الأمم المتحدة تحذر من تداعيات الصراع الإقليمي على سوريا وتؤكد أهمية العملية السياسية

2021171156305207I1729754524

حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسون، من تداعيات الصراع الإقليمي على سوريا، مؤكداً أنه يُخلف عواقب وخيمة على سوريا وعلى السلم والأمن الدوليين، جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، لبحث الوضع في سوريا.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الخميس – قال “بيدرسون” إن تبعات الصراع في الأرضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها غزة، وفي لبنان، تنعكس على سوريا، مؤكدا أن سوريا “تتطلب اهتمامنا الجماعي”.
وأوضح المسؤول الأممي، أن التطورات الأخيرة هي بمثابة تذكير صارخ بهشاشة الوضع في سوريا، مشيرا إلى أن المقاربات الجزئية أو سياسات إدارة الصراع لا يمكن أن تُعالج حجم التحديات المتزايدة التي تواجهها سوريا.
وأشار “جير بيدرسون” إلى أن سوريا لا تزال تعاني حالة من الصراع العميق، حيث ينقسم السوريون سياسياً وجغرافياً في مناطق مختلفة، ويتعرضون لضغوط هائلة ومختلفة، وأكد أنه لا يوجد حل سريع لتلك التحديات، معربا عن خشيته من أننا سنستمر في رؤية سوريا تعاني من أزمة تلو الأخرى دون نهاية، ما لم تُستأنف العملية السياسية بقيادة السوريين وبتيسير من الأمم المتحدة، والتي توقفت منذ فترة طويلة.
وأضاف المسؤول الأممي قائلا: “يحتاج السوريون اليوم إلى الحماية العاجلة من خلال عملية خفض التصعيد والدعم اللازم لمواجهة الأزمات الواحدة تلو الأخرى، ويحتاجون أيضاً إلى مسار سياسي شامل للخروج من الصراع وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يعيد سيادة سوريا، ويعيد كرامة الشعب السوري الذي عانى طويلاً، ويُمكّنه من تقرير مستقبل بلاده بشكلٍ مستقل، ويُساهم في تحقيق الاستقرار بالمنطقة”.
وأكد المبعوث الأممي الحاجة إلى تعاون وانخراط الأطراف السورية وجميع الأطراف الرئيسية.
وقال “بيدرسون” إن الشهر الماضي شهد أسرع وتيرة من الضربات الجوية الإسرائيلية وأوسعها نطاقاً خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، حيث تم قصف عشرات المواقع في جميع أنحاء سوريا، بما فيها المناطق السكنية، حتى في قلب العاصمة دمشق.
ووجه المبعوث الخاص إلى سوريا خمس مناشدات عاجلة: أولا، لابد من حماية سوريا من آثار الصراع الإقليمي.
وجدد في هذا الصدد الدعوة إلى احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها.
ثانيا، لابد من تهدئة التوترات الإقليمية بشكلٍ فوري.
وهنا كرر دعوة الأمين العام إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان.ثالثا، هناك خطر من أن يؤدي التصعيد الإقليمي إلى انهيار اتفاقيات وقف إطلاق النار التي نصت على وأدت – وإن كان بشكل غير مثالي – إلى تجميد خطوط التماس داخل سوريا لما يقرُب من أربع سنوات.
وأكد الحاجة إلى مزيد من العمل لخفض التصعيد وصولا لوقفٍ شامل لإطلاق النار على المستوى الوطني بما يتماشى مع القرار 2254.
كما وجه المبعوث الخاص إلى سوريا، بضرورة امتثال جميع الجهات الفاعلة، السورية والدولية – بما فيها إسرائيل – لأحكام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والحذر.
خامسا، ذكّر المبعوث الخاص بأهمية وجود قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، مشددا على ضرورة التزام الطرفين بشروط اتفاق فض الاشتباك.
وأشار “بيدرسون” إلى فرار مئات الآلاف من السوريين واللبنانيين من لبنان إلى سوريا – “إلى بلدٍ يشهد هو نفسه صراعاً متصاعداً”، حيث أكدت مفوضية شؤون اللاجئين بعبور نحو 425 ألف شخص إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة، هرباً من الضربات الجوية الإسرائيلية والعنف.
نحو 72% منهم سوريون، والباقي أغلبهم من اللبنانيين.
وأكد بيدرسون من جديد ضرورة حماية السوريين أينما كانوا، بمن فيهم النازحون من أماكنهم.

By ahmed abusaleh

محرر متخصص في الصحافة الاقتصادية بخبرة تمتد لأكثر من 9 سنوات. متخصص في تغطية أخبار الطاقة والنفط، وهو من أبرز المحررين الذين يتابعون حركة الأسواق الخليجية. يقيم حاليًا في السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *