السينما الفلسطينية تضيئ مهرجان القاهرة السينمائي

حققت السينما الفلسطينية حضوراً لافتاً في مهرجان الجونة السينمائي الدولي بدورته السابعة، التي اختتمت، مساء أول من أمس، في المدينة الساحلية السياحية المصرية، حيث فاز
الفيلم الفلسطيني “شكراً لأنك تحلم معنا”، وهو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجة ليلى عباس، بجائزة أفضل فيلم عربي طويل بالاشتراك مع فيلم “ماء العين” للمخرجة التونسية مريم جعبر الطويل.
وأهدت عباس جائزة فيلمها إلى النساء الفلسطينيات، مشيرة إلى أن فيلمها مبني على قصة فلسطينية كتبتها وصوّرتها قبل حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، لافتة إلى أنها لم تكن تتوقع أن يكون عرض فيلمها، الذي وصفته بالخفّة والبساطة، في ظروف صعبة وثقيلة للغاية.
وأضافت عباس إن الفيلم، وعندما كتبته، أرادته أن يتحدث عن حيوات الفلسطينيين بما تشتمل عليه من يوميات مليئة بالتعقيدات، كما المنازل والشوارع والوجوه الفلسطينية المضطرة أن تسرق الوقت للحياة من مُحتل لم يكتفِ باحتلال الأرض، بل يسعى لاحتلال الرواية أيضاً.
وأكدت المخرجة التي تشغل منصب إدارة مركز خليل السكاكيني الثقافي في مدينة رام الله: خلال عام من حرب الإبادة، تغيّرت كثيراً، كما العالم، فغزة ليست مكاناً فحسب بل قبلة الثائرين والمتمرّدين والرافضين والصامدين، وبوصلة تشير بوضوح للاتجاه الصحيح، وتفضح العالم الغربي المنافق والمتواطئ، والعالم العربي الذي نسي من هم إخوته ومن هم أعداؤه، وهي طرق وعرة ليست لأصحاب القلوب الضعيفة من المنشغلين بحسابات الربح والخسارة.
واستغرقت رحلة الفيلم، أكثر من ستة أعوام، ويحكي قصة اجتماعية خفيفة، تدور حول قصة مريم ونورا اللتين توفيَّ والدهما تاركاً إرثاً كبيراً من المال، فتخطط الشقيقتان للاستحواذ على الميراث قبل أن يعلم أخوهما بوفاة الأب لأنه شرعاً وقانوناً سيرث نصف التركة، وهو ما ترى فيه الأختان ظلماً لهما، وهو من بطولة: كامل الباشا، وياسمين المصري، وكلارا خوري، وأشرف برهوم، وغيرهم.
وفاز الفيلم الروائي الفلسطيني القصير “ما بعد” للمخرجة مها الحاج بجائزة نجمة الجونة الذهبية، في حين فاز الفيلم الروائي الفلسطيني القصير “برتقالة من يافا” للمخرج محمد المغني بنجمة الجونة الفضية عن الفئة ذاتها.
وفيلم “ما بعد” هو من تأليف مها الحاج أيضاً، وسبق أن فاز بجوائز عالمية عدّة، من بينها جائزتا لجنة الشباب المستقلة ولجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي في دورته السابعة والسبعين، وبدأت كتابة السيناريو في صيف العام 2023، وإن كان يتناول العدوان على الشعب الفلسطيني عامة، وغزة خاصة، ولو بشكل غير مباشر، باعتبار أن العدوان على غزة لم يتوقف منذ العام 2008، وبشكل أكثر شراسة في عدوان تلو الآخر، لذا تراكم الفظائع ولَّد لدى الحاج الرغبة بالكتابة في هذه الجزئية.
وتدور أحداث الفيلم حول الزوجين سليمان ولبنى، ويجسد دوريهما الفنانان محمد بكري وعرين عمري كما يشاركهما البطولة الفنان عامر حليحل، مشددة على أن القصة خيالية وواقعية في ذات الآن.
أما فيلم “برتقالة من يافا” للمخرج محمد المغني، والمقيم في أوروبا، فقد تعرض حسب مخرجه إلى تحديات وعراقيل عديدة من قبل الاحتلال، خلال التصوير، وهي تعكس ما يواجهه الفلسطيني على أرضه بسبب الاحتلال وجرائمه، مؤكداً أنه حلم منذ صغره بإخراج فيلم عن فلسطين، ومدينته غزة، مؤكداً أنه رغم ما يحدث من إبادة في غزة إلا أنه لا يزال يحلم بإقامة مهرجان غزة السينما الدولي، على أرض القطاع، وهو أمر قد يبدو مستحيلاً في ظل الاحتلال، لكنه يأمله مهرجاناً دولياً يحج إليه كبار نجوم العالم قادمين إليه عبر مطار غزة الذي دمرته قوات الاحتلال أكثر من مرّة، وتعرض أفلام في دور عرض سينمائية متطورة، دون قتل أو حصار أو أسلاك شائكة أو جدار فصل عنصري أو حواجز عسكرية، مؤكداً أن السينما الفلسطينية تؤكد ليس فقط على إصرار الفلسطيني على الحياة، بل على عمق ثقافته وحضارته وحقه في أرضه.
جدير بالذكر أن فيلم “أثر الأشباح”، وهو إنتاج فرنسي ألماني بلجيكي للمخرج جوناثان مييه، فاز بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في المهرجان، ويتناول حكاية لاجئ سوري في أوروبا تطارده ذكريات التعذيب، عبر انضمامه إلى جماعة سريّة تطارد قادة النظام المنشقيّن الذين فرّوا إلى الخارج.

By حسناء جمال

محررة في جريدة المقال بخبرة تتجاوز 10 سنوات في الصحافة. تخرجت من كلية الإعلام وعملت في عدة صحف ومجلات في الخليج. متخصصة في تغطية السياسة، الاقتصاد، والشؤون الاجتماعية. شاركت في مؤتمرات دولية وتدرب الصحفيين الشباب. تقيم في دبي وتتميز بالاحترافية والالتزام بنقل الحقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *