خلال مائدة مستديرة : شخصيات ثقافية تدعو الى التعاون للحفاظ على التراث الانساني والفن الاسلامي

القاهرة في 20 نوفمبر / أ ش أ / دعا صلاح مغاوري رئيس قطاع الأخبار بوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى ضرورة تعاون دول العالم من أجل الحفاظ على التراث والحضارة الإنسانية وضرورة العمل على فتح آفاق أرحب للتعاون والتواصل بين الشعوب لابراز هويتها الثقافية والفنية من خلال عرض منتجاتها التراثية سواء عن طريق المتاحف أو التبادل فيما بينها وربط الأجيال المتعاقبة بارثهم الحضاري والفني والعمل على تطوير وتأهيل هذه المنتجات واتاحتها للجمهور والاطلاع على ثقافة الشعوب وفنونها المختلفة .
جاء ذلك خلال المائدة المستديرة التي عقدت عبر تقنية الفيديو كونفرانس بمناسبة اليوم العالمي للفن الإسلامي و نظمتها وكالة ” سبوتنيك ” الروسية بمشاركة وكالة أنباء الشرق الأوسط حيث أكد مغاوري، ان الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بضرورة العناية والاهتمام بالتراث الحضاري المصري بصفة عامة و التراث الإسلامي بصفة خاصة باعتباره جزءا أصيلا من التراث المصري والحضارة الإنسانية.
وأوضح أنه تم إزالة العديد من المناطق العشوائية التي كانت تحيط بالمناطق الأثرية وعملت على تطويرها والاهتمام بها حيث بذلت الحكومة جهدا كبيرا للحفاظ عليها من خلال خطط طموحة .
وشدد على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي، بما في ذلك من خلال البرامج التعليمية الخاصة، مشيرا الى أهمية تطوير البرامج التعليمية في مجال الفن الإسلامي، وهذا يشمل الدورات التحضيرية والندوات وغيرها من الفعاليات، التي يشارك فيها شرائح واسعة من المواطنين .
وفي كلمته استعرض مغاوري الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة المصرية للحفاظ على التراث والفن الإسلامي مؤكدا أن مصر لديها ذخيرة كبيرة من هذا الفن وتمتلك مناطق كبيرة تعد بمثابة متاحف مفتوحة .
وفيما يتعلق بمتحف الفن الاسلامي بوسط القاهرة فقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي باعادة ترميم وتأهيل المتحف بعد تضرره جراء الحادث الإرهابي الذي استهدف مبنى مديرية أمن القاهرة المواجه له خلال العام 2014 وأعيد ترميمه وتأهيله في عام 2017 واعادة افتتاحه عام 2018 ، ويعد متحف الفن الإسلامي أكبر متحف إسلامي بالعالم حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية .
و يضم المتحف أكثر من ١٠٠ ألف قطعة أثرية من مختلف العصور الإسلامية، والمتحف يعرض حوالي ٤٤٠٠ قطعة تمثل العصور التاريخية الإسلامية المختلفة إضافة إلى ٣ قاعات عرض جديدة لمقتنيات المتحف.
وتم أيضا تطوير 8 مواقع أثرية بمنطقة الدرب الأحمر، وإعادة تأهيلها، وتمكين ورفع كفاءتها والمجتمعات المحيطة بها.
وناقش المشاركون الاتجاهات الحالية ومناحي التطوير في مجال الفن الإسلامي، وتم التطرق إلى مسائل العمل في قطاع المتاحف، وكذلك مواضيع التعاون الدولي فيما يتعلق بالمشاريع الثقافية المشتركة، فضلاً عن آفاق توسيع التعاون في مجال المعارض والمتاحف.
بدوره اعتبر ميخائيل بيوتروفسكي، مدير متحف ارميتاج الروسي إن هناك تعاونا مع عدد من دول المنطقة وتبادل خبرات في مجال المتاحف .
من جانبها أشارت مديرة متحف الفن الإسلامي، في قطر شيخة النصر، عالى أهمية الحفاظ على مكانة المتاحف باعتبارها جزءًا من الحياة الاجتماعية في قطر.
وأوضحت أهمية الحفاظ على التراث الثقافي للعالم الإسلامي والتفاعل الفعال مع الجمهور من خلال البرامج التعليمية، فضلًا عن تعزيز التبادل الثقافي والحوار .
وبدوره أشار مدير عام متحف الشرق الروسي ألكسندر سيدوف، إلى أن المتحف يعرض سنويا مشاريع تتعلق بالفن الإسلامي ، وسيتم خلال العام المقبل اقامة معرضين متخصصين لمختلف جوانب تطور الفن الإسلامي في روسيا، حيث سيتم عرض أكثر من 100 قطعة متحفية في معرض “روائع الفن الإسلامي”، كما سيتم إيلاء اهتمام خاص للفن الإسلامي في روسيا وعلى وجه الخصوص في داغستان و جمهورية القرم ومنطقة الفولغا.
وأكد سيدوف أن العديد من المعروضات سيتم عرضها لأول مرة بعد الترميم، حيث سيتمكن جمهور موسكو ، من التعرف على مجموعة متحف “حمزاتوف” للفنون الجميلة في داغستان .
وتحدث مدير مركز بيروت للتصوير الفوتوغرافي، باتريك باز، عن المعالم الرئيسية في تطور فن التصوير الفوتوغرافي في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هناك الآن انتقال إلى مرحلة جديدة في تطور هذا الاتجاه، وتابع قائلاً:لقد تمكنا من اتخاذ خطوة كبيرة إلى الأمام لأننا ندرك مدى أهمية التصوير الفوتوغرافي للفن الإسلامي، فهو يسمح لنا ببناء الجسور بين الفن الجديد والتقليدي ودراسة التاريخ ومعالجة المسائل والقضايا الاجتماعية، والجدل حول الصور النمطية، لا سيما فيما يتعلق بالصور النمطية الثقافية للشرق.
من جانبه ،تحدث رينات أبيانوف، عن المشاريع الثقافية للإدارة الروحية لمسلمي روسيا، وأهمها مسابقة موسكو الدولية لتلاوة القرآن، وأضاف ان المسابقة التي تقام في موسكو منذ 22 عامًا تمكنت من ترسيخ مكانتها، حيث أصبحت منصة معروفة على نطاق واسع في علوم القرآن.
يذكر أنه تم الإعلان عن الاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي في الدورة التاسعة والأربعين لليونسكو عام 2019، في إشارة إلى إن الهدف من الاحتفال هو رفع مستوى الوعي بأشكال التعبير الفني عن الإسلام .
شارك في هذه الفعالية صلاح مغاوري، رئيس قطاع الأخبار بوكالة أنباء الشرق الأوسط ، وميخائيل بيوتروفسكي، مدير متحف أرميتاج الروسي ، وشيخة النصر، مديرة متحف الفن الإسلامي القطري، وألكسندر سيدوف، الباحث العلمي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، والمصور اللبناني – الفرنسي باتريك باز، مدير ومؤسس مركز بيروت للتصوير الفوتوغرافي، ورينات أبيانوف، رئيس دائرة الثقافة في الإدارة الروحية لمسلمي روسيا، إمام مسجد موسكو المركزي .
س.ع
أ ش أ