القاهرة في 29 أبريل /أ ش أ/ أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أنها تولي موضوع التنمية المستدامة اهتماماً خاصاً، وأصبح بنداً دائماً ورئيسياً على جدول أعمال القمم العربية والتنموية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والمجالس الوطنية المتخصصة.
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة للجامعة، خلال الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية، تحت شعار “الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة: بناء مستقبلنا المشترك بالابتكار والإبداع”، اليوم /الاثنين/، والتي ألقتها الوزير مفوض الدكتورة مها بخيت مدير إدارة الشؤون القانونية ووحدة الملكية الفكرية والتنافسية بالجامعة.
وقالت الدكتورة مها بخيت، إن جامعة الدول العربية بادرت بتنظيم أول مؤتمر على المستوى الوزاري في العالم حول تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 وذلك في أبريل 2016 بالقاهرة وصدر عن هذا المؤتمر الإعلان العربي لتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، والذي تبنته القمة العربية التي عُقدت في الجمهورية الإسلامية الموريتانية عام 2016، والذي أكد على أهمية إدماج الحكومات العربية خطة التنمية المستدامة، ضمن عمليات التخطيط والسياسات والاستراتيجيات الوطنية.
وأضافت أنه حرصاً من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على متابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 صدر قرار من المجلس الاقتصادي والاجتماعي بإنشاء اللجنة العربية؛ لمتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 في المنطقة العربية، وقامت هذه اللجنة باعتماد الإطار الاسترشادي العربي لدعم تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 لوضع رؤية عربية موحدة بشأن الأولويات والتحديات وآليات التنفيذ.
ونوهت الدكتورة مها بخيت إلى أنه بما أن العلم وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا (الهدف 9 من أهداف التنمية المستدامة 2030) هو المحرك الرئيسي لدعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 فقد أُنشئت الشبكة العربية للعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة، والتي تتبناها اللجنة العربية لمتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، والتي تشرفت إدارة الملكية الفكرية بالمشاركة في صياغة بنودها وتضمين بند الملكية الفكرية والابتكار بها.
ولفتت إلى أن القادة العرب أكدوا في البيان الختامي الصادر عن القمة العربية التي عقدت في جدة عام 2023، على أن التنمية المستدامة حق أصيل للمواطن العربي ولا يتحقق إلا بتكاتف الجهود وحشد الطاقات والقدرات لصناعة مستقبل قائم على الإبداع والابتكار لمواكبة التطورات المختلفة بما يخدم تعزيز الرفاه للمواطن العربي.
وذكرت الدكتورة مها بخيت كذلك أنه صدر قرار عن القمة العربية التي عقدت في الجزائر عام 2022 يتضمن عدة مقترحات من شأنها دعم الابتكار وشباب المخترعين، على سبيل المثال استحداث صندوق عربي لدعم المؤسسات الناشئة لتعزيز مكانة الشباب والابتكار في العمل العربي المشترك، وكذلك تشكيل شبكة للحاضنات تهدف إلى دعم حاملي الأفكار والمبتكرين في العالم العربي وتأسيس جائزة الابتكار العربي بهدف تشجيع المبادرات الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة ولا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأبرزت أن اللجنة الفنية للملكية الفكرية اتخذت في اجتماعها الـ12 الذي عقد في فبراير 2024 عدة قرارات من شأنها دعم الابتكار والإبداع والملكية الصناعية وبراءات الاختراع وتطوير البنية التحتية لمكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية، وتتكون هذه اللجنة من المسؤولين الحكوميين عن مكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية وتم التوافق على أن يكون أحد أهداف هذه اللجنة تنسيق الموقف العربي للاستفادة من البعد التنموي للملكية الفكرية.
وقالت الدكتورة مها بخيت، إن الجامعة العربية تحرص على تنظيم الاحتفال السنوي باليوم العالمي للملكية الفكرية، والذي تنظمه وحدة الملكية الفكرية والتنافسية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك في ظل الاهتمام الذي نجده من الخبراء والباحثين والمهتمين بمجال الملكية الفكرية.
وأضافت أن كل أشكال التنمية تبدأ بفكرة وموهبة تحتاج إلى دعمها وتنميتها لتجد طريقها إلى السوق، لتحقيق التنافسية العالمية والنمو الاقتصادي والتقدم البشري.
وأشارت الدكتورة مها بخيت إلى أن التركيز على أهمية الاستفادة من أدوات الملكية الفكرية، هو الذي يمثل الحماية لتلك الأفكار خاصة في السوق الذي قد يكون محفوفاً بالمخاطر.
وتابعت: أن في 26 أبريل من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للملكية الفكرية؛ للاطلاع على الدور المهم الذي تلعبه الملكية الفكرية في تشجيع الابتكار، وجاء اختيار موضوع هذا العام من المنظمة العالمية للملكية الفكرية عن (الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة) هو بلا شك نابع من أن موضوع التنمية المستدامة أصبح من أهم الموضوعات المطروحة على الساحة العالمية لدورها الحيوي في تعزيز الاقتصاد العالمي والوطني وتشكيل مستقبل البلدين.
وأردفت: “لقد ذكر دارين تانغ المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية، أن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة هي بمثابة تعهد عالمي للتصدي لحدة الفقر وتحسين الصحة ودعم التنمية المستدامة في العالم إلا أن تنفيذها يواجه بعض التحديات، والتي لا يمكن التغلب عليها إلا بالإبداع والابتكار وتسخير الملكية الفكرية كمحفز للمبتكرين”.
أ د ه / إسر
/أ ش أ/