أحمد رفعت .. مات ثم عاد مرة أخرى ليشير إلى من كان سببا في قهره وظلمه والتلاعب به وبمستقبله ثم مات ثانية ،رحل أحمد بعد أن تخلى عنه من كانوا من المفترض أن يساندوه ويدعموه لو كانوا حقا مسئولون يريدون الخير للرياضة المصرية ، لو كانوا حقا يدركون موهبة هذا اللاعب ، أو بالأحرى لو كانوا بشرا قبل أن تتبدل الشين من أفعالهم لتصبح قافا.
كل ما قيل منذ وفاة اللاعب وحتى الآن لن يغير من الواقع شيئا ، فقد رحل وانتهى الأمر.
وليس من العدل أن نتحدث عن دعم مادي لأسرته أو حقوقه المادية أو أن نطلق اسمه على شارع أو مركز شباب تخليدا لذكراه فهذا عبث ، لكن العدل يقتضي أن نسترجع حقه أولا ممن أوصله إلى تلك الحالة التي انتهت به إلى قبره وهو في ريعان الشباب .
وأدعوك عزيزي القارئ أن تتأمل حكمة الله فيما حدث من كشف ملابسات تلك القضية ، كيف أن الله كيّف الأمور وهيأها بهذه الطريقة ليكشف غطاء ستره عن المتسبب فيما حدث للاعب.اللاعب يسقط على الهواء مباشرة في شهر مارس الماضي أمام الملايين ، ثم الزخم الإعلامي الذي حدث لمتابعة حالته الصحية.
ثم انتقال الإعلامي إبراهيم فايق من قناة مصرية إلى أخرى سعودية ، ولولا ذلك لما استطاع فايق أن يتناول قضية اللاعب الراحل ولربما انقطع عنه الهواء أو مُنع من الظهور أصلا.يسبق ذلك ظهورا إعلاميا هو الأول والأخير للراحل منذ أزمته الصحية وكان مع فايق أيضا.
هذا الظهور الذي تحدث فيه الراحل وكشف الستار عن سبب أزمته ،وهو القهر والظلم من أشخاص دون أن يذكر أسماء ، ذُكرت فيما بعد.
كل ذلك لحكمة الله في أن يعلمهم ويعلمنا أنه مهما كنت قويا فإن الله أقوى .
ومهما كنت كبيرا فإن الله أكبر .ومهما كنت ذا نفوذ فإن نفوذك أمام إرادة الله عدم .
نحن لا ننتظر بعد رحيل فقيدنا شيئا ، ولن نتعجب إذا لم تتم محاسبة أحد أو معاقبته ، فكم من الأمور التي كانت تتطلب محاسبة ووقفة جادة مرت دون جدوى ، وخصوصا في ملف الرياضة.
ومن حزن الصدفة ، أننا قبل خمسة أعوام فقط شهدنا جميعا الخروج المهين لمنتخب مصر من بطولة كأس الأمم الإفريقية والتي كانت تقام على أرضنا ووسط جماهيرنا ، أتذكر حينها أن الدنيا قامت ولم تقعد والجميع كان يطالب بإصلاح تلك المنظومة ومحاسبة المقصرين والمتسببين في الإخفاقات المتواصلة ، ولكن هذا لم يحدث ، ولم يحاسب أحد ، ولم نعرف من المتسبب حتى هذه اللحظة.
فكل من كان في المنظومة وقتها ، متواجدون الآن ما بين مناصب رياضية مختلفة أو مقدمين لبرامج أو محللين ، والكل يسترزق، وما دام الكل يسترزق ، لماذا لم يسترزق أحمد رفعت مثلكم ؟! رغم أنكم استرزقتم من خلفه وبسببه ، ألهذا الحد استعبدتموه؟ ألهذا الحد قهرتموه ؟!
لكن .. رسالتي إليكم ، إلى كل من كان سببا في قهر هذا المسكينربما يكون موقفكم القانوني سليم ، وربما لا يستطيع أحد إدانتكم بشيء قانونا ، ولكن الله يعلم وهذا يكفي .
أما أحمد رفعت .. فلن ندعوا له بالرحمة قدر ما نسأله أن يدعو هو لنا بالرحمة والثبات في هذا العبث.