصهاينة الإسلام “الإخوان”..والإسقاط ممتد وحاكم.

المقال يعبر عن رأي كاتبه

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *