تعقد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” الاجتماع السابع لمرصد التراث المعماري والعمراني في الوطن العربي على مدار يومين ( 23 و 24) نوفمبر 2022، باستضافة كريمة من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وبحضور معالي وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، والسلك الدبلوماسي العربي المعتمد لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
انطلقت أعمال الاجتماع يوم الثلاثاء 23 نوفمبر 2023 بمركز المؤتمرات الدولية بالجزائر العاصمة.
وألقى الأستاذ زهير بلالو، الأمين العام بوزارة الثقافة والفنون كلمة افتتاحية نيابة عن معالي الدكتورة صورية مولوجي، وزيرة الثقافة والفنون بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
كما حضر الافتتاحية عن جانب الوزارة سعادة الأستاذ نورالدين عثماني، المفتش العام وإطارات الوزارة وكذلك سعادة الأستاذة نادية بوحارة، القائمة بمهام أمين عام اللجنة الوطنية الجزائرية للتربية والعلم والثقافة إلى جانب طاقم خبراء اللجنة وعلى رأسهم الأستاذ ناصر موسى بختي.
كما حضر الأستاذ الدكتور مراد محمودي، الأمين العام للمجلس التنفيذي والمؤتمر العام والقائم بأعمال مدير إدارة الثقافة. حيث ألقى كلمة نيابة عن معالي المدير العام للألكسو الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر.
وألقت سعادة الأستاذة نادية بوحارة، القائمة بأعمال أمين اللجنة الوطنية الجزائرية للتربية والعلم والثقافة، كلمة بهذه المناسبة، لتلقى بعدها مباشرة كلمة منسق عام المرصد الأستاذ محمد الصرماني.
وبعد الجلسة الافتتاحية، انطلقت أشغال اليوم الأول لمناقشة البنود، المدرجة في جدول الأعمال.
وقبل الانتهاء من أشغال اليوم الأول للاجتماع، حضرت معالي وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي. حيث استقبلت أعضاء المرصد لترحب بهم في بلدهم الثاني الجزائر ثم انتقل الجميع إلى قاعة الاجتماعات للاستماع للكلمة الرسمية لمعاليها بهذه المناسبة.
ليصادق ويعتمد الأعضاء بعدها على بنود جدول أعمال الاجتماع السابع المشار إليها اعلاها، وليتم في الأخير انتخاب دولة فلسطين منسق عاما للمرصد، والجمهورية اليمنية نائبا للرئيس، واعتماد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كمقرّر دائم للمرصد.
وحضرت هذا الاجتماع الدول العربية الآتية:
1- المملكة الأردنية الهاشمية،
3- المملكة العربية السعودية،
11- الجمهورية الإسلامية الموريتانية،
هذا، ومما جاء في كلمة معالي الوزيرة، مايلي:
“إن الجزائر اليوم وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ومن خلال وزارة الثقافة والفنون تعرب عن سعادتها وهي تتشرف باستضافة الاجتماع السابع لمرصد التراث المعماري والعمراني للدول العربية الشقيقة، وتؤكد ان هذا الاجتماع يكتسي من الأهمية بمكان باعتباره استمرارية للقمة الحادية والثلاثين لجامعة الدول العربية المنعقدة في الفاتح والثاني من شهر نوفمبر الأغر على أرض الجزائر.
لعل الأهمية القصوى لهذا اللقاء هي أنه يندرج ضمن الجهود العربية على مستوى التشاور في كل ما من شأنه تحديد التراث الثقافي المعماري والعمراني، وبحث سبل صيانته وحمايته، وهي مهمة لاشك في نبلها وأهميتها في السياق العربي الذي يقتضي منا جميعا توحيد الجهود قصد مواجهة التحديات المفروضة على كافة المستويات و بخاصة الإقليمية والدولية.
ففي ظل الظروف السياسية التي يمر بها العالم ومن أجل وضع الاستراتيجيات المثمرة في معركة الحفاظ على التراث الثقافي العربي والعمراني على السواء، علينا أن نتحلى بالثقة الكاملة بالقدرات العربية، لاسيما وهي تتحد، منطلقة من قناعة راسخة بين جميع الأطراف وبمصداقية عالية وفق منهج موحد من أجل أهداف نبيلة ولذلك يتوجب منا جميعا أن نفسح المجال لتكثيف الجهود المتصلة بثقلنا العربي في الساحة الدولية لحماية إمكانات بلداننا العربية الطبيعية والثقافية والتسويق لها بما يليق بعمقها الحضاري والانسان دون إغفال الجانب الاقتصادي لهذه المقومات والتي يمكنه أن تكون واجهة ثقافية ووجهة سياحية في الدول العربية الشقيقة.
وأنه من الواجب علينا أيضا أن تكتمل مبادرتها في توحيد العمل العربي المشترك إزاء هذه القضايا البالغة الأهمية أن نفكر في كل السبل التي تتيح المواطن العربي أن يضطلع بهذا الحس المسؤول ليكون شريكا فاعلا وفعال ضمن مخطط حماية التراث الثقافي في بلداننا العربية وهو ما سيمكن الشباب العربي من الانخراط في هذا المسعى النبيل وتمكينه من أخذ زمام المبادرة لترسيخ التوجه نحو التكامل العربي مع الالتزام للانضمام بفعالية إلى عالم تنافسي.
