جاءت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة فيديو إلى حفل افتتاح المؤتمر مساء الأحد، والذي بدأ رسميا اليوم الاثنين في واحدة من أكثر البلدان تنوعا بيولوجيا على وجه الأرض.
وعلى مدار الأسبوعين المقبلين، سيتناول خبراء حكوميون وناشطون بيئيون وجماعات من الشعوب الأصلية التحديات العالمية الملحة في حماية التنوع البيولوجي.
مؤتمر الأطراف السادس عشر في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي يمثل أول تجمع عالمي حول هذه القضية الحيوية منذ عام 2022، عندما وافقت البلدان على إطار كونمينغ-مونتريال العالمي التاريخي، وهو خطة العمل الأكثر شمولا لحماية التنوع البيولوجي.
وقال الأمين العام في كلمته للمؤتمر: “يرتكز الإطار على حقيقة واضحة – من أجل بقاء البشرية، يجب أن تزدهر الطبيعة… ويَعِد بإعادة ضبط العلاقات مع الأرض ونظمها البيئية”.
مؤتمر للشعوب
ونبه أمين عام الأمم المتحدة إلى “أننا لسنا على المسار الصحيح. مهمتكم في مؤتمر الأطراف هذا هي تحويل الكلمات إلى أفعال. وهذا يعني أن تقدم البلدان خططا واضحة تتماشى مع الإجراءات الوطنية مع جميع أهداف الإطار”.
وأضاف أن هذا يعني أيضا الاتفاق على إطار معزز للرصد والشفافية، ويعني كذلك الوفاء بالوعود بشأن التمويل وتسريع الدعم للدول النامية.
وقال غوتيريش إن الوفود يجب أن تغادر كالي باستثمارات كبيرة في إطار كونمينغ-مونتريال العالمي، والصناديق المرتبطة به، والالتزامات بتعبئة مصادر أخرى من التمويل العام والخاص لتحقيق أهدافه بالكامل. وأضاف: “يتعين على أولئك الذين يستفيدون من الطبيعة أن يساهموا في حمايتها واستعادتها”.
وأكد أن البلدان النامية في العالم “تُنهب” حيث إن الاكتشافات العلمية والنمو الاقتصادي المستمد من “ثرواتها غير العادية” تفيد الآخرين.
وشدد على أن مؤتمر الأطراف السادس عشر يجب أن يشرك المجتمع بأكمله باعتباره “مؤتمر الأطراف للشعوب”، وأن يعزز دور الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية، الذين هم “حراس التنوع البيولوجي العظماء في العالم، ونجوم الاستخدام المستدام”.
وقال الأمين العام إن “لدينا خطة لإنقاذ البشرية من أرض متدهورة”، مضيفا أنه يتطلع إلى رؤية مندوبي الدول شخصيا في نهاية المؤتمر للاستماع إلى ما قدموه.
إعادة صياغة طريقة عيشنا
بدورها، قالت رئيسة مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (COP16)، سوزانا محمد إنه خلال المؤتمر، يتعين اتخاذ خطوات نحو تنفيذ إطار كونمينغ-مونتريال العالمي.
وقالت: “الأمر يتعلق في الأساس بإعادة صياغة الطريقة التي نعيش بها، وإعادة صياغة نموذج التنمية، وإعادة التفكير، وإعادة اكتشاف كيفية عيشنا معا في تنوع، في نظام لا يجعل الطبيعة ضحية للتنمية بشكل دائم، بل إن إعادة إنتاجنا كمجتمع يعيد إنتاج الحياة”.
وشددت سوزانا محمد، التي تشغل منصب وزيرة البيئة في كولومبيا، على أن الحفاظ على التنوع البيولوجي مرتبط ارتباطا وثيقا بالعمل المناخي، وأن الاستخدام الاستخراجي للموارد الطبيعية مسؤول عن 50 في المائة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي اليوم، ولكنه في الوقت نفسه يتسبب أيضا في 90 في المائة من فقدان التنوع البيولوجي.
وأضافت أن “استعادة النظم البيئية والطبيعة بقوة يمكن أن تساهم بنحو 40 في المائة في حل استقرار المناخ ودورة الكربون”.