الرياض في 20 سبتمبر/أ ش أ/ عقدت المملكة العربية السعودية، ولجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، فعالية جانبية ركزت على مبادرة “الغوص في التراث” التي تستهدف تعزيز التوثيق الرقمي، على هامش الدورة الـ 45 الموسعة للجنة التراث العالمي، التي عقدت في الرياض .
وذكر اتحاد وكالات الدول الإسلامية (يونا)، اليوم /الأربعاء/، أن الفعالية ركزت على مبادرة “الغوص في التراث” التي تستهدف تعزيز التوثيق الرقمي، باستخدام تقنيات رقمية مبتكرة تستخدم في التعريف بالمواقع التراثية العالمية المدرجة على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
وانطلقت مبادرة “الغوص في التراث” بدعم من وزارة الثقافة السعودية، حيث انبثقت عنها منصة إلكترونية معنية بالمواقع التراثية العالمية، تقوم على أحدث ما توصلت إليه التقنية الرقمية؛ كالنماذج الثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي والواقع المضخم والخرائط التفاعلية القادرة على ابتكار مشاهد رقمية حقيقية ودقيقة.
وتم تأسيس صندوق التنمية الثقافي في عام 2021 بعد تعهد حكومة المملكة العربية السعودية بتقديم 25 مليون دولار أمريكي؛ لتمويل مشاريع اليونسكو حول الاستراتيجيات والخطط الرامية للحفاظ على التراث العالمي.
وتمتد المرحلة الأولى من مبادرة “الغوص في التراث” ما بين عامي 2022 – 2024، وسيتم خلالها إنشاء منصة رقمية تسمح للأفراد بالاطلاع على المواقع التراثية العالمية المنتشرة على امتداد العالم العربي، ومن المقرر إطلاق المنصة وإتاحتها للعموم في نهاية المرحلة من عام 2024، وبعد أن تتمكن بقية المناطق الأخرى من الاستفادة من المبادرة.
بدوره.. نوه المدير العام المساعد للثقافة في منظمة اليونسكو إرنيستو أوتون بمبادرة “الغوص في التراث”، بقوله “إننا ندخل عصراً رقمياً جديداً على صعيد اكتشاف التراث العالمي والحفاظ عليه”.
وأضاف “ستسمح التقنيات والإمكانات اللامحدودة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي بتغيير الطريقة التي يتعامل بها الناس مع التراث، وذلك عبر أمور عدة، منها مبادرة “الغوص في التراث”، والتي أظهرت الاستعمال الرائع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال إسهامها في إدخال الحيوية في المواقع التاريخية بصورة تفاعلية لم يسبق لها مثيل، وأيضاً، لعبت السرديات والقصص التي تتيحها تلك التطبيقات دوراً كبيراً في حفظ التراث للأجيال القادمة، وتمكين الجيل الحالي من أن يعيش “حالة من التاريخ الغابر”.
وتضمنت الفعالية إقامة حلقة نقاشية شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين، تم التركيز فيها على الطريقة التي يمكن للتقنية أن تسهم عبرها في الحفاظ على التراث وتوثيقه وإظهاره للمهتمين، من خلال استعمال تقنيات السرد القصصي الرقمي.
وكان من المتحدثين في الفعالية، وبالتحديد حول مستقبل المنصة الرقمية، مدير موقع جدة التاريخية (المملكة العربية السعودية) سهيل ميرا، ورئيسة كرسي اليونسكو حول التراث العالمي والسياحة المستدامة في الجامعة الألمانية (سلطنة عمان) الدكتورة هبة عزيز، والدكتور أونا فيليكيس من اللجنة الدولية لتصوير المواقع الأثرية التابعة للمجلس العالمي للمواقع الأثرية، ونائب مدير برنامج التطبيقات التشغيلية للأقمار الصناعية التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث أوليفر فان دام، والمدير بالإنابة للمركز العربي الإقليمي للتراث العالمي الشيخ إبراهيم الخليفة.
ومثلت الفعالية فرصة لإظهار بعض النتائج الأولية لمشروع “الغوص في التراث”، مع عرض صور ونماذج فيديو ثلاثية الأبعاد بدقة عالية لمواقع تراثية عالمية، بالإضافة إلى نسخ مطبوعة ثلاثية الأبعاد مكنت الحضور من الاطلاع على العمليات الرقمية التي أجريت أثناء إنشاء منصة “الغوص في التراث” (https://whc.unesco.org/en/dive-into-heritage).
وكانت المملكة العربية السعودية استضافت الدورة الـ 45 الموسَّعة للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بدعم لا محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز .
وعقدت الدورة في العاصمة السعودية الرياض ما بين 10 و25 سبتمبر 2023، سلطت خلالها الضوء على جملة من المسائل، من أهمها التزام المملكة بدعم الجهود الدولية المعنية بالحفاظ على التراث العالمي وحمايته، وبما يتفق مع أهداف منظمة اليونسكو في هذا الشأن.
يذكر أنَّ صندوق التنمية الثقافي في السعودية تأسَّس بموجب المرسوم الملكي رقم (M/45) الصادر في 6 يناير 2021، والصندوق مرتبط تنظيمياً بصندوق التنمية الوطني، وقد جاء تأسيسه بهدف تطوير القطاع الثقافي وتحقيق الاستدامة فيما يتعلق بدعم الأنشطة والمشاريع الثقافية، وتسهيل الاستثمار الثقافي، وتعزيز ربحية القطاع، وتمكين المواطنين المهتمين من المشاركة في الأنشطة الثقافية، والإسهام في تحقيق أهداف استراتيجية الثقافة الوطنية ورؤية السعودية 2030.
أ د ه/ن ه ل
/أ ش أ/