القاهرة في 4 يونيو/أ ش أ/ إعداد : مروة سعد
نحو استعادة مشيخة الأزهر المكانة العالمية والريادة التاريخية على جميع المستويات بذلت جهودا كبيرة في إيصال رسالتها الدعوية والوطنية والاجتماعية وتحقيق العديد من الإنجازات على مدار 9 سنوات من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي وتحت رعايته.
وكان من أبرز جهود الأزهر خلال هذه السنوات إنشاء بيت الزكاة والصدقات المصري، في عام 2014، والذي خضع لإشراف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لبث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، ولمد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وأعبائها، وذلك من خلال إعانات مالية تقدم لهم بصفة شهرية، فنجح في تحقيق الاستغلال الأمثل لأموال الزكاة والصدقات، وكسب ثقة ودعم دافعي الزكاة والمتبرعين، وترسيخ قيم العطاء والتكافل الاجتماعي، وذلك وفقا لرؤية علمية تسعى لسد الفجوات التنموية، وتقدم الدعم الأمثل لمستحقي الزكاة.
كما قدم بيت الزكاة والصدقات المصري العديد من المساعدات الأخرى المتنوعة مثل توفير الأجهزة المنزلية للفتيات غير القادرات المقبلات على الزواج، إضافة إلى سداد ديون الغارمين والغارمات، وسداد متأخرات وإيجار مرافق المتعثرين في الدفع من مستحقي الزكاة، فضلا عن توفير المساعدات العلاجية للمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة، وفيروس سي، وأمراض الدم الوراثية، وإجراء عمليات زرع كلى وقرنية وقوقعة للأطفال، ودعم معهد القلب بتحمل تكاليف عمليات القلب للأطفال على قوائم الانتظار، إضافة إلى توفير علاج الأورام للأطفال بالمستشفيات، ودعم المعهد القومي للأورام بتحمل تكاليف علاج المرضى من مستحقي الزكاة المدرجين على قوائم الانتظار.
ودعما لجهود الدولة قدم شيخ الأزهر خمسة ملايين جنيه لصالح صندوق “تحيا مصر” في مواجهة جائحة فيروس كورونا، كما تكفل بتعليم أبناء الأطباء الذين كانوا في صفوف المواجهة الأولى ضد فيروس كورونا المستَجِد، وكانوا ضمن ضحاياه، كما تبرع بقيمة جائزة الأخوة الإنسانية، لبيت الزكاة والصدقات المصري، الذي يترأسه، وصندوق تحيا مصر، ومرضى الأطفال بمستشفى شفاء الأورمان لعلاج السرطان بالأقصر، بالإضافة إلى سداد بعض ديون الغارمين والغارمات ومساعدة العديد من الفقراء، فضلا عن تبرعه بقيمة جائزة الشيخ زايد للكتاب، والتي تقدر بمليون درهم إماراتي.
كما دعم بعض الحالات الإنسانية الفردية، ككفالة سفر بعض الطلاب الوافدين إلى بلدانهم، تبرع بقيمة جائزة الشخصية الإسلامية لعام 2020 والتي منحتها ماليزيا لفضيلته، لاهتمامه بالطلاب الوافدين، وتلبية احتياجاتهم، بالإضافة إلى تحمله تكاليف تعليم بعض الأطفال غير القادرين، أو أصحاب الإنجاز الكبير من محدودي الدخل، وعرفانا بالجميل وجه شيخ الأزهر باتخاذ ما يلزم لمتابعة حالة الدكتور عبدالحميد محمود متولي خشبة، أستاذ التفسير وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية، حتى يحيا حياة كريمة تليق به كعالم أزهري، وذلك بعدما علم الإمام الأكبر بتدهور حالته الصحية والمالية.
وانتهج شيخ الأزهر مبدأ الحوار لإنهاء المأساة الإنسانية والعنف المستمر بحق المسلمين ومن أجل حل أزماتهم ، ليعقد في يناير 2017 مؤتمرا للسلام بين أبناء ميانمار، واستمع إلى رؤية الجميع للوصول إلى تفاهم مشترك، كما دعا الإمام الطيب في بيان تاريخي موجه للمجتمع الدولي في سبتمبر 2017 إلى التصدي بكل السبل لسلطات ميانمار، منتقدا الصمت الدولي إزاء القضية، وفي نوفمبر 2017 تم إرسال قافلة إغاثية كبيرة إلى مخيمات اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش، لتوزيع المساعدات الإغاثية والإيوائية والصحية، وكان من المقرر أن تعمل القافلة لمدة أسبوع واحد، ولكن تم مد عمل القافلة لمدة أسبوع آخر لتوزيع كم أكبر من المساعدات، وبعد الحريق الذي نشب في أحد مخيمات لاجئي مسلمي الروهينجا في منطقة كوكس بازار في بنجلاديش، والذي أسفر عن حرق ما يزيد على ٢٠٠٠ خيمة تم إرسال إعانات إغاثية عاجلة لمسلمي الروهينجا المتضررين من الحريق.
