تونس في 26 مايو /أ ش أ/ من.. حسنة مدحت
تحتفل معظم الدول العربية بـ”عيد الأم” خلال شهر مارس أو أبريل أو مايو من كل عام.. ويحتفل التونسيون بـ “عيد الأمهات” كما يطلقون عليه في الـ26 من مايو من كل عام، وكذا دول المغرب العربي.
وفي هذا اليوم من كل عام، ينظم التونسيون العديد من الاحتفالات والفعاليات والمسابقات احتفاءً بأمهات تونس، ويحرص البريد التونسي على توزيع باقات الزهور على الأمهات في مختلف المناطق تقديرا لهن، فيما تقدم مختلف الشركات والمؤسسات تخفيضات على مختلف السلع والبضائع، كالملابس والعطور ومستحضرات التجميل والأدوات الكهربائية والمنزلية، كمشاركة منها في هدايا “عيد الأمهات”.
وتتربع الزهور على رأس الهدايا التي يقدمها التونسيون لأمهاتهم، نظرا لما تتمتع به “تونس الخضراء” من جمال أزهارها وكثرة محال الزهور، وخاصة في وسط مدينة تونس.. كما اشتهرت تونس بهذا اللقب على مر العصور بسبب كثرة أشجار الزيتون فيها، حيث يقدر مجموع أشجارها بـ30 مليون شجرة تتركز في المناطق الساحلية.
وقال أحد أصحاب محال الزهور ويدعي علي الغازي، لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط، “إن عيد الأمهات من أكثر الأعياد التي نشهد فيها مبيعات كثيرة، فالزهور من أبهى الهدايا وأكثرها قيمة للسيدات، خاصة الأمهات.. وفي هذا اليوم، الذي يعد من المواسم لنا، نبدع في عمل باقات الورد المتميزة التي يتوسطها الياسمين التونسي، الذي تشتهر به بلادنا”.
وأشار بوبكر بن عمر “موظف” إلى أنه يحرص على شراء باقات الزهور لزوجته في عيد الأمهات تقديرا لمجهودها، حيث أنها امرأة عاملة أيضا، فهي تعمل وتجتهد داخل المنزل وخارجه، واصفا إياها بأنها “ميزان الحياة لنا جميعا”.. فيما أشارت حنان بوعزيزي “طبيبة” إلى أنها تحرص على شراء الهدايا لوالدة زوجها “حماتها” ووالدتها تعبيرا عن حبها لهن.. وقالت: “أما أنا فانتظر الهدايا بفارغ الصبر لأرى تقدير أبنائي لي، ولكن تظل القبلة والحضن الصادق يكفنني عن الهدايا”.
وانطلقت فكرة “عيد الأم” في الدول العربية حين طرح الكاتب الصحفي على أمين، في عموده بجريدة “أخبار اليوم” المصرية في شهر ديسمبر من عام 1955، تساؤلا “لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق؟”، وذلك بعد زيارة إحدى الأمهات لأخيه مصطفي أمين في مكتبه، حيث قصت عليه كيف أنها ترملت وأولادها صغارا ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجلهم وظلت ترعاهم حتى تخرجوا من الجامعات وتزوجوا واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها تماما.. واقترح علي أمين، في عموده، فكرة وهي أن يصير هذ اليوم عيدا يقوم خلاله الأنباء بتقديم الهدايا لأمهاتهم، ويحتفلون بهن.
ولاقت الفكرة قبولا وتشجيعا كبيرا من القراء والمسئولين من خلال خطابات لإتمام الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، فيما رفض آخرون الفكرة قائلين “إن كل أيام العام تعتبر عيدا للأم، وليس يوما واحدا”، إلا أن الغالبية أعربت عن موافقتها على الفكرة، وفي نهاية الأمر تم اختيار يوم 21 مارس عيدا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزا للعطاء والصفاء والخير والمشاعر الجميلة.. وكان أول احتفال بعيد الأم في 21 مارس من عام 1956، وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلى الدول العربية الأخرى.
أما بداية الاحتفال بيوم الأم عالميا، فترجع إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1907 بعد مطالبة الناشطة الاجتماعية آن ريفس جارفيس بتخصيص يوم للاحتفال بالأمهات الأمريكيات.. واعتبر الرئيس الأمريكي آنذاك وودرو ويلسون الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام عيدا رسميا في الولايات المتحدة بعد موافقة الكونجرس.
ح ن ه/ ف ط م
/أ ش أ/