محمد مجدي
كوننا مؤسسة إعلامية وصحفية تهتم جدا بالذكاء الاصطناعى وتطويراته، كان من المهم أن نناقش كل جنبات قضية التراث والذكاء الاصطناعى بعدما هدأ الصخب قليلا، من المزايدات المالية والتناحر المصالحى، مع العلم أنه لم يتعرض أى متخصص لأى بعد تقنى لدمج الأصوات عبر الإيه آى.
الريحانى بصوت حسنى.. وعبدالحليم يغنى لديابماذا لو غنى عبد الحليم حافظ “شكرًا كدة للي سابنا”، أو أيًا من أغاني عمرو دياب؟!، أو محمد عبد الوهاب يغنى أغانى صابر الرباعى، أو حتى نجيب الريحانى يحترف الغناء على طريقة محمد هنيدى وأكرم حسنى؟!
إذا سمعت هذا الكوكتيال التاريخى العصرى، ماذا سيكون رد فعلك؟! وبالذات عندما سمعت تدخلات الذكاء الاصطناعي في تراث العظيمة أم كلثوم، وهل لذلك أساسا أبدعت تقنية دمج ومعالجة الأصوات عبر تكنولوجيا الإيه آى!
العبث والتخيلعلى سبيل العبث أو التخيل، كانت أسئلة كتلك، هي من الفانتازيا التي ربما ترتبط بالذائقة الموسيقية الخاصة لشخص وقع في أسر أصوات هؤلاء النجوم الكبار،حيث يمثل كل منهم ، أيقونة لعصره.
كل شئ ممكن بدرجة مخيفةلكن، في عصر ثورة الذكاء الإصطناعي، الذي نعيشه، فكل شئ يمكن تحقيقه، لدرجة فتحت باب الخوف على مستقبل الإنسان من مصباح علاء الدين القرن الثاني والعشرين!
وفي تجربة مثيرة، قام المهندس المعماري والمهتم بعلوم الذكاء الإصطناعي، محمد رشدي الخولي، بإجراء مشروع بالكامل بتدريب الذكاء الإصطناعي على نسخ التونات الصوتية.
الخولى يحتمى بالبحث العلمىونشر الخولي فيديو على صفحته على فيسبوك، يستعرض فيه نتائج تجربته، عنونه بـ “حليم يغني ميدلي لأفضل ما غنى عمرو دياب” ( لينك خارجي على اسم الفيديو).
ويوضح الخولي أن هذا المشروع غير رسمي تمامًا حتى الآن، وأنه لا يزال قيد التجارب، وغرضه هو البحث العلمي.
وأشار إلى أن هذه التجربة هي أول مشروع بالكامل من تدريب الآلة على الصوتيات بإستخدام الذكاء الإصطناعي بعملية تدريب مركبة لنسخ التونات الصوتية لعبد الحليم حافظ على أي (محتوى صوتي).
القادم مرعبوشارك الخولي أفكاره مع متابعيه عن أول تجربة للنسخ الصوتي بالذكاء الإصطناعي، معتبرًا أنه إذا كانت نتيجة التجربة الأولى “مقبولة” فإنه يؤكد أن “القادم مرعب جدًا”، بحسب وصفه.
حرب عمرو وجابر على أم كلثوموفي سياق متصل، نشب في الأيام الماضية جدل حول حقوق الملكية الفكرية لإستخدام اسم كوكب الشرق، أم كلثوم، بين الملحن عمرو مصطفى والمنتج الموسيقي محسن جابر، وذهب بنا هذا الصراع لما هو أبعد عن حقيقة الموضوع ، لو كانوا ينوون منه خيرا.
طرح مصطفى، مقطعا ترويجيا لأغنية جديدة بعنوان “افتكرلك ايه”، تؤديها نسخة صوتية مصنوعة بالذكاء الإصطناعي بتون أم كلثوم، ولو لم يضع صورة أم كلثوم، كنا سنقف معه، لكنه تاجر بها، أكثر من الترويج لفكرة تجد صدى عالميا خلال الأيام الأخيرة.
ورغم أن المنتج لم يعارض الملحن في أن الموجة الحديثة من الأغاني والألحان سيتم فيها استخدام الذكاء الإصطناعي على نطاق واسع، إلا أن جابر يعترض فقط على استخدام اسم أم كلثوم في الترويج لهذا المصنف الفني.
وكذلك، يعترض المنتج محسن جابر على ترويج عمرو مصطفي للأغنية بإستخدام صورتها، وهذا حقه، لكن بلا انفعال ومزايدة.
الذكاء الاصطناعي سيثير المشاكل حتى يستوعبه الجميعوالواضح، أن استخدام الذكاء الإصطناعي في المجالات المختلفة سيفتح المزيد من الجدل حول قضايا من هذا النوع.
شارك برأيك، هل تعتقد أن الذكاء الإصطناعي يشكل تهديدًا على الإبداع الإنساني وعلى حقوق الملكية الفكرية؟
وما تصورك، لحل هذه المعضلات؟
نحن معا، ولن نترك هذا الملف بكل أبعاده، وفي كل المجالات، لكن الذكاء الاصطناعي أساسا من ملفاتنا الأساسية، وبخلاف ذلك رصدنا لحالة التغير في المجتمعين المحلى والدولى مهمة جدا على زواياها .