القاهرة في 31 أغسطس/أ ش أ/حديث أجراه: حمدي المليجي
أكد اللواء دكتور سمير فرج المفكر الاستراتيجي أن كتابه الأخير “الاستراتيجية والأمن القومي وجهان لعملة واحدة” عمل فكري يجمع بين الأكاديمية العلمية لمفاهيم الاستراتيجية والأمن القومي بأبعاده المختلفة وبين الواقع الحالي والقضايا المختلفة للأمن القومي.
وقال اللواء سمير فرج – في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت – :” واحد من أهم دوافعي لإصدار الكتاب ، كان شعوري بوجود احتياج حقيقي لإصدار عمل فكري يقوم بالجمع بين الأكاديمية العلمية لمفاهيم الاستراتيجية والأمن القومي بأبعاده المختلفة وبين الواقع الحالي والقضايا المختلفة للأمن القومي التي أصبحنا نعيش بين متغيراتها لن أقول يوما بعد يوم ، ولكن ربما ساعة بعد ساعة خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر الماضي”.
وكتاب “الاستراتيجية والأمن القومي وجهان لعملة واحدة” ، يعد أحدث إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ويسعى فيه الدكتور سمير فرج إلى شرح المفاهيم العامة لكل من (الاستراتيجية والأمن القومي) بشكل عام، والعوامل المؤثرة في كلاهما.
وقال اللواء دكتور سمير فرج :”وجدت منذ عامين تقريبا أنه قد آن الأوان لبدء مشروع كتابي الجديد الذي يتناول قضايا الأمن القومي مع توالي الأحداث التي شهدتها مصر والمنطقة العربية خاصة في الأعوام الثلاثة الأخيرة ، وتحديدا ما بعد انتشار جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية التي رغم بعدها الجغرافي عنا ، إلا أن تداعياتها كانت ذات تأثير مباشر وقوي ليس فقط على مصر أو حتى المنطقة العربية وإنما على العالم أجمع”.
وتابع :” لذا كان هدفي من الكتاب أن يتمكن القارئ من فهم واستيعاب قضايا الأمن القومي المصري في إطارها المحلي والقومي والدولي”.
وأكد أنه حرص في فصول الكتاب الأولى على استعراض العوامل والأبعاد المختلفة التي تقوم الدول بناء عليها باتخاذ قراراتها ومواقفها السياسية والعسكرية والاقتصادية أيضا مع تقديم شرح مبسط وواف في الوقت ذاته عن المفاهيم العلمية والعملية المتعلقة بالاستراتيجية والأمن القومي ، لافتا إلى تقديم شرح واف عن الملف الخاص بالأمن القومي المصري وما يتعلق به من قضايا حماية الدولة المصرية وسيادة أراضيها وقوتها وحماية شعبها.
وقال فرج : ” ناقشت في الكتاب القضايا المتعلقة بدوائر الأمن القومي المصري وأفردت مساحة كبيرة منه للدائرة الأفريقية بما تمثله من أهمية خاصة لمصر وما مرت به تلك العلاقة من مسارات مختلفة علي مدار ستين عاما بداية من تاريخ الدعم الذي قدمته مصر لحركات التحرر في أفريقيا في الستينيات (من القرن الماضي) وما تلى ذلك من تباعد على مدار سنوات مختلفة وصولا إلى الجهود التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ بداية توليه لإعادة مصر إلى أفريقيا وإعادة أفريقيا إلى مصر لتتولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي”.
وأوضح أن الكتاب تضمن الحديث عن دوائر الأمن القومي الأخرى أيضا ، إلى جانب الدائرة الأفريقية ، دائرة البحر الأبيض المتوسط والدائرة العربية والدوائر ذات المستوى الأبعد والتي تضم العديد من الدول المهمة علي رأسها الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا، كما تناول بالشرح التهديدات التي تواجه الأمن القومي المصري محليا وإقليميا ودوليا.
وأردف قائلا إن “الكتاب يتناول أيضا الحديث عن قصة الإرهاب العالمي وكيف بدأ في العصر الحديث ، متناولا من خلاله تفاصيل القضاء على (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن والتي قادتني الصدفة للتعرف عليها بشكل دقيق من خلال لقاء جمعني مع وزير الدفاع الأمريكي السابق ” ليون بانتيا” في أمسية بالقاهرة “.
وأوضح أن الكتاب كان لابد أن يتضمن الحديث عن معركة مصر مع الإرهاب التي امتدت على مدار سنوات والجهود التي بذلتها الدولة المصرية من أجل إعادة إعمار سيناء بعد الدمار الذي شهدته منذ أحداث يناير 2011 .
وقال اللواء دكتور سمير فرج :” مع تصاعد الأحداث المستمر في المنطقة وجدت أنه من الواجب علي أن أختتم الكتاب بالحديث عن الحرب والتسليح في العالم ليتمكن القارئ بعد التعرف علي قضايا الاستراتيجية والأمن القومي والإرهاب ،أن يرسم صورة كاملة عما يحدث في العالم من خلال تقديم شرح واف عن الحرب وأنواعها المختلفة وأشكالها التي بدأت في الظهور بما فرضه التقدم التكنولوجي الذي نعيشه ، بداية من الحروب التقليدية إلى حروب الجيل الرابع وحروب الفضاء والحروب الذكية ، كما تناولت قضايا سباق التسلح في العالم والأسلحة الجديدة التي بدأت في الظهور مؤخرا وتأثيراتها في موازين القوى في العالم”.
ح م د/م ش ا
أ ش أ