أما فيما يتعلق بحقوق المرأة فاهتم الأزهر الشريف بالغ الاهتمام بحقوق الفتيات الصغيرات ورفض زواج القاصرات، وأعلن الأزهر تأييده للقانون الذي يحدد سن زواج الفتيات بـ 18عاما، كما دافع عن حق الأم المطلقة في رعاية أبنائها وعدم حرمانها منهم، وبين أن تحديد انتهاء حق الحضانة ببلوغ سن الخامسة عشرة لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، كما دعا إلى ضبط “ظاهرةِ فوضى تعدُّدِ الزواجِ وفوضى الطلاقِ”، كما شدد على أن إجبار الفتاة على الزواج ممن لا تريده أمر مرفوض.
وأطلق شيخ الأزهر في رمضان الماضي، برنامجا خصصت حلقاته بالكامل في إيضاح مكانة المرأة في الإسلام وكيف كرم الإسلام المرأة ومنحها حقوقا لم تكن قد حصلت عليها من قبل في كافة العصور، وسابقا خصص شيخ الأزهر حلقات تليفزيونية من برنامجه “الإمام الطيب” المذاع في شهر رمضان للدفاع عن حقوق المرأة وقضاياها، كما عمل على تمكين المرأة بالأزهر الشريف، حيث أصدر قرارًا في سابقة جديدة لأول مرة تعيين كل من الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارا لفضيلته لشؤون الوافدين، والدكتورة إلهام شاهين، أمينا عاما مساعدا لشؤون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة فاطمة الأحمر، رئيسا للإدارة المركزية لمنطقة الجيزة الأزهرية، بالإضافة إلى تكليف 1300 امرأة بتولي منصب “شيخ المعهد” بمختلف المناطق الأزهرية، وهو العدد الأكبر في تاريخ الأزهر الشريف.
وعقد الأزهر الشريف بالتنسيق مع المجلس القومي للمرأة عدة حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحاضرات وندوات بالمدارس والمعاهد والجامعات الحكومية والخاصة، فضلا عن عقد دورات تدريبية للمقبلين على الزواج من الجنسين.
ووجه بإطلاق حملة “نَصِيبًا مَّفْرُوضًا” للتوعية بفلسفة الميراث وأحكامه والتي استهدفت التوعية بفلسفة الميراث وأحكامه في الإسلام، وألقت الضوء على بعض أشكال الظلم التي تتعرض لها المرأة وشددت على ضرورة إعطائها حقوقها كاملة كما منحها الله لها، كما تم إطلاق حملة “وعاشروهن بالمعروف”، للتوعية بأسباب الطلاق ومخاطره، وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة، بالإضافة إلى حملة “أولو الأرحام”، والتي استهدفت التوعية بخطورة العنف الأسري، ومعالجة أهم أسبابه، وكيفية نشر قيم الود والمحبة بين أفراد الأسرة، وإيمانًا من الأزهر الشريف بضرورة سلامة البنيان الاجتماعي للأسرة المصرية التي تُعد نواة المجتمع ومحور ارتكازه، تم إطلاق “وحدة لم الشمل”، لنشر الوعي ولم شَّمْل الأسرة المصرية والصلح بين الأزواج.
