انسحبت روسيا رسمياً، اليوم الثلاثاء، من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا التي وُقِّعت 1990، مُحمّلة الولايات المتحدة مسؤولية تقويض الأمن في حقبة ما بعد الحرب الباردة بتوسيع حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن هذه المعاهدة أصبحت “من التاريخ”، مُضيفة أنها “أُبرِمت في نهاية الحرب الباردة، عندما بدا تشكيل هيكل جديد للأمن العالمي والأوروبي على أساس التعاون أمرًا ممكنًا”.
وقالت روسيا إن الدفع الأمريكي باتجاه توسيع حلف شمال الأطلسي، أدى إلى قيام دول الحلف “بالتحايل علانية” على القيود التي تفرضها المعاهدة على الحلف، مؤكدة أن قبول عضوية فنلندا وطلب السويد الانضمام إلى “الناتو”، يعني أن المعاهدة ماتت فعليًا.
وأضافت الوزارة: “حتى الحفاظ الرسمي على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا، أصبح غير مقبول من وجهة نظر المصالح الأمنية الأساسية لروسيا”، مُشيرة إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يصدقوا على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا المعدلة لعام 1999.
ووضعت المعاهدة الأمنية التاريخية قيودًا على فئات رئيسية من القوات المسلحة التقليدية بالقارة الأوروبية، يُمكنها التحقق من فئات المعدات العسكرية التقليدية التي يمكن لحلف شمال الأطلسي وحلف وارسو آنذاك نشرها، حسب “رويترز”.
وكانت المعاهدة تهدف إلى منع أي من طرفي الحرب الباردة من حشد قوات لشن هجوم سريع ضد الطرف الآخر في أوروبا، لكنها لم تحظ بشعبية في موسكو؛ لأنها أضعفت تفوق الاتحاد السوفيتي في الأسلحة التقليدية.