إعداد: عبد الرحمن سليمان
في خطوة جريئة وغير مسبوقة، أعلنت أوكرانيا عن إطلاق عملية واسعة النطاق داخل الأراضي الروسية في منطقة كورسك، حيث استمرت المعارك العنيفة لليوم السادس على التوالي. وتعد هذه العملية أكبر توغل للقوات الأوكرانية في الأراضي الروسية منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، مما أثار قلقًا كبيرًا في موسكو وأدى إلى فرض نظام أمني شامل في المناطق الحدودية.
اعتراف رسمي
في أول اعتراف رسمي، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء السبت، بالعملية العسكرية داخل روسيا، مؤكدًا أن كييف تهدف إلى “نقل الحرب” إلى داخل أراضي المعتدي، في محاولة لتشتيت قوات موسكو وزعزعة استقرار الوضع الداخلي الروسي. وأشار زيلينسكي في خطابه إلى أنه ناقش تفاصيل العملية مع القائد الأعلى للقوات الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، مؤكدًا أن أوكرانيا قادرة على استعادة العدالة وضمان الضغط اللازم على روسيا.
ورغم المحاولات الروسية لوقف التقدم الأوكراني، أعلن الجيش الروسي الأحد عن إحباط محاولات اختراق نفذتها “مجموعات مدرعة متحركة تابعة للعدو” في منطقة كورسك، إلا أنه أقر بأن القوات الأوكرانية وصلت إلى مناطق تبعد نحو 30 كيلومترًا من الحدود.
في الوقت ذاته، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير 14 طائرة مسيرة و4 صواريخ باليستية من طراز “توشكا-يو” أطلقتها أوكرانيا فوق كورسك. كما تم إسقاط 16 طائرة مسيرة أخرى فوق منطقة فورونيغ، و3 فوق بيلغورود، ومسيرتين فوق منطقتي بريانسك وأورلوف. في المقابل، استمرت أوكرانيا في تعزيز قواتها داخل كورسك، ما أوقع روسيا في حالة من الارتباك، حيث تحاول القوات الروسية بشدة استعادة السيطرة.
تصاعد التوتر
مع تصاعد التوتر، أرسلت بيلاروسيا، الحليف المقرب من موسكو، تعزيزات عسكرية إلى حدودها مع أوكرانيا، متهمة كييف بانتهاك مجالها الجوي. في الوقت نفسه، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بتنفيذ “استفزاز كبير” من خلال هذا الهجوم المفاجئ.
وفي كورسك، أعلن المسؤولون المحليون عن إصابة 13 شخصًا في المدينة جراء سقوط حطام صاروخ أوكراني على مبنى سكني مكون من تسعة طوابق، مما دفع السلطات إلى تسريع عملية إجلاء المدنيين من المناطق المعرضة للخطر. حتى الآن، تم إجلاء أكثر من 76 ألف شخص وفقًا لتقارير محلية.
مع استمرار المعارك وغياب أفق واضح لنهاية الحرب، يبقى التوغل الأوكراني في كورسك تطورًا استراتيجيًا مهمًا يعيد تشكيل خريطة الصراع، ويضع روسيا أمام تحديات جديدة في مواجهة هجوم غير متوقع داخل أراضيها.