وبشأن اهتمام الأزهر بذوي الهمم فقد وجه شيخ الأزهر بتنفيذ خطوات كبيرةٍ من أجلِ تعليمِ أبنائِه من ذوي الهممِ، منها على سبيلِ المثالِ لا الحصر، إنشاءُ مركزِ «إبصار» بالجامعةِ بفرعِ مدينةِ نصر، وفرعِ أسيوط، وفرعِ طنطا، بالإضافةِ إلى المركزِ الموجودِ بفرعِ الدَّراسةِ بكليَّةِ أصولِ الدِّينِ، وقد زُوِّدت هذه المراكزُ بأحدثِ أجهزةِ الكمبيوترِ اللَّازمةِ لتدريب «متحدِّي الإعاقةِ البصريَّةِ» وعلى يد أساتذةٍ في مثلِ حالاتِهم، ولكنَّهم أصحابُ خبراتٍ جيِّدةٍ في هذا المجال، وهناك أيضا صندوق تكافلٍ اجتماعيِّ بالجامعةِ خاصا بالطلاب والطَّالباتِ ذوي القدراتِ الفائقةِ، يوفِّرُ لهم كلَّ ما يحتاجونه من أجهزةٍ تعويضيَّةٍ أو دراجاتٍ ناريَّةٍ مجهَّزةٍ، أو أيِّ أجهزةٍ أو أدواتٍ تيسِّرُ لهم تحدِّي الإعاقةِ
فقد أولى ذوي الهممِ عنايةً خاصَّةً، ولم يكن هذا الاهتمامُ بأبناءِ الأزهر من ذوي الهممِ حيث يتجاوزُ عددهم 4135 طالبًا وطالبة، كما يهتمُّ بشكلٍ خاصٍّ بأبنائِه كريمي البصرِ الَّذين بلغَ عددُهم ما يقربُ من ألفي طالبٍ، كما عقدَ الأزهرُ العديدَ من الدَّوراتِ لتأهيلِ الطُّلَّابِ وتعليمِهم القراءةَ والكتابةَ بطريقةِ «برايل» في المرحلةِ قبلَ الجامعيَّةِ ، كما عَقَد شراكةً مع وزارةِ التَّضامنِ لتوفيرِ بطاقةِ الرِّعايةِ الشَّاملةِ الَّتي تعطيهم الكثيرَ من المميِّزاتِ، فضلًا عن تَوفيرِ الأجهزةِ التَّعويضيَّةِ للمحتاجين وصرفِ إعانةٍ شهريَّةٍ لهم من بيتِ الزَّكاةِ والصَّدقاتِ المصري.
وفي إطار استعادة مكانة الأزهر العالمية، شهد عام 2014 أربع زيارات خارجية لشيخ الأزهر، كانت الأولى من نصيب دولة الكويت، تلبية لدعوة حاكمها، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- رحمه الله – لبحث سبل تعزيز دور الأزهر في المجتمع الإسلامي، والثانية في مارس من نفس العام للعاصمة الإماراتية أبوظبي، للمشاركة في منتدى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، والثالثة في يونيو لدولة البرازيل خلال مونديال كأس العام، حيث ألقى كلمة مسجلة أذيعت خلال فاعليات افتتاح كأس العالم، أعقبها زيارة أخرى في نفس الشهر لمملكة البحرين، للمشاركة في مؤتمر الحضارات والثقافات في خدمة الإنسانية، تلبية لدعوة العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وشهد عام 2015 ست زيارات خارجية، ففي أوائل فبراير عام 2015 زار العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ليترأس اجتماع مجلس حكماء المسلمين، وفي أواخر فبراير من نفس العام، زار المملكة العربية السعودية، للمشاركة في “المؤتمر العالمي الإسلامي لمكافحة الإرهاب” الذي كانت تنظمه رابطة العالم الإسلامي، تلاها زيارة أخرى لدولة الإمارات في أواخر أبريل، للعاصمة الإماراتية أبوظبي، للمشاركة في منتدى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، أعقبها زيارة لمدينة فلورنسا الإيطالية، للمشاركة في افتتاح مؤتمر حكماء الشرق والغرب، والتي استضافته جمعية سانت إيجيديو، في حين كانت الزيارة الخامسة في يونيو من نفس العام، لدولة بريطانيا، حيث التقى الأمير تشارلز، لمناقشة سبل اتخاذ خطوات عملية لتوعية الشباب والأجيال الجديدة بأهمية تقبل الآخر والتسامح بين أصحاب الديانات المختلفة، واختتم فضيلته جولاته عام 2015 بزيارة للملكة الأردنية الهاشمية في أكتوبر ، حيث التقى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى.
فيما كان عام 2016 هو العام الأكبر لجولاته الخارجية، حيث شهد إحدى عشرة جولة، ففي يناير عام 2016 زار دولة الكويت، للمشاركة في احتفالية دولة “الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016” حيث التقى خلالها الأمير صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، تلاها زيارة لأندونيسيا منتصف فبراير من نفس العام، حيث ترأس خلال الزيارة الجلسة السابعة لمجلس حكماء المسلمين، والملتقى الثالث للرابطة العالمية لخريجي الأزهر، وألقى خلال الزيارة خطاباً عالمياً، من قلب جامعة إندونيسيا بالعاصمة جاكرتا.
