في مثل هذه الأيام من كل عام يخرج علينا أعداء الوطن وأعداء النصر ومشككي هذا النصر العظيم نصر أكتوبر ليحلوا علينا بكلماتهم المسمومة.. هل كانت حرب ٧٣ انتصار لمصر أم هزيمة؟ وكان هذا ردي عليهم بهذه اللقطه وهذه الصورة والتى تقف فيها جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل أمام المحكمة العليا بإسرائيل فى الثانى من ابريل سنة ٧٤، وأمام القاضى شيمون أجرانات فيما عرف بلجنة أجرانات. والتى تم تشكيلها فى ٢١ نوفمبر من عام ٧٣ أى بعد أقل من شهر من وقف إطلاق النار رسمياً على الجبهة المصرية ولم تكن قد وقفت على الجبهة السورية بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه اللجنه التى شكلت للوقوف على تقصير القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية فى الحرب وعلى التنبأ بوقوعها وكم الخسائر التى تعرضت لها القوات الإسرائيلية.
شكلت لجنة للأسباب سالفة الذكر ولكنها كانت تختص فى المقام الأول بالجبهة المصرية لعدم قدرة الجيش الإسرائيلي استرداد خط دفاعه الحصين، أو دحر الجيش المصري كما فعل مع الجيش السورى.
وفيما يلى ستعرف صحة كلماتى هذه بما ألت إليه اللجنه ألقت لجنة أجرانات اللوم على القيادة العسكرية وأصدرت قرار بعزل ثلاثة جنرالات من مناصبهم وهم :- عزل الجنرال إيلى زعيرا رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ” أمان” وهو المسئول الأول عن هذا الإخفاق – وعزل الجنرال شموئيل جونين قائد المنطقة الجنوبية للجبهة المصرية وهذا يؤكد إنتصار وتفوق قواتنا على العدو وتكبيدهم اكبر الخسائر وعدم قدراتهم على العودة لما كانت عليه الأوضاع من قبل، بخلاف الجبهة السورية التى استطاعوا أن يستعدوا السيطرة فيها بل وقاموا بكسب أراضى جديدة.
– وأخيرا وليس أخراً تم عزل الجنرال ديفيد أليعازر، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي – وبرأت اللجنة رئيسة الوزراء ووزير الدفاع مما حدث ووقفت جولدا مائير كما تراها فى هذه الصورة مطأطأة رأسها كالمذنبه فى قيادتها لأحداث الحرب.وشبح الزوال الذى يسيطر عليهم جميعاً منذ نشأتهم لتستمع لقرار اللجنة الذى لم يرضى الشعب الإسرائيلي فى ذلك الوقت وقاموا بمظاهرات كبيره لرفض هذه القرارات بتجنيب القيادة السياسية الإسرائيلية لما حدث وعدم تحميل القيادتين ما حدث تحديدا على الجبهة المصرية.
ونتيجة لذلك اضطرت جولدا مائير لتقديم استقالتها بعد عشرة أيام فقط من قرار اللجنه، ولكنها استمرت لمدة شهرين بمنصبها لتسيير الأعمال. ولحق بها موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلئ بعد خسارة اسرائيل حربها على الجبهة المصرية، وخسرت من أفرادها فى اقل من ثلاثة أسابيع فقط ثلاثة أضعاف ما خسره الجيش الأمريكى فى ١٠ سنوات فى فيتنام حسب تعداد الدولة اليهودية فى ذلك الوقت إن هذا إن دل فيدل على إنتصار جيشنا العظيم فى حرب أكتوبر ٧٣ وعودة شبة جزيرة سيناء بالكامل فيما لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتل هضبة الجولان حتى هذه اللحظة، وذلك بعد وقف القتال الفعلى على الجبهة السورية فى الخامس من يونيو لعام ١٩٧٤.
وأخيراً.. عند سؤال الرئيس والزعيم انور السادات هل أنتصرت فى الحرب ؟
أجاب :أنظروا إلى ما يجري في إسرائيل بعد الحرب وأنتم ستعرفون الإجابة على هذا السؤال (يقصد لجنة أجرانات التي شكلت من أجل محاسبة القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية آنذاك) وان هذه النوعية من اللجان أو المحاكمات لا تتم إلا في حالة هزيمة جيش هذه الدولة.