متابعة: نسرين طارق ووكالات
رغم تحرر الدول الافريقية من الاستعمار الفرنسي الا انه ظهر استعمار من نوع اخر.. فرضت فرنسا على مستعمراتها السابقة، استعمار جديد ذو مظهر حضاري يتماشي مع النفاق العالمي، استعمار اقتصادي من خلال “اتفاقيات” وربطها بعملتها وتذهب ارباح هذه “الاتفاقيات” الى الخزانة الفرنسية، وكذلك فرض التعليم الفرنسي لصنع نخبة إفريقية ذات مرجعية فرنسية.
الاستعمار الجديد قائم على نهب ثروات القارة الافريقية.. فرنسا الدولة التي ترفع شعار الحرية والديموقراطية والدفاع عن الشعوب.
مفارقة الكهرباء بين فرنسا والنيجر
عاصمة النور.. مصباحا من أصل كل 3 مصابيح فيها، من يورانيوم النيجر، الذي يوفر الطاقة لأكثر من 50 % من الشعب الفرنسي، بينما يعيش 80% من السكان في النيجر بلا كهرباء.
النيجر رابع دولة منتجة لليورانيوم في العالم، لكنها من أفقر شعوب الكرة الأرضية لأن عائدات اليورانيوم في النيجر، تذهب الى باريس.
يوارنيوم النيجر جعل من فرنسا المنتج الرئيسي للطاقة في أوربا، بـنسبة 17.1 % من مجموع الإنتاج في الاتحاد الأوربي، متقدمة على كل من ألمانيا (15.3 بالمائة) وبريطانيا (13.9 بالمائة).
لا تكتفي فرنسا بيورانيوم النيجر فقط، تضع يدها أيضا على ذهب مالي ونفط السنغال، و معدن الكولتان النفيس في الكونغو، الذي يعتبر أساس صناعة جميع التكنولوجيا المتطورة اليوم.
ودولة الحريات تغض الطرف عن آلاف النساء والأطفال والرجال الذين يعملون في ظروف غير إنسانية من أجل استخراج كل هذه المعادن لفرنسا، هم فقراء كما دولهم.
ريادة الطاقة الفرنسية من ثروات القارة الإفريقية
فرنسا.. الدولة الرائدة في مجال استخدام الطاقة النووية لأغراض غير حربية، وشركتها العملاقة (Areva)، الشركة الوحيدة الحاضرة في كل النشاطات الصناعية المرتبطة بالطاقة النووية.
الشركة الفرنسية (AREVA)، بدأت نشاطها في التنقيب واستخراج اليورانيوم في النيجر، منذ أكثر من 40 سنة مضت، تحت مسمى “عملية إنقاذ اقتصادي” و”مساعدة فرنسية” لشعب فقير.
استخراج اليورانيوم له نتائج قاتلة وكارثية على السكان المقيمين بجوار المناجم ونتائج كارثية على البيئة تدوم لآلاف السنين.
وهذا بالضبط ما يحدث في النيجر، بحسب تقارير ودراسات لعدد من المنظمات، على رأسها “غرينبيس”.
خلال 40 سنة من نشاط الشركة، تم استخدام أكثر من 270 مليار لتر من المياه في المناجم، مع تلويث المياه وإفقار المياه الجوفية.
سيكون على النيجر، حسب تلك المعطيات انتظار ملايين السنوات، للعمل على إعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية.
تدفع فرنسا مبلغ 65 دولار للكيلوجرام الواحد من اليورانيوم، مقابل السعر الحقيقي للسوق، الذي يتجاوز الــ 140 دولار للكيلوجرام.
فرنسا واغتصاب ثروات القارة السمراء
نذهب لقصة أخرى عن الاستغلال الفرنسي.. ذهب مالي، مع تشغيل الأطفال في مناجم الذهب.
نفط السنغال.. النفط الذي تسيطر عليه الشركات الفرنسية العملاقة تشمل، أيضا، دول غرب وجنوب إفريقيا، من أوغندا إلى كينيا، ومن أنغولا إلى موزمبيق إلى جنوب إفريقيا.
في الكونغو… تضع فرنسا يدها أيضا على معدن الكولتان النفيس، الذي يعتبر “روح” جميع التكنولوجيا المتطورة اليوم.
الأرقام لا تكذب
80 % من كل ما يتم استخراجه من الموارد والثروات المعدنية في إفريقيا يصدر ويصنع في قارات أخرى.
أكثر من ثلاثة أرباع عمليات تعدين الذهب في العالم، مستخرج من القارة الإفريقية.
يتم استخراج أقل من ثلاثين بالمائة فقط من الماس في العالم من خارج القارة الإفريقية.
أكثر من نصف المنجنيز والكروميت وخام الكوبالت في العالم يستخرج من إفريقيا.
ثلث انتاج الفوسفاط واليورانيوم في العالم من داخل القارة السمراء.
لائحة ثروات القارة الفقيرة غنية وطويلة لكن.. من المسؤل عن هذا الفقر الذي يعاني منه سكان القارة السمراء؟
يجيب عن السؤال فرنسا بلد الـ (حرية، إخاء، مساواة) عن سبب فقر قارة، والتي ينتهى مطاف ثرواتها في باريس، ويبدأ فقرها أمام عدسات وسائل الإعلام الفرنسية، وخطب الساسة الفرنسين وهم يدعون العالم لمساعدة إفريقيا.
النفاق العالمي
نفاق عالمي.. حيث ترفع فرنسا شعارات المساعدة والحرية أمام الكاميرات، وتضع يدها على ثروات قارة كاملة.