الذكاء الاصطناعي يتصدر العدد الجديد من مجلة “بيت العرب”

القاهرة في 11 يوليو /أ ش أ/ أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية العدد الجديد من مجلة “بيت العرب”، حيث تضمن مجموعة من الموضوعات والقضايا التي تشغل الساحتين الإقليمية والعالمية، فضلا عن أنشطة جامعة الدول العربية.
وتصدر موضوع الذكاء الاصطناعي موضوعات عدد المجلة (يوليو 2024)، حيث خصصت المجلة افتتاحيتها لهذا الموضوع، إذ كتب السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية أن الحضارة الإنسانية مع بروز تطبيقات الذكاء الاصطناعي دخلت مرحلة جديدة في نطاق ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة والتي أثارت نقاشا معمقا حول ما يتيحه هذا التطور من فرص وأدوات الاستدامة وتجاوز تباطؤ تحقيق أهداف التنمية الشاملة ومواجهة التحديات التنموية المتعددة، دون إغفال ما يكتنف هذه التطبيقات من مخاطر على أنماط العيش وفقدان الوظائف والتهديدات الجسيمة للقيم الإنسانية المتعارف عليها.
وأضاف خطابي، في الافتتاحية التي جاءت بعنوان “من أجل حكامة عربية في مجال الذكاء الاصطناعي”، أنه في كل الأحوال، فإن طبيعة التطور البشري يجعل من التوجه نحو المستقبل خيارا حتميا لا محيد عنه يستلزم الانخراط في هذا التحول بتملك التقنيات التكنولوجية الذكية وتعزيز القدرات والمهارات في هذا المجال واستغلالها في خدمة القطاعات الإنتاجية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية.
وتابع أنه في هذا الصدد، يعمل قطاع الإعلام والاتصال على رصد واستقراء المستجدات المتصلة بالذكاء الاصطناعي في سياق هذا التطور التكنولوجي الذي أصبح يحظى باهتمام خاص في أجندة اجتماعات الأمانة العامة والمجالس الوزارية بما فيها مجلس وزراء الإعلام والمنظمات المتخصصة التي تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية.
وأشار خطابي إلى أن الهواجس التي يثيرها الذكاء الاصطناعي على المستويات المجتمعية والقانونية والأخلاقية التي تلقي بظلالها على الاستخدامات غير الآمنة بارتباط مع احترام حقوق الإنسان ولا سيما ما يتعلق بحماية البيانات الشخصية لا يمكن أن تشكل عائقا أمام هذا المسار الذي يفرض نفسه على الجميع من صناع قرار ومنظمات ومراكز بحوث بدءا بعمل تشاركي يهدف إلى نشر الثقافة الرقمية والسعي نحو تقليص الفجوة الرقمية إذ أن 89 في المئة من ساكنة بلدان الشمال يستخدمون الإنترنت مقابل 21 في المائة فقط في بلدان الجنوب .
وأكد أهمية التأسيس لحكامة عربية طموحة تتعامل مع هذا التطور بقدر عال من التوازن والواقعية بما يسهم في كسب رهان التحول الرقمي للدول الأعضاء سيما منها التي تحتاج إلى البنية التحتية المعلوماتية والتأهيل الرقمي الشامل للسير سويا نحو بناء مجتمعات المعرفة والابتكار في منطقتنا العربية.
وفي السياق ذاته، كتب الوزير مفوض الدكتور علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بالجامعة العربية في مقاله بالمجلة أن العالم أحرز تقدما كبيرا في مجال تطوير وتوسيع مجالات استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى مرحلة محاكاة الإنسان عقلا وعاطفة، كما أن مختلف أنماط وأشكال السلوك البشري صارت قابلة للتعامل معها ومعالجتها آليا من خلال الذكاء الاصطناعي من هذا المنطلق.
وأشار إلى تطور آليات وطرائق مواجهة الظواهر السلبية في السلوك البشري، بما فيها تلك المتعلقة بأبعاد سياسية أو فكرية أو أيديولوجية ، مثل التطرف الفكري، والعنف السياسي، والإرهاب.
وتابع أنه “مقابل ما تقدمه القفزات المعرفية والتكنولوجية من إيجابيات لتطوير الاستفادة الإنسانية من الذكاء الاصطناعي وغيره، فإن ذلك لم يحل دون وجود مخاطر تصاحب تلك التقنيات الحديثة”.
كما تناول العدد الجديد من مجلة (بيت العرب) سردا لنشاطات جامعة الدول العربية، حيث أفرد العدد مساحة كبيرة للحديث عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الثالثة والثلاثين والتي استضافتها مملكة البحرين، وهي القمة التي انعقدت في ظرف استثنائي في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وتناول العدد كذلك موضوعات حول مؤتمر الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية، وهو المؤتمر الذي استضافته الأمانة العامة للجامعة العربية.
كما تناولت المجلة موضوعات حول “النظام الدولي الجديد في القرن الحادي والعشرين”، و”التنمية وارتباطها بالأمن القومي”، فضلا عن موضوع آخر بعنوان “الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري”.
واشتمل عدد يوليو 2024 من مجلة بيت العرب على مقال للوزير مفوض نسيمة شريط مديرة إدارة الإعلام، حمل عنوان “في اليوم العالمي لعمل المرأة في الدبلوماسية”، حيث كتبت أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في عام ٢٠٢٢ القرار المعنون “اليوم الدولي للمرأة في الدبلوماسية” بتأسيس يوم عالمي للمرأة في الدبلوماسية يحتفل به في ٢٤ يونيو من كل عام، حيث حظي هذا القرار بدعم تاريخي في الجمعية العامة، وشاركت في رعايته ١٩١ دولة عضو منها ٨٥ دولة عضو كانت من الرعاة الرئيسيين للنص.
وأضافت أن القرار جاء عرفانا بدور المرأة المحوري في تعزيز التعاون الدولي، وترسيخ مبادئ الأمن والاستقرار والسلم في العالم وتحقيق التنمية المستدامة، وللتأكيد من جديد على أن مشاركة المرأة على قدم م المساواة معا مع الرجل وعلى جميع مستويات صنع القرار.
ولفتت إلى أن هذا اليوم يوفر فرصة للعالم للاعتراف بعمل الدبلوماسيات، لا سيما من أجل تعزيز المشاركة المتوازنة بين الجنسين على جميع المستويات الدبلوماسية. وكان أحد أعظم إنجازات الأمم المتحدة اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948 بقيادة امرأة وهي إليانور روزفلت والذي اعترفت من خلاله الدول بالمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة باعتبارها من حقوق الإنسان الأساسية.
وأبرزت نسيمة شريط أن للمرأة العربية إسهامات معتبرة وإيجابية في العمل الدبلوماسي بحسب الأمم المتحدة، نتيجة دورها في العديد من القضايا التي ساهمت في إثراء المناقشات حولها مما أدى إلى أثر طيب بخصوص النتائج المتوصل إليها.
ونوهت إلى أن جامعة الدول العربية، كانت دائما سباقة لإثبات أن المرأة العربية تستطيع أن تقدم إمكانيات هائلة في المجال الدبلوماسي، وتضم ضمن موظفيها نسبة 32% من النساء من مختلف الجنسيات العربية، موضحة أن المستقبل الذي نرجوه مزدهرا ويعمه السلام والرخاء يعتمد على تمكين المرأة في كافة المجالات.

ت م ش/م س ع
أ ش أ


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *