اخبارسياسةمصر

“الوزراء” يشهد اليوم الثاني للندوة التثقيفية بعنوان “التنافس في سوق الطاقة العالمية وتأثيره على الأمن القومي المصري”

القاهرة في 22 يوليو /أ ش أ/ أكدت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الأمن القومي لم يعُد بمفهومه العسكري التقليدي، حيث أن هناك أبعادا أخرى حازت على الأولوية التي كان يحظى بها البُعد العسكري، وباتت الآن ذات تأثير عميق على الأمن القومي، ومنها (أمن الطاقة، والتطور التكنولوجي، والأمن السيبراني).
جاء ذلك خلال اليوم الثاني للندوة التثقيفية التي بدأتها رئاسة مجلس الوزراء أمس /الأحد/، لتثقيف الموظفين تحت عنوان “التنافس في سوق الطاقة العالمية وتأثيره على الأمن القومي المصري”، بحضور أمين عام مجلس الوزراء أسامة سعد، لمتابعة تفاعُل الموظفين ومدى إدراكهم للتفاعلات العالمية ومآلاتها على الأمن القومي والشأن الداخلي.
واستعرضت الدكتورة نورهان الشيخ، خلال الندوة، أبرز محددات سوق الطاقة العالمية والتغيُّرات التي طرأت عليها في ظل الصراعات الدولية مثل الصراع الروسي الغربي، وكذا الظواهر الطبيعية كالتغيرات المُناخية، فضلًا عن حقول النفط والغاز المُكتشَفة مؤخرًا بفضل تقدم تكنولوجيا الحفر والاستكشاف والإنتاج لدى بعض الدول.
وأوضحت بدايةً بعض المفاهيم النظرية وتطبيقاتها العملية، مشيرة إلى أن لكل مجموعة من الدول مفهوما مختلفا لأمن الطاقة؛ فهناك أمن الطاقة لدول الاستيراد وأمن الطاقة لدول الإنتاج والتصدير، وكذا أمن الطاقة لدول الترانزيت، مشددة على أن أمن الطاقة أضحى أهم محددات الصراع الدولي، ومثال على ذلك الصراع في بحر الصين الجنوبي.
كما استعرضت نمط سوق النفط والغاز الحالي، وأبرز المصدِّرين والمستوردين، بالإضافة إلى أهم المنظمات في هذا الصدد، لاسيما منظمة “أوبك بلس” التي تُسيطر على سوق الطاقة العالمية وتفسّر متغيراته، كما تُعد كيانًا مستقلًا عن الغرب بدرجة كبيرة، وتؤدي مصر دور مراقب في تلك المنظمة المهمة.
وقالت الدكتورة نورهان الشيخ “إن دراسة سوق الغاز العالمية غدت أكثر أهمية، خاصة بالنسبة للدولة المصرية؛ حيث تؤدي مصر دورًا كبيرًا في منتدى غاز شرق المتوسط الذي تستضيفه القاهرة كمنظمة إقليمية حكومية منذ عام 2019″، منوهة بأهم حقول الغاز في شرق المتوسط، ومنها حقل “ظهر”، وكذا أبرز الشركات العاملة في المنطقة.
كما نوهت باستئثار مصر بإمكانات واعدة ومقومات ملموسة في سوق الطاقة بشقيه الأحفوري والجديد؛ لافتةً بشكلٍ خاص إلى محطة الضبعة النووية التي ستضع مصر في قلب سوق الطاقة النووية، وهي طاقة نظيفة تتسق وأجندة التنمية المستدامة، فضلًا عن إمكانات الطاقة الجديدة، وخاصة طاقة الرياح التي تُمثل نسبة يُعتد بها من مزيج الطاقة المتجددة في مصر، كما تُعد مصر ثاني أكبر دولة عربية توليدًا للطاقة الشمسية.
وأوضحت أن الوقود الأحفوري، كالنفط والغاز الطبيعي والفحم، مازال يسيطر على الأسواق العالمية للطاقة مُقارنة بالطاقة الجديدة والمتجددة، في حين أن موقف مصر في هذا الصدد أفضل نسبيًا من معظم دول العالم؛ حيث تُسهم الطاقة المتجددة بنسبة 20% من مزيج الطاقة في مصر عام 2023، وتمضي الدولة قُدما للوصول إلى نسبة 42% بحلول 2035.
وفي هذا الصدد، لفتت الدكتورة نورهان الشيخ إلى أن الصراع الروسي الأوكراني وأزمة الطاقة في أوروبا يوفران فرصًا للدولة المصرية في سوق الطاقة العالمية؛ حيث تستطيع مصر أن تكون من بين أكبر مُصدري الطاقة الكهربائية؛ نظرًا لأن القدرات الكهربائية المُنتَجة يوميًا تصل إلى 58 ألف ميجاوات، في حين يبلغ الاستهلاك اليومي نحو 33 ألف ميجاوات.
وفي ختام الندوة، عقَّب أمين عام مجلس الوزراء أسامة سعد على ما أُثير من نقاشٍ، مؤكدًا أن مصر لديها خطة مدروسة وخطواتٍ جادة ومتسارعة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، قائلًا: “نحن ملتزمون بالطاقة النظيفة في الفترة القادمة، فهي تنطوي على عنصري الإتاحة والاستدامة؛ نظرًا لمقومات مصر في هذا الشأن، وهو ما يضمن لنا أمن الطاقة”.
وفي ختام الندوة، أكد سعد أهمية ذلك النوع من التدريب والتثقيف للموظفين والحِرص الكامل على استمراريته؛ للمزج بين ما هو أكاديمي وما يتم بالفعل على أرض الواقع؛ في سبيل تحقيق الاستفادة المُثلى لمصر.. وجَّه الشكر والتقدير للدكتورة نورهان الشيخ لما قدَّمته على مدار أمس واليوم، وكذا الحضور من موظفي رئاسة مجلس الوزراء نتيجة تفاعلهم الإيجابي المُثمر واهتمامهم الواضح.

م ن ى/ ف ط م
/أ ش أ/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى