تمكنت إسرائيل، مؤخرا، من تشكيل حكومة جديدة، وهي الحكومة رقم 37، كأول حكومة، إئتلافية، يمينية، دينية، متطرفة، برئاسة بنيامين نتانياهو، الذي يتولى المنصب للمرة السادسة في تاريخه، بعدما فاز حزبه بعدد 64 مقعد، في الكنيست، من أصل 120 مقعد. ليتشارك بذلك حزب الليكود مع خمسة أحزاب أخرى، في تشكيل الحكومة، وهم يهودية التوراة المتحد، وشاس، والحزب الصهيوني الدينى، وعوتسما يهوديت، ونعومى.
وفي 2 إبريل الماضي، اتخذت تلك الحكومة أحد أهم قراراتها، وهو تشكيل وحدة مايسمى بالحرس الوطني، بقيادة وزير الأمن القومى اليميني المتطرف، بن جفير، معلنة أن مهمة تلك القوة الجديدة مقاومة الاضطرابات في المناطق العربية في إسرائيل. وقد وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على تمويل هذه القوة الجديدة، باستقطاعات من ميزانيات كل الوزارات، بميزانية تبلغ 276 مليون دولار أمريكي.
وفي حين علت بعض الأصوات، داخل إسرائيل، متهمة الحكومة بتشكيل تلك القوة لقمع المعارضة الإسرائيلية، نجد صحيفة تايمز الإسرائيلية تصف أهدافها بمكافحة الجرائم المنبثقة من المجتمع العربي داخل إسرائيل، ومحاربة الابتزاز والجرائم الخطيرة داخل إسرائيل.
وعلى الطرف الآخر، اعتبرت القوى العربية أن إنشاء قوات الحرس الوطني الإسرائيلي ما هي إلا أحد صور الميليشيات المسلحة، التي سيقودها بن جفير.
وحول تكوين هذه الوحدة، فمن المنتظر أن تضم خمسة ألوية نظامية، قوامها 2500 عنصر من قوات حرس الحدود، إضافة إلى 46 سرية احتياط، يكون من صلاحيتها تنفيذ الاعتقالات، خاصة لما أسمته “المتطرفين العرب داخل إسرائيل”. ويعد هذا التنظيم الجديد قوة بين الشرطة والجيش الإسرائيلي، منوط بها السيطرة على الأماكن التي يصعب على الشرطة والجيش دخولها، فضلاً عن التعامل مع ما أطلقوا عليه “الأعمال الإرهابية الفلسطينية”.
وقد تقرر تسليح هذه القوة الإسرائيلية الجديدة بوسائل التعامل مع المظاهرات، وعمليات المقاومة الفلسطينية، ومنها العربات المدرعة، المزودة بكاميرات تليفزيونية لتحديد هوية المشتركين في العمليات، فضلاً عن قاذفات الدخان والمياه.
بالإضافة إلى إعداد مراكز قيادة جديدة لمتابعة مناطق تجمع العرب داخل إسرائيل، ومناطق التسلل عبر الحدود. ومن المنتظر أن تتصدى تلك القوات الجديدة للمقاومة الفلسطينية، سواء داخل إسرائيل أو خارجها، كما سيكون لها جهاز مخابرات ومعلومات خاصة بها، لتحديد عناصر المقاومة الفلسطينية وأماكن تواجدها، ومتابعة عملياتها المنتظرة داخل إسرائيل.
وهو ما يؤكد أن المرحلة القادمة ستشهد شكلاً جديداً من أشكال التعامل الإسرائيلي مع المقاومة الفلسطينية، داخل إسرائيل وخارجها.
الكاتب : مفكر وخبير في أكاديمية ناصر العسكرية ومحافظ الاقصر الأسبق ورئيس هيئة الشئون المعنوية الأسبق
*المقالات تعبر عن آراء كتابها