أشاد سفير إسبانيا بالقاهرة السفير ألبارو إيرانثو، بالعلاقات المتميزة التي تربط بين بلاده ومصر لاسيما على المستويين السياسي والاقتصادي والجهود الكبيرة التي تقوم بها مصر لوقف إراقة الدماء في قطاع غزة ولبنان.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السفير ألبارو إيرانثو خلال الاحتفال الذي أقامته سفارة اسبانيا بالقاهرة، مساء اليوم السبت، بمناسبة اليوم الوطني.
وأعلن السفير ألبارو إيرانثو أن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس سيقوم بزيارة القاهرة خلال الأيام القادمة، مشيرا إلى أنه خلال العام الماضي وصل الحوار السياسي بين مصر وإسبانيا إلى مستوى غير مسبوق لاسيما على ضوء الزيارتين التي قام بهما رئيس الوزراء بيدرو شانشيز، وأيضا الزيارات المتبادلة على المستوى الوزاري من الجانبين.
وقال “إن بلاده على قناعة فعلية بالأهمية الاستراتيجية لبناء شراكة قوية مع جيرانها المقربين حول بحرنا المشترك، ولهذا السبب نحن ملتزمون بالاتحاد من أجل المتوسط”.
وأشاد إيرانثو، باهتمام مصر بتطوير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي بشكل كامل، مشيرا إلى أن التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي يتضمن حزمة مالية غير مسبوقة تصل إلى 7.4 مليار دولار، وهو ما يمثل تعبيرا واضحا على الإرادة الأوروبية وبالطبع الإسبانية، لإعطاء الأولوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
وأضاف إنه فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي، تواصل اسبانيا دعم الاصلاحات الهيكيلية التي تقوم بها مصر،لافتا إلى أن حجم التجارة بين البلدين في مسار تصاعدي في السنوات الأخيرة، حيث بلغ إجمالي الصادرات الإسبانية إلى مصر في عام 2023 حوالي 1.5 مليار يورو وبلغت صادرات مصر إسبانيا 1.6 مليار يورو، وفي الفترة من يناير إلى يوليو من عام 2024، وصلت صادرات إسبانيا الى مصر إلى نحو 836 مليون يورو إلى مصر وبلغت الصادرات المصرية 1.1 مليون يورو، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 1.5% و10.7% على التوالي مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
ولفت إلى أن مصر باتت واحدة من أهم الوجهات السياحية بالنسبة للأسبان، مبرزا الاهتمام المطرد للمصريين بتعلم اللغة الإسبانية.
من ناحية أخرى، أشاد إيرانثو بالجهود الكبيرة التي تقوم بها مصر لوقف إراقة الدماء في قطاع غزة ولبنان فضلا عن دورها كوسيط ، مشيرا إلى أنه مرعام كامل على الحرب في غزة.
وقال إن إسبانيا لم تقف خلال هذا العام مكتوفة الأيدى بل تدين الممارسات وتجاهل القانون الدولي في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسقوط العدد الكبير من القتلى المدنيين نتيجة للعمليات الإسرائيلية.
وشدد على أن وقف إطلاق النار في هذه المناطق المضطربة يشكل الأولوية الأولى بالنسبة لبلاده أكثر من أي وقت مضى، ونحن ممتنون لمصر على دورها كوسيط والذي لا يمكن الاستغناء عنه.
وأكد أن بلاده على قناعة بأن حل الدولتين وحده هو القادر على توفير آفاق السلام والأمن والكرامة الدائمين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذلك لدول المنطقة، مشيرا إلى أن إسبانيا اعترفت رسميا بدولة فلسطين من أجل تعزيز حل الدولتين باعتباره الخيار الحقيقي الوحيد.
وقال إيرانثو إنه في هذه الأوقات العصيبة، تلتزم أسبانيا ومصر بشكل مشترك بإيجاد حل سلمي وعادل للصراعات الإقليمية طويلة الأمد.
وأشار إلى أن الاحتفال باليوم الوطني لإسبانيا يواكب ذكرى وصول الحملة البحرية الإسبانية إلى أمريكا في عام 1492، وهو معلم إنساني ربط بين العالمين القديم والجديد وغير بشكل لا رجعة فيه مسار التاريخ العالمي، واليوم، يتحدث أكثر من 600 مليون شخص في جميع أنحاء العالم اللغة الإسبانية كلغة أولى، وهو ما يظهر عمق الإرث الذي تركته إسبانيا في أمريكا والقارات الأخرى.
حضر الاحتفال -الذي بدأ بعزف السلامين الوطنيين لمصر وإسبانيا- عدد من المسئولين والدبلوماسيين وسفراء الدول الأجنبية لدى مصر ونخبة من السياسيين والصحفيين والجالية الإسبانية بمصر.