الفنان الكبير الدكتور رئيس جامعة حلوان السيد قنديل لــ (أ ش أ): حركة الفن التشكيلي بخير،ولابد من الاهتمام الإعلامي بهذه الفنون

8341731238508

الفنان الكبير الدكتور رئيس جامعة حلوان السيد قنديل لــ (أ ش أ): حركة الفن التشكيلي بخير،ولابد من الاهتمام الإعلامي بهذه الفنون
إسهام جامعة حلوان في الوعي الثقافي والإنتاج الفني كبير جدا
كل المصريين فنانون بطبعهم فكتاباتهم بدأت نقشا ورسوما
إطلاق برنامج أسبوعي وشهري لطلاب المدارس والجامعات لزيارة المتاحف والمعابد
أدعو مؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في رعاية المسارح والمتاحف ودور الأوبرا
كلما زاد المخزون البصري كلما كان العمل الفني أفضل

القاهرة في 10نوفمبر/أ ش أ/ حوار:رفعت الزهري ـــ محمد المعبدي…
الحديث مع فنان تشكيلي له باع كبير في الفن وفي رئاسة أكاديمية للفن ليس سهلا،فهو يصول ويجول مابين الفنون والعلم والفلسفة،وخاصة أنه يرأس حاليا جامعة حلوان التي تفردت في مصر ومنطقتنا منذ عشرات السنين في تقديم الفنون والعلم صنوان لا ينفصمان.
والأستاذ الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان والقائم بأعمال رئاسة جامعة حلوان الأهلية والعميد السابق لكلية الفنون الجميلة فنان بدرجة عالم فيلسوف،عشق الفن منذ نعومة أظفاره،وأفنى فيه زهرة عمره،لا يهمه سوى تنفيذ الأفكار وتحقيقها على أرض الواقع ولا تغريه الفكرة إلا إذا كانت مبتكرة مفيدة،ولا يستدرجه الجديد إلا إذا كان فيه ما يفيد فنانًا وإنسانًا ووطنا،وبالإضافة إلى ذلك فهو صاحب رؤية ثاقبة،وثقافة موسوعية تشرح أعقد المسائل بأسلوب شيق ورصين وسهل.
في حواره مع “وكالة أنباء الشرق الأوسط”نتعرف من الدكتور السيد قنديل عن قرب لرؤيته لحركة الفن التشكيلي بشكل عام،ومساهمته في تطوير المجتمع،مؤكدا أن مصر كانت على مر الزمن”هوليوود الشرق” والقبلة الوحيدة لكل المبدعين،وكل المصريين منذ نعومة أظفارهم هم فنانون بدأت بكتاباتهم التي كانت عبارة عن رسوم ونقوش.
وأكد ارتباط إنتاج الفنان ب”التغذية البصرية”،و”المخزون البصري” لدى الفنان،فهما كالإلهام للفنان،وأشاد بدور وزارة الثقافة في تقديم الفنون واتاحتها للجمهور،وشدد على ضرورة أن يكون هناك اهتمام إعلامي كبير بالفنون بوجه عام وبالفن التشكيلي بشكل خاص.
ونبه إلى ضرورة العودة إلى تضمين المناهج الدراسية بمختلف الفنون،موضحا أن مؤسسات الدولة لاتستطيع بمفردها دعم مسيرة الفنون ولابد من مشاركة مؤسسات المجتمع المدني والمستثمرين وانطلاق رعاة للفنون.
ولفت إلى أن إسهام جامعة حلوان في زيادة الوعي الثقافي والإنتاج الفني غزير جدا ونحاول أن نطور المناهج الدراسية لتطوير مستوى خريجي الجامعة،ودعا لإيصال الفنون للجماهير باستخدام التكنولوجيا والمتاحف المتنقلة أو المتاحف الافتراضية ووسائل التواصل الاجتماعي.
المخزون البصري
عن الفنانين الذين تأثر بهم في مسيرته الفنية قال الفنان الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان “البدايات عندنا كلنا كمصريين أن نكون فنانين لأن الكتابة عندنا في مصر منذ قديم الأزل كانت تجري بالرسم والنقش،أي عن طريق رسم الأشياء كدلالة للغة،وحديثا تنمية المواهب الفنية كانت تجري من خلال مراكز الشباب والمدارس،وعلى أيدي كل أساتذتنا الذين درسوا لنا،وعلى المستوى الدولي تأثرت بكل من الفنانين سلفادور دالي،وفان جوخ، ومجموعة التعبيريين مثل إدفارد مونش، وأنوريه دومييه ورامبرانت”.
وحول المصادر البصرية التي تلهم الفنان وتساعده في تعزيز إبداعاته،قال الدكتور السيد قنديل”كلما زاد المخزون البصري كلما زاد إنتاجك الفني بشكل جيد،ويُعتبر الإبداع والتجديد من أهم العناصر التي تميز فنانا عن آخر ولتحقيق هذا التميز لا يكفي تعلم الأدوات والتقنيات فحسب،بل يجب على الفنان أن يُغذي حواسه باستمرار بالمشاهد والألوان والأفكار الجديدة وهذا المفهوم يُعرف باسم “التغذية البصرية”،وهو يلعب دورًا حيويًا في تطوير المهارات الإبداعية وتحفيز الخيال لدى الفنان”.
وأوضح أن التغذية البصرية تسهم في تعزيز القدرة على حل المشكلات الإبداعية،فعندما يواجه الفنان تحديًا في مشروع معين،يمكن للمصادر البصرية المختلفة التي أطلع عليها سابقًا أن توفر له حلولًا وأفكارًا جديدة وبعبارة أخرى،كلما زاد مخزون المصمم من التجارب البصرية،كلما كانت لديه موارد أكبر لاستلهام الأفكار والابتكار.