وفي مارس زار العاصمة الألمانية برلين، وألقى خطابًا من فوق منصة البرلمان الألماني حَظِيَ بصدى كبير في العالم، ودارت فيه مناقَشات مفتوحة على الهواء مباشرة بين فضيلته وأعضاء البرلمان الألمانيّ، وفي مايو من نفس العام، زار نيجيريا، حيث التقى الرئيس النيجيريّ محمد بخاري، ونائبِه يمي أوسينباجو، في القصرِ الرِّئاسيِّ بالعاصمةِ «أبوجا»، وتم بحث سُبل مواجهة الفكر المتطرّف، وفي شهر مايو بالعاصمة الإيطالية روما، التقى البابا فرنسيس، بالمقرر البابوي، لبحث سبل نشر السلام والتعايش المشترك.
وفي أواخر مايو 2016، زار شيخ الأزهر فرنسا واستقبله آنذاك الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وسط ترحيب وحفاوة كبيرة، وخلال الزيارة ألقى خطابا عالميا للشعوب الأوروبية والمسلمين حول العالم؛ ليوضح لهم الصورة الحقيقية للإسلام.
وبحفاوة بالغة على المستويين الرسمي والشعبي كانت زيارة الإمام الطيب إلى دولة الشيشان في أغسطس من نفس العام، للمشاركة في مؤتمر”أهل السنة والجماعة” وحظيت تلك الزيارة بحفاوة بالغة على المستويين الشعبي والرسمي، وفي سبتمبر ترأس الاجتماع الدَّوريّ الثامن لمجلس حكماء المسلمين بمملكة البحرين، والتقى خلالها الملك حمد بن عيسى، عاهل البحرين، وألقى خلال الزيارة كلمة للأمة الإسلامية من العاصمة البحرينية، المنامة، أعقبها بزيارة لسويسرا، لترؤس الجولة الثالثة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب، وفي أوائل نوفمبر من نفس العام، زار العاصمة الإماراتية أبوظبي، لترؤس الجولة الرابعة من جولات الحوار بين الشرق والغرب، أعقبها بزيارة منفصلة مرة أخرى للعاصمة الإماراتية أبوظبي، في ديسمبر للمشاركة في “القمة العالمية لرئيسات البرلمانات بالإمارات”.
وشهد عام 2017 خمس زيارات خارجية لفضيلته بدأها في مايو بزيارة للمملكة العربية السعودية، للمشاركة في فعاليات ملتقى “مغردون” بالرياض، وجه خلاله، كلمة مهمة للشباب العربي والإسلامي، حملت عنوان:”الكراهية والتطرف وأثرهما على الشباب”، وفي أواخر مايو من نفس العام، زار ألمانيا للمشاركة في احتفاليَّة “حركة الإصلاحِ الدِّينيِّ في أوروبَّا، وألقى خلالها خطابا مهما حول التسامح والتعايش السلمي، وفي يوليو من نفس العام، سافر للعاصمة الإماراتية أبوظبي، ليترأس اجتماعًا طارئًا لمجلس حكماء المسلمين بحث خلاله الانتهاكات ضد المسجد الأقصى المبارك، وفي سبتمبر، شارك في مؤتمر طرق السلام العالمي، بمدينة مونستر الألمانية، وألقى خلاله خطاباً مهمًا حول حوار الأديان، واختتم عام 2017 بزيارة لدولة إيطاليا في منتصف نوفمبر للمشاركة في الملتقى العلمي الثالث” الشرق والغرب نحو حوار حضاري” والتقى خلالها بابا الفاتيكان، وألقى كلمة حول الحوار بين الحضارات والتأكيد على قيم السلام.
