الإعلام الخارجي أخطر من الإعلام الداخلي، رغم أنهما الوجه الآخر لعملة واحدة حيث إن الإعلام الخارجي يتمحور حول ما يسمى الصورة الذهنية Mental image بمعنى رؤية أو تصور الآخر لك، ومن المفترض أن الإعلام الداخلي التقليدي يؤثر ويتأثر بالإعلام الخارجي إذا كانت هناك خطة أو استراتيجية اعلامية متكاملة !
ونرى أن الإعلام الإجتماعي المعروف بإسم
Social media
قد أُختزل عملية الإتصال في آداة بسيطة هي الهواتف النقالة، ما شكل تحديا لاستمراية قدرة الإعلام التقليدي على التأثير في توجهات الإعلام الخارجي وآليات توجيهه بما يتفق ومصالح الدولة
او دعونا نقول أثره في تكريس الهوية الوطنية في ذهنية الآخر !
رسم الصورة الذهنية
بعبارة أخرى إن رسم الصورة الذهنية في عقلية الآخر المختلف في اللغة والثقافة والاهتمامات الفكرية أصبح صعبا في ظل وجود منصات الإعلام الإجتماعي مثل تويتر وفيس بوك وانستجرام وتيك توك!
وترجع الصعوبة إلى أن الجمهور المتلقي قد اختلف 180 درجة عن الجمهور الجالس أمام التليفزيون لساعات أو ذلك المستمع للراديو أو قارئ الصحيفة الورقية !
تحول كل شيء الى الرقمنة digitalism و يمكن تعريفها على أنها تحويل الاتصال الكتابي والشفوي إلى رسائل إلكترونية يفهمها الجميع ويظل متصلا بالعالم الافتراضي على مدار الساعة.
التحول
يتم تحقيق هذا التحول من خلال شبكات الأعمال والشبكات اللاسلكية. ببساطة، يمكنك القول أن كل شيء في العالم القديم كان يتطلب مستندًا مكتوبًا
الآن تم تحويله رقميًا بواسطة شبكات الأعمال وكل شيء تمت إدارته مسبقًا عن طريق مكالمة هاتفية يتم تحويله رقميًا بواسطة الشبكات اللاسلكية والاليكترونية!
وبدون الدخول في تفاصيل الأسانيد العلمية للعالم الرقمي نؤكد أن كل هذا قد يعطي صورة ذهنية صحيحة أو خاطئة حسب المعلومات المقدمة من المصدر !
مثلا يرى البعض أن المواطن المصري شخص يرتدي الجلباب و الطربوش أو العقال العربي و بجانبه الجمل أو الحمار الذي يقف أمام الهرم في منطقة الجيزة !
صورة تقليدية
صورة تقليدية ترى المصري بدويا تشاهدها ( كوبي بيست) في الأفلام الأمريكية التي تصور الحياة في مصر في ال 70 سنة الأخيرة !
ونقول أن هذه الصورة كان يجب أن تتحول مع التغيرات التاريخية والسياسية لمصر خلال الفترة المذكورة إلى صورة عصرية تؤكد قدرة المصريين على التطوير المنتقل من عصر البداوة إلى عصر الحداثة و يرسم صورة حقيقية للمواطن المصري مهندسا أو طبيبا أو فنانا وعالما ولا مانع أن يظل واقفا أمام الهرم الذي يعتبر رمزا للاصالة والحضارة والموروث التاريخي !
ولكي نرسم صورة المصري الجديدة علينا ان نعي أمرين :
الإخوان وإثيوبيا مثالا
-الأول أن هناك من يعمل على تشوية صورة مصر الذهنية في عقلية الآخر، وذلك لسبب أو لأخر أبرزه التقاطع السياسي مثل ماتقوم به مثلا جماعة (الاخوان المسلمون) الإرهابية المعادية لاستقرار الدولة المصرية في مختلف دول العالم !
ومثل ما تقوم به إثيوبيا من حملات تصور مصر على أنها دولة معادية للتنمية ترفض سد النهضة مصدر الخير لافريقيا !
– الثاني لابد أن نحدد الوسائل التي سنغير بها صورتنا الذهنية من احتشاد للمصريين في الخارج من خلال الروابط وتجمعات الجالية المصرية، وهنا يبرز دور بعثاتنا الدبلوماسية التي يجب أن تفعل دور مكاتبنا الإعلامية إلى جانب الوسائط أو الميديا الملاءمة لتغيرات الثورة الإتصالية
.
الإعلام الداخلى
وأتصور أن الإعلام الداخلي يجب أن يعمل في اتجاه تصحيح صورة المصري في ذهنية الآخر، ويكمل الإعلام الخارجي بمده بالمحتوى القوي الذي يخاطب عقلية هذا الآخر !
نافلة القول أدعو إلى عقد مؤتمر علمي عنوانه سبل تحسين الصورة الذهنية لدى الآخر، تقدم فيه رؤى ودراسات وأبحاث تضع النقاط على الحروف في هذه الإشكالية المهمة التي تحتاج مانسميه ( مستودع التفكير ) Think Tank وهو أمر مشروع وموجود في كل دول العالم !