وقال”مثلا الفنان الراحل سيد درويش استطاع أن يعبر عن شريحة كبيرة جدا من الناس لأنه تواجد بينهم واكتسب خبرة حياتية غير طبيعية ومثله طه حسين، ونجيب محفوظ وأحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين، وهو ما يطلق عليه”الهوية”.
وعن تقييمه لمشاركة الفنان التشكيلي في المعارض الخاصة والعامة،قال”كل شيء وله مميزات،ففي المعارض الخاصة تحتاج إلى الحصول على تقييم أو مردود من المتذوق على العمل للحصول على التقدير أو تغيير الأفكار،ولكن المعرض الجماعي مساحته أكبر والرؤى مختلفة وبالتالي يكون تأثيره أكبر”.
الفن التشكيلي بخير
أكد رئيس جامعة حلوان الفنان الدكتور السيد قنديل أن حركة الفن التشكيلي بشكل عام في مصر خلال الفترة الأخيرة مزدهرة جدا،لأن عدد المعارض”الجاليرهات”والعروض الفنية كثيرة جدا،بالإضافة إلى حجم الاستثمارات الكبيرة التي تم ضخها لإنشاء معارض جديدة.
وبشأن كيفية مساهمة الفن التشكيلي في تطور حركة المجتمع، شدد على ضرورة أن يكون هناك اهتمام إعلامي كبير بالفنون بوجه عام وبالفن التشكيلي بشكل خاص،موضحا أن كل أنواع القوى الناعمة هي إظهار لمستوى الثقافة والتميز ومصر متميزة جدا في مجال الفنون بكل مشتملاته،وحجم المساحات الإعلامية المخصصة للفنون ضعيف جدا حاليا في القنوات الفضائية بالمقارنة بالتليفزيون المصري في السابق ومن المفترض تخصيص مساحة وبرامج لإبراز أهمية الفن التشكيلي.
دور مطلوب للمجتمع المدني
وعن دور وزارة الثقافة في إبراز الفن التشكيلي قال رئيس جامعة حلوان الفنان الدكتور السيد قنديل:”وزارة الثقافة تبذل جهودا كبيرة من خلال أماكن كثيرة للفن التشكيلي،ولكن الجمهور لا يتفاعل معها،فمثلا رغم كثرة المتاحف لدينا ما هو حجم الرحلات المدرسية المترددة عليها من المدارس والجامعات،وأقترح ضرورة وضع برنامج أسبوعي وشهري لطلاب المدارس والجامعات لزيارة المتاحف والمعابد للتعرف على تاريخنا وثقافتنا “.
وبشأن رؤيته لتدريس الفن التشكيلي في المناهج الدراسية،قال” طبعا،ولابد من تنفيذ هذه الرؤية مثل كل دول العالم،وفي مصر كان هذا النهج موجودا في المناهج الدراسية على جيلنا،وكانت الفنون مادة دراسية عليها درجات،حتى أن المجلس الأعلى للجامعات اتخذ قرارا بإدراج مادة التذوق الفني والموسيقي مادة اختيارية في كل اللوائح”.
وتابع الفنان الدكتور السيد قنديل يقول:” لابد من زيادة حجم الرعاية للأعمال الفنية والمتاحف،ففي العالم كله هناك رعايات للمتاحف والمسارح ودور الأوبرا،والرعاية لابد أن تكون من قبل مؤسسات المجتمع المدني لتساهم في انتشار أعمال الفن التشكيلي والنهضة عبر الاحتفالات والكرنفالات والمهرجانات مثلا،وخاصة أن مصر طول عمرها “هوليوود الشرق” وكانت القبلة الوحيدة لكل المبدعين الذين يحصلون على فرصتهم في إثبات ذاتهم وتحقيق شهرتهم في مصر،وهذا الدور نحتاج للعودة إليه مرة أخرى،فمثلا حجم تأثير أم كلثوم”كوكب الشرق”على العالم العربي بل والعالم كله أيضا كان غير طبيعي،فالعالم العربي كان يتجمع في ساعة واحدة في يوم واحد بجوار المذياع “الراديو”من أجل سماع أم كلثوم،وهو دور مهم جدا وتم استغلال التكنولوجيا في وقتها وهو الراديو وكان الإستمتاع بالأغاني يجري من خلاله.
واستدرك موضحا أن مؤسسات الدولة لاتستطيع تحقيق نشر رسالة الفن التشكيلي بمفردها،فلابد من مشاركة مؤسسات المجتمع المدني والمستثمرين،والموضوع يحتاج لتضافر جهود وخطة عمل على غرار مبادرة “بداية جديدة لبناء الإنسان” الهادفة إلى تكثيف عمل الجهات الحكومية،والجهات الشريكة؛من أجل تحسين مؤشرات التنمية البشرية واستعادة الشخصية المصرية الحقيقية.
متاحف متنقلة وافتراضية
وبشأن الدور الكبير الذي تلعبه أدوات التكنولوجيا ومن ضمنها الجرافيك و الألباستر والمونتاج في إبراز حركة الفنون في مصر،قال رئيس جامعة حلوان الفنان الدكتور السيد قنديل ” التكنولوجيا دخلت إلى كل بيت،وهي الطريقة المثلى للتواصل واستخدام الجرافيك والوسائل المختلفة للتواصل مع الناس لتوصيل المحتوى للناس،هذا هو الهدف الأساسي من استخدام التكنولوجيا،ولابد من تطويع التكنولوجيا لاستخدامها في إيصال رسالة الفن التشكيلي وغيره إلى الجماهير،مثل “المتاحف المتنقلة” و”المتاحف الافتراضية”،فمثلا الدعاية للمسلسلات والأفلام تتم من خلال “برومو” يتم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل “التوك توك”،وهو ما يدفع الجماهير لتشاهد هذه الأعمال”.