وفي عام 2018 كانت لشيخ الأزهر عشر جولات بدأها في مارس بزيارة للبرتغال، تلبية لدعوة من رئيسها «مارشيلو دي سوزا» للمشاركة في الاحتفال بمرور 50 عاما على تأسيس الجمعية الإسلامية في لشبونة، وفي نفس الشهر، زار دولة موريتانيا، للمشاركة في الندوة العلمية تحت عنوان: «واجبُ العلماءِ للتصدي لظاهرتي التطرف والانحراف الفِكري» ألقى خلالها الكلمة الافتتاحية للندوة، وأعقبها بلقاء مع الرئيس الموريتاني بمقر الرئاسة الموريتانية، وفي أوائل مايو من نفس العام، زار الإمام الأكبر، إندونيسيا للمشاركة في اللقاء التشاوري العالمي للعلماء والمثقفين عن وسطية الإسلام، وسط حفاوة كبير واستقبال شعبي ورسمي حافل، أعقبها بزيارة لدولة سنغافورة، حيث ألقى المحاضرة السَّنويَّة للمجلس الإسلامي السنغافوري، وذلك بمناسبة مرور 50 سنة على إنشائه، والتقى خلالها الرئيسة السنغافورية حليمة يعقوب، واختتم جولته الآسيوية بزيارة لسلطنة بروناي، التقى خلالها سلطان بروناي، كما أعلن عقب الزيارة أنه جرى الاتفاق على إقامة فرع للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر في سلطنة بروناي، وعلى إقامة مركز لتعليم اللغة العربية، وتخصيصِ 30 منحة لطلاب بروناي للدراسة في الأزهر، وتعيين مفتي بروناي عضوا في مجلس حكماء المسلمين.
وفي يوليو من نفس العام، زار بريطانيا للمشاركة في “منتدى شباب صُنَّاع السلام” والتقى خلالها الملكة إليزابيث، وفي أكتوبر زار دولة كازاخستان للمشاركة في افتتاح الدورة السادسة لمؤتمر زعماء الأديان، تلاها زيارة إلى أوزبكستان، للقاء الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان، حيث أعلن فضيلته عن سلسلة خُطُوات لدعم التعاوُن بين الأزهر وأوزبكستان، تشمل زيادة عدد المِنَح المخصصة لطلاب أوزبكستان، وتدريب الأئمَّة الأوزبكيين على كيفية التصدي للأفكار المتطرفة، واستضافة عدد من الطلاب لدراسة اللغة العربية في الأزهر، وفي أكتوبر من نفس العام، زار فضيلته العاصمة الإيطالية روما، للمشاركة في مؤتمر “الأديان.. والثقافة والحوار” والتقى خلالها بابا الفاتيكان، واختتم فضيلته عام 2018 بزيارة إلى العاصمة الإيطالية أبوظبي منتصف نوفمبر، للمشاركة في ملتقى تحالف الأديان..كرامة الطفل في العالم الرقمي، بحضور زعماء الأديان.
وكان 2019 عام التتويج وثمرة جهوده الخارجية، حيث وقع وثيقة “الأخوة الإنسانية” مع البابا فرنسيس بالعاصمة الإماراتية أبوظبي أوائل فبراير عام 2019، وفي نوفمبر من نفس العام، زار العاصمة الإيطالية روما، للمشاركة في أعمال مؤتمر قمة قادة الأديان، تحت عنوان: “تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي” بحضور 80 شخصية عالمية من قادة الأديان.
وفي مارس من العام 2020، زار دولة أوزبكستان، للمشاركة في المؤتمر العلمي “الإمام أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية.. التاريخ والحاضر” وكذا في عام 2021 كانت له جولة واحدة إلى ألمانيا ليستأنف نشاطه العلمي بالمشاركة في قمتي قادة الأديان بشأن المناخ والتعليم.
وفي عام 2022 كانت لفضيلته جولتان، الأولى إلى كازاخستان للمشاركة في افتتاح المؤتمر السابع لزعماء الأديان الذي عقد تحت عنوان”دور قادة الأديان العالمية والتقليدية في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية” والثانية لمملكة البحرين للمشاركة في ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني».
وعلى الصعيد المحلي زار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في رسالة محبة واضحة مع وفد من كبار علماء الأزهر، قداسةَ البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقادةَ ورجالَ الكنيسة القبطية، بمقر الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، للتهنئة بأعياد الميلاد والعام الميلادي الجديد.
وخلال اللقاء، أعرب شيخ الأزهر عن تمنياته للجميع أن يكون العام الجديد عامًا يبشر بطالع سعيد، ويزيد فيه التوادُّ والتحابُّ والتلاحُم بين كلِّ أطيافِ الشعبِ المصري مسلمين ومسيحيين، مؤكدا ضرورةِ اللجوء إلى الله في الأزمات، والتقرب إليه سبحانه، متنميا أن يحفظ مصر بمسلميها ومسيحييها، وأن يديم على مصرنا والعالم كله الأمن والأمان والسلامة والاستقرار.
م ا /ه ب ة
أ ش أ