متابعة: بسنت عماد
اكتشف فريق بحثي، قادته الدكتورة إيمان محمد غنيم مديرة معمل الفضاء والاستشعار عن بعد بالطائرات بدون طيار، التابع لقسم علوم الأرض والمحيطات بجامعة نورث كارولينا ويلمنجتون الأمريكية، وجود مجرى مائي جاف قديم لنهر النيل بجوار الأهرامات، بما قد يفسر سبب بناء أكثر من 30 هرما، على طول الشريط الصحراوي الغربي لوادي النيل منذ 4700 عام.
استخدام تقنيات حديثة
وأوضح نائب رئيس جامعة طنطا لشئون الدراسات العليا والبحوث بجامعة طنطا الدكتور حاتم أمين أنه جرى استخدام العديد من التقنيات الحديثة والتقليدية مثل صور الأقمار الصناعية وأشعة الرادار المخترقة للأرض والتصوير المقطعي الكهرومغناطيسي، بالإضافة إلى حفر آبار يصل عمقها إلى 28 مترا أسفل سطح الأرض في أماكن متفرقة من وادي النيل من الجيزة حتى الأقصر.
اكتشاف فرع جاف من نهر النيل
وقد توصل الفريق البحثي – من خلال تلك التقنيات والبيانات والعينات الصخرية – إلى وجود فرع جاف من نهر النيل يبلغ طوله 64 كيلومترًا (40 ميلًا)، وعرضة يتراوح ما بين 200 و700 متر مدفونًا – منذ فترة طويلة – تحت الأراضي الزراعية غرب النيل الحالي وموازيا له وبالقرب من سلسلة الأهرامات والمعابد الفرعونية، بالاضافة الى اكتشاف العديد من المجاري النهرية المختلفة التي تمتد من هذا النهر القديم وتصل إلى مشارف الأهرامات.
ولاحظ الفريق البحثي أن هذه الأفرع تنتهي ببناء أثري يسمي معبد الوادي (Valley Temple )، حيث يوجد ممر صخري يربط هذه المعابد بالأهرامات مباشرة.
ويعتقد الباحثون أن وجود هذا النهر القديم يفسر سبب بناء أكثر من 30 هرما، جرى انشاؤها في سلسلة على طول الشريط الصحراوي الغربي لوادي النيل منذ 4700 عام مضى، وتضم هذه السلسلة أهرامات قريبة من العاصمة المصرية القديمة “ممفيس” مثل هرم زوسر والهرم الأحمر والأسود، بالإضافة إلى أهرامات الجيزة الثلاثة الشهيرة.
وتعتبر هذه الدراسة، الأولى من نوعها التي تقدم أول خريطة للفرع القديم المفقود من نهر النيل منذ فترة طويلة.
جغرافية نهر النيل
وأظهرت الدراسة أنه عندما تم بناء الأهرامات، كانت جغرافية نهر النيل وروافده المائية تختلف بشكل كبير عما هي عليه اليوم، وقد مكن هذا الاستكشاف من الحصول على صورة أوضح لما كان يبدو عليه سهول فيضان النيل في زمن بناة الأهرامات، وكيف استفاد المصريون القدماء من النهر القديم وروافده في نقل مواد البناء الثقيلة من أجل مساعيهم الإنشائية الضخمة، وعليه فيمكن أن يساعد فرع النيل المفقود الذي تم تعيينه حديثًا في حل لغز بناء الأهرامات الذي طال انتظاره.