فى طفولته لم يكن على الكسار، يعشق الفن، على عكس كثير من الفنانين الذين وقعوا فى غرامه منذ الصغر وقرروا احترافه، حيث عمل فى أكثر من مهنة بعيدة تماما عن الفن.
حتى جاءت الصدفة فى شبابه لتدفعه دفعا إلى هذا الحقل، حين شاهد مجموعة من العروض المسرحية لأكثر من فرقة، وقرر أن يكون واحدا من أبطالها.
بدأ الكسار مسيرته، بالعمل فى كازينو دى بارى ونجح منذ أول يوم، ما جعله يفكر فى تقديم أدوار أكبر، وحين نجح، قرر أن تكون له فرقته الخاصة، والتى نجحت ولمعت بسرعة كبيرة، حتى بات المنافس الأول للعملاق وقتها .
ابتكر الكسار، شخصية البربري عثمان عبدالباسط، لينافس بها شخصية كشكش بيه التى تألق بها الريحاني، وابتكر خلطة خاصة به، كان يدهن نفسه بها قبل العرض، حتى يكتسب اللون الأسود.
نجح الكسار وتألق في شخصية عثمان عبد الباسط، وكتب الريحانى فى مذكراته عن هذا النجاح : فكرت كثيرا في طريقة لإصلاح الفرقة، ورأيت أن كازينو دي باري المجاور لنا والذي تديره مدام مارسيل، ويعمل به الأستاذ علي الكسار، قد إحتكر إقبال الجمهور، فما العمل إذن؟ أوقفت التمثيل في مسرحي ليلة أمضيتها بهذا الكازينو لأدرس عن كثب هذا الإقبال وسببه، وقد أدهشني أن كل ما رأيته عبارة عن استعراض يغلب عليه الطابع الإفرنجي، ويتخلله بعض مواقف فكاهية يظهر فيها الأستاذ علي الكسار، ومادام الجمهور يحب هذا النوع الاستعراضي فما المانع أن نقدم له ما يشتهيه؟
كون على الكسار على مدار مشواره ثروة طائلة، حتى أنهم أطلقوا عليه لقب المليونير الخفي، نظرا لتواضعه الشديد، ورغم ذلك رحل فى مستشفى درجة ثالثة، بعد أن أنفق كل أمواله على المسرح.
وقال ابنه عن اليوم الأخير : عندما وصلنا إلى مبنى الاستعلامات أملي والدي اسمه للموظف المختص ومشينا خطوات قليلة ثم قال لي: تعالى يابني لما نروح نمليه نمرة تليفون المنزل، وقال له: خد عندك كمان نمرة تليفون المنزل علشان لما أموت تبلغوا البيت.. فرد عليه الموظف بعد الشر عليك يا أستاذ علي .. ودخلنا الغرفة حتى انتهى موعد الزيارة وتهيأت للرحيل فنظر لي وقال: خد معاك العصايا دي وخلي بالك منها، تعانقنا وقبلني وقبلته وكان الوداع الأخير وخرجت من المستشفى أحمل معي عصاه وكأنها رسالة سلمني إياها.