القاهرة في 29 سبتمبر/أ ش أ/ أكد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي أن مصر تبذل جهودا كبيرة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد توترا كبيرا جراء التصعيد الخطير الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي في عدد من دول المنطقة.
وقال العرابي – في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش ترؤسه مؤتمر “السلام والتنمية في الإطار العربي الإفريقي” الذي يعقد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية اليوم /الأحد/ – إن الدور المصري في جهود إحلال السلام امتد إلى جميع الأزمات في الدول المجاورة، وعلى رأسها ليبيا والسودان والصومال من خلال تأكيد القاهرة الدائم على الحفاظ على المؤسسات الوطنية في الدول والتأكيد على سيادة واستقرار ووحدة الدول، وأبرز أن مصر تعمل دائما على تسخير قدراتها في دعم الدول الشقيقة المجاورة بهدف تجاوز الأزمات والمحن واستعادة السلام والأمن والاستقرار.
وأضاف أن مصر كانت رائدة في طرح رؤى السلام العالمية لإحلال الاستقرار في البؤر التي تشهد نزاعات وحل الخلافات داخل دول المنطقة باللجوء إلى السبل الدبلوماسية والطرق السلمية حفاظا على مقدرات الدول والشعوب.
وتابع أن مصر تضطلع بمسئولية أخلاقية وإنسانية تجاه دول المنطقة ولاسيما الجوار الجغرافي في ظل ما تعانيه تلك البلدان من أزمات واضطرابات وحروب تؤثر بشكل مباشر على عملية استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وأشار السفير العرابي إلى أن العالم يشهد حالة مؤسفة جراء تواصل الأزمات العالمية، وعلى رأسها استمرار الحرب الروسية الأوكرانية من جهة والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من جهة أخرى، والتي أدى استمرارها إلى التصعيد ودخول أطراف أخرى إلى الصراع وعلى رأسها لبنان، وهو الأمر الذي طالما حذرت منه القاهرة لما له من تأثير كبير وتهديد مباشر للسلام والأمن في الشرق الأوسط.
ونوه بأن الدبلوماسية المصرية تتبنى نهجا إقليميا متزنا، في إدارة علاقاتها الإقليمية، يهدف في الأساس إلى تحقيق أكبر قدر من الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، في ضوء اشتعال الموقف على العديد من الجبهات، ربما أبرزها في الأراضى الفلسطينية، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولبنان.
وشدد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية على أن مسألة إحلال السلام بالمنطقة لن تتحقق إلا بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعطاء شعب فلسطين حقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب في أمن وسلام مع إسرائيل.
وأبرز وزير الخارجية الأسبق أن التحركات الفاعلة للدبلوماسية المصرية خلال الفترة الماضية دفعت عددا من الدول في مراجعة موقفها بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، كخطوة ضرورية تستبق أي تحرك لاستئناف المفاوضات الجادة لإنهاء الجمود الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط وإيجاد أفق سياسي للتقدم نحو السلام العادل.
واختتم العرابي تصريحه بالتأكيد على أن مصر تسعى دائما إلى إرساء سياسة بسط السلام والاستقرار بكافة دول منطقة الشرق الأوسط عبر انتهاج سياسة الحوار واللجوء إلى طاولة المفاوضات.
ن ه ل
أ ش أ