لقد نجى الله إبراهيم عليه السلام من نار عظيمة أُلقى فيها، فكانت برداً وسلاماً عليه بإذن الله.
ونجى الله يوسف عليه السلام من البئر ومن مكائد اخوته، ثم أصبح عزيز مصر وأتوا إليه يتسولون طعامهم!
ونجى الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من القتل عندما تآمر المشركون عليه ليلة هجرته، وأيده الله بنصره ورفع ذكره في العالمين .
ونجى الله مصر عبر التاريخ من مكائد محققة كفيلة بتدمير الأمم كلها..
هذه الحقائق في القصص القرآني والتاريخي تؤكد الفرق بين” القوة”، و” القدرة”.
أعداؤنا دائما يخيفوننا بقوتهم وأموالهم وأسلحتهم!! ، فأمرنا الله أن نتحداهم بقدرتنا على النصر، بالأخذ بالأسباب والاستعانة بقدرة الله المطلقة.
ليس شرطاً أن تكون الأقوى حتى تنتصر !!.. المهم أن تكون الأقدر على تحقيق النصر، وأن تكون مع الله حتى يكون الله معك..
ومن أبرز شروط الانتصار بالقدرة أن ينتقل الإنسان من الاهتمام بنفسه فقط، والولاء لذاته.. إلى الولاء والاهتمام بوطنه ومجتمعه.
إن التاريخ المصري مليء بالإنتصارات على كل المستويات، وكانت مصر تنتصر في كل تحدياتها بقدراتها رغم تفوق العدو في القوة الاقتصادية والعسكرية.
وهناك نماذج كثيرة.. لعل من أبرزها، انتصارها في صد هجمات الحيثيين قديماً، وصدها لغزو التتار وانتصارها السحيق، و صدها للغزو الحديث وانتصارها في حرب أكتوبر 1973… الخ.
وستنتصر مصر بإذن الله كما انتصرت خلال سبعة آلاف عام.. وسيأتي قريباً بإذنه ومشيئته تحقيق قول الله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام ” ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) سورة يوسف.
إشارة إلى سعة العيش ورغده.
سلو التاريخَ والقرآنَ والأديانَ عن مصر هل ضرّها يوماً مكائد الأعداءِ؟!
فلنكن صفاً واحداً لمصرنا كي لا يخْترقها أي جاني..
وانتفضوا جميعاً.. عملاً وسعياً ووعياً وانشروا الأملَ وامسحوا دمعةَ الباكي.