جدة في 19 مايو /أ ش أ/ أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن العرب أمامهم فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شئونهم بعيدا عن التدخلات الخارجية.
وقال الأسد – في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ 32 المنعقدة بجدة – “علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ولا نغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب”.. مضيفا “أن التهديدات فيها مخاطر وفرص، ونحن اليوم أمام فرصة بتبدل الوضع الدولي، حيث يتبدل العالم إلى متعدد الأقطاب كنتيجة لهيمنة الغرب”.
وتابع الرئيس السوري قائلا “إننا أمام فرصة تاريخية لترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي وهو ما يتطلب إعادة وضعنا في هذا العالم الذي يتكون اليوم كي نكون جزءا فاعلا فيه، مستثمرين في الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة، هي فرصة لترسيخ ثقافتنا في مواجهة الذوبان القادم مع الليبرالية الحديثة التي تستهدف الانتماءات الفطرية للإنسان والتي تجرده من هويته، ولتعريف هويتنا العربية ببعدها الحضاري”.
وأوضح بشار الأسد قائلا “أن العناوين كثيرة لا تكفيها قمم.. لا تبدأ عند جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني المقاوم”.
وأشار إلى أن العمل العربي المشترك بحاجة إلى رؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة، ليتم تحويلها لاحقا إلى خطط تنفيذية موحدة ومبادئ ثابتة وآليات وضوابط واضحة، عندها سننتقل من رد الفعل إلى استباق الأحداث”.
وأضاف الأسد أنه عن القضايا التي تشغلنا يوميا من ليبيا إلى سوريا مرورا باليمن والسودان وغيرها من القضايا الكثيرة في مناطق مختلفة، فلا يمكن معالجة الأمراض عبر معالجة الأعراض، لافتا إلى أن هذه القضايا نتائج لعناوين أكبر لم تعالج سابقا.. مشيرا إلى الحاجة إلى معالجة التصدعات التي نشأت على الساحة العربية خلال عقد مضى واستعادة الجامعة العربية لدورها كمرم للجروح لا كمعمق لها.
وشدد على أهمية ترك القضايا الداخلية لشعوبها على تدبير شؤونها، وما علينا إلا أن نمنع التداخلات الخارجية في بلدانها ونساعدها عند الطلب فقط.. مؤكدا أن سوريا ماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة، وأن سوريا قلب العروبة وفي قلبها.
وأعرب عن أمله أن تشكل هذه القمة بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن فيما بيننا للسلام في منطقتنا للتنمية والازدهار بدلا من الحرب والدمار.
ووجه الرئيس السوري الشكر لرؤساء الوفود الذين عبروا عن المودة المتأصلة تجاه سوريا.. مثمنًا دور خادم الحرمين الشريفين الذي قام به والجهود المكثفة لتعزيز المصالحة في منطقتنا وإنجاح هذه القمة، متمنيا له وولي العهد السعودي والشعب السعودي دوام التقدم والازدهار.
م ا ق/ش م ى/عزم
/أ ش أ/