ولا تفوتني المناسبة في هذا المقام أن أعرج على بعض الإجراءات التي اخذتها الحكومة الجزائرية لحفظ التراث المعماري.
حيث عزّزت منظومتها التشريعية المحددة بموجب القانون المتعلق بحماية التراث الثقافي الساري منذ سنة 1998 بمشروع قانون آخر يتعلق باستغلال الأملاك العمومية وهو القانون الذي يشدد العقوبات على كل مساس بالتراث الثقافي.
كما أدرجت وزارة الثقافة والفنون في مدونة التجهيز القطاعية عديد من مشاريع ترميم المعالم التاريخية من قصور صحراوية مأهولة بالسكان ومعالم مصنفة تراثا وطنيا.
كما أقرت العمل بالقطاعات المحفوظة حيث يتم تصنيف 22 مدينة عتيقة في عديد من ولايات الوطن واخضاع تسييرها واستغلالها وتهيئتها إلى شروط صارمة تضعها وزارة الثقافة والفنون وتلتزم بها الجماعات المحلية لتحل محل آليات التعمير المعمول بها بالنسبة للعقارات الغير محمية.
في الأخير نتمنى لاجتماعكم هذا أن يتوج بمخرجات عملية قابلة للتنفيذ، وأنني على يقين أن آراءكم واقتراحاتكم بصفتكم خبراء غيورين على التراث ستساهم بقدر كبير لتوعية المجتمع وتحسيس القائمين على التنمية المعمارية في الوطن العربي بأهمية حفظ التراث المعماري العربي وتطويره وتعميمه في بناء المدن الجديدة والتكفل بالبيئة المعيشية للمواطن العربي “.
ومما جاء في كلمة معالي المدير العام للألكسو التي تلاها نيابة عنه الأستاذ الدكتور مراد محمودي، امين المجلس التنفيذي والمؤتمر العام القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة
“- تقديم الشكر للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رئيسا وحكومة وشعبا و لوزارة الثقافة والفنون الجزائرية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة والتنظيم المحكم.
– تأكيد التزام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بمواصلة الدعم اللازم لتعزيز العمل العربي المشترك في المجال الثقافي.
– تأكيد التزام المنظمة بمزيد من التعاون في كافة المجالات مع الدولة الجزائرية على النحو الذي يمكن الطرفين من تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة في بلداننا
أما كلمة الأستاذة نادية بوحارة، القائم بمهام أمين اللجنة الوطنية للتربية والعلم والثقافة، فقد جاء فيها مايلي:
” بادئ ذي بدئ، يسرني أن أرحب بكم جميعا و أن أشكركم على تلبية الدعوة لحضور الاجتماع السابع لمرصد التراث العمراني والمعماري الذي تستضيفه الجزائر يومي 23 و24 من الشهر الحالي تحت عنوان: “آليات تفعيل عمل المرصد وسجل التراث العمراني العربي”.
كما أقدم أسمى معاني الود والتقدير والاحترام والشكر لكل من ساهم في تنظيم فعالياته، سواء منهم فريق منظمة الألكسو وعلى رأسه الأستاذ الدكتور مراد محمودي أو من الفريق الساهر على توفير أسباب نجاح هذا اللقاء من وزارة الثقافة والفنون.
وبهذه المناسبة، لا يفوتني باسمي وباسم الأمانة العامة للجنة الوطنية الجزائرية للتربية والعلم والثقافة، أن أعبر أيضا عن آيات الشكر والعرفان للسيدات والسادة ضباط اتصال مرصد من البلدان العربية الشقيقة على حضورهم، فأقول لهم مرحبا بكم في بلدكم الثاني، حللتم أهلا ونزلتم سهلا.
كما تعلمون، يشكل المرصد التراث المعماري والعمراني أهمية بفضل التعاون بين منظمتنا والدول العربية، باعتباره أحد الآليات الأساسية لما له من فائدة في المحافظة وصون التراث العمراني بالبلدان العربية، إذ أنه يهدف إلى متابعة التحولات، التي تطرأ عليه ورصد المستجدات الطبيعية والبشرية على هذا النوع من التراث، ونشرها على الصعيدين الوطني والدولي.
ولهذا، فإن منظمتنا العربية تشدد على ضرورة الاستفادة من هذا المرصد الذي أسّسته سنة 2016 وتعزيز العمل المشترك من أجل صون التراث العمراني والمعماري في بلداننا العربية؛ وهي دائما في استعداد لمواصلة دعم هذه الآلية الرائدة وتدعو الدول العربية إلى دعمه والسعي إلى تطويره بفضل التعاون مع المنظمة.
و في الختام، أتمنى للضيوف المشاركين إقامة طيبة في الجزائر.
كما أتمنى النجاح والتوفيق لأشغالكم، آملة أن يرسم هذا الاجتماع آفاقا جديدة للمرصد وأن يتمخض عن رؤية واضحة المعالم لفائدة المرصد. وشكرا على حسن الإصغاء
صحيفة إلكترونية اخبارية متخصصه فى الشئون العربية واهم الاخبار