لم يطمح ديلان بيج على الإطلاق لأن يكون صحفياً، حاله كحال العديد من المؤثرين، ولكنه يفتخر بكونه صانع محتوى، فهو يبحث عن الأخبار ويحللها ويرتبها من أجل متابعيه. وقد لاقى نهجه نجاحاً كبيراً فأصبح اليوم أحد “المؤثرين في مجال الأخبار” الذين تستقطب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ملايين المشاهدات والمتابعين.
لقد ازداد حضور صانعي المحتوى الرقمي من أمثال ديلان بيج في المشهد الإخباري، حيث ساهمت قدرتهم على تصميم الأخبار بطريقة تنال إعجاب جمهورهم، ولا سيما الجمهور الشاب، في بروز وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر يومي للأخبار، متجاوزة بذلك وسائل الإعلام التقليدية[1].
ولكن تشير دراسة استقصائية أجرتها اليونسكو إلى أنَّ 62% من صانعي المحتوى الرقمي لا يتحققون من صحة المحتوى قبل مشاركته مع متابعيهم، وهي مشكلة كبيرة لأنَّ المعلومات الخاطئة والمضللة تكون في معظم الأحيان مثيرة أو جذابة أكثر من غيرها من أنواع المحتوى، لذلك تنتشر بسرعة أكبر من سرعة انتشار الحقيقة. ويترتب على هذه المعلومات أيضاً عواقب على أرض الواقع حيث تتسبب في تآكل الثقة بوسائل الإعلام وهي تقوِّض العمليات الديمقراطية وتغذي خطاب الكراهية.
[1] (اليونسكو، IPSOS، أيلول/سبتمبر 2023).