وصفت بأنها الانتخابات الأهم في تاريخ تركيا منذ تأسيس الجمهورية قبل مائه عام، حيث يتوجه أكثر من 60 مليون ناخب داخل تركيا، وأكثر من 3 ملايين ناخب خارج تركيا، إلى صناديق الاقتراع لاختيار حاكم البلاد وساكن القصر الرئاسي في أنقرة، وعلى نفس المسار المحتدم يختار الأتراك في اليوم نفسه نواب برلمانهم الـ 600 من بين 36 حزبا ليكون ممثلون عن 87 دائرة انتخابية في 81 ولاية تركية.

انتخابات تركيا.. تكسير عظام

اقتراع رئاسي وبرلماني يراه الكثيرون أشبه بمعارك تكسير العظام، حيث يضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام أكبر اختبار يواجهه منذ 20 عاما، فكل التكهنات مفتوحة في ظل حالة من الاستقطاب السياسي والاجتماعي، فهذه المرة الأولى التي يواجه فيها أردوغان 6 أحزاب معارضة، بينهم حزبان كبيران وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد وحزب السعادة وخارج التحالف يواجه حزب الشعوب الديمقراطي.

الحاكم والمعارض

ويشكل كل واحد منهم أهمية في عملية اتخاذ القرارات وتمرير أي مشروع قانون، الأمر الذي يوسع نطاق المنافسة من طابعها التقليدي بين حاكم ومعارض إلى صراع وجود وهوية، أما المنافسة الرئاسية تنحصر بين شخصيتين بارزتين هما، أردوغان مرشح عن تحالف الجمهور، وكمال كليتشيدار أوغلو مرشح تحالف الشعب المعارض، وفي حال لم يحصد أي مرشح أكثر من نصف أصوات الناخبين في الجولة الأولى، سيتم إجراء جولة إعادة بين أعلى مرشحين حصدا للأصوات، يوم 28 مايو الجاري.

بين زلزال تركيا والانتخابات التركية

قال عبد الحميد سلات، مراسل “القاهرة الإخبارية”، إن مدينة هاتاي المنكوبة أو المتضررة بسب الزلزال، لها واقع خاص في الانتخابات التركية، خاصة أنها مرت بظروف استثنائية خلال الفترة الماضية بسبب الزلزال، وهناك خصوصية لدى لجنة الانتخابات العليا لموضوع الولايات المنكوبة وخاصة “هاتاي” حيث تم توزيع صناديق الاقتراع على المخيمات ومراكز الإيواء المؤقتة وعلى المناطق التي دمرت بالكامل.

انتخابات تركيا

وأضاف “سلات”، أن الانتخابات تتم في سرية تامة، وهناك غرفة سرية داخل كل قاعة بصناديق اقتراع مرقمة ويقوم الشخص بتسجيل بياناته بحسب الهوية التركية، ويتوجه إلى هذه الغرفة ويصوت بأريحية لمرشحه الخاص، وبعدها يضع الظرف في الصندوق.

أردوغان والمدينة المنكوبة

وتابع مراسل القاهرة الإخبارية، أن سكان هاتاي نزحوا بعد الزلزال إلى محافظات وولايات ومدن أخرى، وكل شخص سجل نفسه في ولاية ثانية، له حق التصويت في تلك الولاية، ومن ظل موجود في هاتاي سينتخب في ولاية هاتاي، عن طريق البوابة الإلكترونية، ويتم تبليغ الأشخاص الذين نزحوا من خلال العنوان المسجل لديهم من قبل الحكومة، وعن طريق هاتفه، بمكان التصويت ورقم اللجنة وكل التفاصيل.

مقاعد مدينة هاتاي

وأشار إلى أن عدد سكان هاتاي مليون و600 مواطن، ولها مقاعد عديدة في البرلمان التركي، حيث تقع في المركز الثاني عشر داخل البرلمان من حيث عدد النواب، وتستحوذ على 11 مقعدا في البرلمان، وهناك خمسة أحزاب تتنافس في مدينة هاتاي، في الانتخابات التركية، وهو ما يعنى مناصفة الأصوات بين الأحزاب المتنافسة.

العودة بعد الانتخابات التركية

وأكد أن زلزال فبراير تسبب في أزمة كبيرة لسكان مدينة هاتاي، بالإضافة إلى وجود بطالة كبيرة في الجنوب التركي، لذلك فإن السكان لديهم مطالب كثيرة، مثل إعادة بناء المدن التي دمرت، وتأمين العمال الذين تركوا عملهم بسبب الزلزال، لذلك فهم ينتظرون، ووعدهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالعودة لمنازلهم كما كانوا يقطنونها منذ أربعة أشهر، لذلك الوضع متوتر جدا.

انتخابات تركيا

إلى أين تتجه تركيا

حلبة صراع تعيشها تركيا الآن، ستكون أكثر استحقاقاتها الانتخابية أهمية، منذ تأسيس الجمهورية قبل قرن، فلن تقرر تلك الانتخابات فقط من يقود تركيا، ولكنها ستقرر أيضا كيف تحكم البلاد، وإلى أين يتجه اقتصادها، فإن المؤكد الذي يحدث في تركيا لن يبقي فقط في تركيا، بل سيمتد تأثيره إلى جهات الأرض الأربع.

By Mohamed Ashraf

محرر اقتصادي بخبرة 13 عامًا، تخرج من جامعة الإمارات عام 2009. متخصص في تحليل الأسواق الدولية وهوايته الجري. يقيم في السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *