زمان سجلت مع الدكتور محمود محفوظ وزير الصحة الأسبق و كان رئيساً للجمعية الأفريقية بعد الدكتور بطرس غالي ما تولى أميناً عاماً للأمم المتحدة .. في أول الحوار بقدمه وبقول معنا الأستاذ الدكتور محمود محفوظ رئيس الجمعية الأفريقية و وزير الصحة الأسبق .. فقاطعني وقال يا إبني جاء قبلي عشرات وزراء للصحة وبعدي سيكون كثير.. من فضلك لو عاوز تقول وزير الصحة يبقى تقول وزير صحة مصر في حرب أكتوبر.. أنا بس يا إبني وزير صحة مصر في حرب أكتوبر..
لم أهتم بهذا الإيضاح و فعلاً قدمته كما يريد.. و تمر الأيام وأنا الآن أحب أن أقدم في أي مكان ماهر عبد العزيز – مدير عام راديو مصر في سنة الإخوان.
تميزي بالتجربة
تجربة لم يمر بها إلا أنا.. كواليس وأحداث رأيتها و عشتها لأني مدير عام راديو مصر وأن كنت أرى أن الأحداث بدأت في يوم ١ يناير ٢٠١١ مع تفجير كنيسة القدسين بالإسكندرية، و كنت وقتها مديراً عاما للمندوبين و المراسلين بالإذاعة، منذ تلك اللحظة والأحداث سريعة و متلاحقة مروراً بعام ٢٠١١ كله ، حتى منتصف عام ٢٠١٢ وتحديداً في نهاية شهر مايو ، عندما أخبرني الأستاذ إبراهيم الصياد الإعلامي الكبير و رئيس قطاع الأخبار بأن الوزير اللواء أحمد أنيس يريد أن أصعد إليه.
واستقبلني معالي الوزير وهو شخص على خلق و محترم جداً و أخبرني أنه يريد أن أتولى مسئولية راديو مصر.
العودة
راديو مصر لم يكن غريباً عليا لأن أغلب من يعملون به من إداريين و مذيعين ومحررين من إذاعة الأخبار، التي كانت موجودة قبله وانتقلت إليها من الإذاعات الموجهة، التي عملت به 19 عاماً في عام 2005 وعدد كبير منهم بدأ العمل وأنا مدير البرامج بإذاعة الأخبار زي ما بيقولوا أنا اللي استقبلتهم ودربتهم و بدايتهم كانت معايا وانتقلت مديراً عاماً لراديو مصر في نهاية شهر مايو عام 2012.
وأول تكليف من رئيس القطاع هو استقبال الأستاذ محمد علي خير، الذي سيقدم برنامجاً اذاعياً على راديو مصر والأستاذ خير، كان جزءً مهماً في هذا العام و سوف أروي قصته في راديو مصر وكيف خرج منها بعد هذا النجاح الساحق له.
وكانت البداية مع الانتخابات الرئاسية وتولي الجماعة الإرهابية حكم مصر ومن هنا كانت الشرارة.
المتأخنون
بدأت العمل في راديو مصر مع بداية حكم الإخوان السوداء ، و كما ذكرت لم أكن غريباً على الشباب في الراديو ولكن الغريب في الأمر أن تجد بعض الأشخاص و بدون مقدمات تحول إلى اخوانجي، وهذه التصرفات أثارت البعض وأعتقد أن هذا الأمر حدث في أماكن كثيرة.. الوصوليون.والأفاقون الذين يركبون كل موجة.. و تم تعيين صحفي مغمور وزيراً للإعلام لأنه منهم.. صحفي لم يكتب خبرا في حياته ولم نسمع عنه إلا من خلال مشاكله في النقابة وكنت أعرف هذا الشخص عن طريق أحد الأصدقاء و أول قرار بعد وصوله لمبنى ماسبيرو هو زيارة راديو مصر و تعامل معي بكل تجاهل و كأنه لا يعرفني، وظل يشدد على ضرورة الالتزام بالمهنية و قواعد المهنة، وفي الحقيقة أن هذا الشخص لم يكن إلا (بصمجي) يوقع على الأوراق أما سياسة المبنى و إدارته فكانت لشخص آخر جاء من الاتحادية تحت مسمي ( مسئول ملف تطوير ماسبيرو بالفريق الرئاسي) و هو المدعو أحمد عبد العزيز الهارب في تركيا الآن مع صلاح عبد المقصود و من استطاعوا الفرار.
التلميذ الفاشل
عبد المقصود كان يقف أمام هذا الشخص مثل التلميذ، وبدأت الجماعة تحاول السيطرة على ماسبيرو من خلال وضع أشخاص يتبعونهم في كل مكان، وبالنسبة لراديو مصر أحمد عبد العزيز كان متواجدا بصفة دائمة “كأنه معندوش شغلة غيرنا”.. و بدأ في جمع البيانات عن العاملين في الراديو.. الاسم بالكامل- تاريخ الميلاد- العنوان- أرقام التليفون- الميل الشخصي ولما رفضت تقديم بيانات زملائي و قلت إنه يمكنه جمع ما يريد من بيانات من شئون العاملين تطوعت زميلة بالراديو كانت ارتمت في أحضان الجماعة بتصوير هذا الملف من مكتبي و توصيله إليه.
الهارب
وكما أعترف أحمد عبد العزيز بنفسه في إحدى قنوات الإخوان فإنه كان يختار عناصر من ماسبيرو يلتقي بهم خارج المبنى و يعرض عليهم التعاون معه مقابل الترقيات و الميزات، و قبل البعض و رفض البعض، و منهم من أخبرني بالمقابلة و أنه رفض، وعندما سألت أحد الذين رفضوا ماذا يريد؟ قال يريد أن أنقل له كل ما يدور في الراديو خلال الشيفت بتاعي.
نحن بالنسبة لهم خونة وجهلة
وطبعاً من قبلوا هم وهن من تحولوا فجأة و أصبحوا إخوان.. وبدأ مع كل نشرة أخبار يتصل بي ليؤكد أننا بلغة المهنة جهلة و بلغة الوطن خونة.. مثلاً عندما نقول في النشرة ( أكد الرئيس محمد مرسي) يعترض ولازم تقولوا الرئيس الدكتور وطبعاً نسيت أعرفكم به في البداية هو خريج كلية الفنون الجميلة و عمل لمدة طويلة رسام كاريكاتير في مجلة في أفغانستان.. و هذا كل ما يربطه بالإعلام ومرة واحدة جاء يدير ماسبيرو.. وهذا مجرد مثال لتطويراتهم.
وللحديث بقية…
الكاتب هو الإذاعي الكبير ماهر عبد العزيزمدير عام راديو مصر، في سنة حكم الإخوان