جامعة حلوان قاطرة الفنون
وعن دور جامعة حلوان وإسهامها حاليا في دور حركة الفن التشكيلي في مصر قال الدكتور السيد قنديل:”يعلم الجميع أن جامعة حلوان هي أقدم جامعة للفنون فهي التي أنشأت الحركة الفنية المصرية من خلال مدرسة الفنون الجميلة ومدرسة الفنون التطبيقية وكلية التربية الفنية،ولذلك حجم تأثير الجامعة كبير جدا في العمل الثقافي،فمثلا سنة 1908 لم يكن في مصر أي تمثال في أي ميدان أو متحف،وسرعان ما أقامها خريجو مدرسة الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية،كما أن رواد الفن التشكيلي تخرج معظمهم في جامعة حلوان”.
ولفت إلى أن الأوبرا والتطور الموسيقي الذي حدث تم بإبداعات خريجي جامعة حلوان،ففي سنة 1935 لم يكن معهد السينما قد بدأ أو معهد الكونسرفتوار،وسرعان ما توالت مساهمات خريجو كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية مثل رتيبة الحفني في تطوير الأوبرا،وهاني شنودة في تطوير الموسيقى،وهاني شاكر وغيره في الغناء ،ودور جامعة حلوان كان أساسيا من خلال خريجي هذه الكليات الذين تتلمذ على أيديهم معظم طلاب مصر حاليا،وبالتالي فإسهام جامعة حلوان في الوعي الثقافي والإنتاج الفني كبير جدا،ولكن نحاول حاليا أن نطور المناهج الدراسية لتطوير مستوى خريجي الجامعة،فضلا عن مساعدة المؤسسات في تحقيق رؤاها وغيرنا مسمى كلية التربية الرياضية إلى كلية العلوم الرياضية حتى تتم تغطية كل عناصر المنظومة الرياضية خاصة وأنه على رأس المنظومة الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الأستاذ في جامعة حلوان، ونحاول التعاون مع وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو وهو أستاذ في جامعة حلوان أيضا.
وعن دور نقابة الفنانيين التشكيليين في نشر الوعي بالفنون التشكيلية،قال رئيس جامعة حلوان الفنان الدكتور السيد قنديل “طبعا النقابة تلعب دورا كبيرا في هذا الإطار،وندعم نقيبها طارق الكومي ومستعدين لأي تعاون معه”.
م أ/رحا
/أ ش أ/

By monira mohamed

محررة اقتصادية بخبرة تمتد لأكثر من 13 عامًا. شاركت في تغطية العديد من المؤتمرات الاقتصادية الدولية، ولديها فهم عميق للاتجاهات المالية العالمية. تقيم حاليًا في الإمارات وتساهم في العديد من التحقيقات الاقتصادية الكبيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *