القاهرة في 29 يناير/أ ش أ/ حديث أجراه: حمدي المليجي
أكد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ووزير الثقافة الأسبق الدكتور عبد الواحد النبوي أن معرض القاهرة الدولي للكتاب قاد حراكا فكريا في قضايا ساخنة أرقت عديدا من الفئات، لافتا إلى أن المعرض جاء ليلبي النهم المتزايد للمعرفة الذي توسع بتوسع دوائرها.
وذكر النبوي – في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين – أن المعرض وسع من دوره وطور نشاطه على مدار الـ55 دورة فتضاعفت مرات عديدة المساحة ودور النشر والإصدارات، موضحا أن هناك أنشطة متنوعة دخلت على النشاط الرئيسي حيث ظهرت المناظرات المتعددة الاتجاهات، كما ظهرت أيضا شخصيات متنوعة الاتجاهات والأفكار بل صانعو الأفكار السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وأضاف أن معرض القاهرة للكتاب استجاب للاحتياجات المتزايدة لنواحي المعرفة الرفيعة التي تستحوذ على اهتمام الكثير، وكان من تلك المجالات التي انضمت إلى نشاط المعرض عروض الموسيقى والمسرح والسينما والفنون التشكيلية.
وأوضح أن مصر تبنت مفهوما خاصا بها لماهية معرض القاهرة الدولي للكتاب ثم سارت على نهجه معارض دولية في المنطقة وخارجها فأسبقية النشأة والرؤية جذبت الكثيرين للسير على درب القاهرة في رؤيتها ومع كل تطور يحدث في القاهرة ينتقل إشعاعه إلى الإقليم وجواره.
وتابع قائلا “لعل أكثر ما حرصت القاهرة من خلال معرضها والوقوف وراءه بقوة هو نشر المعرفة لكل من ارتبط به سواء من داخل مصر أو خارجها وكانت الحشود تتدفق على المعرض من كل أنحاء مصر ومن كل الأعمار وغلبت فئة الصغار والشباب من الجنسين على النسبة الأكبر من رواد المعرض”.
واعتبر أن بيوتا كثيرة في مصر تحتفظ في أحد أركانها بمكان لكتب اقتناها أحد أفراد الأسرة من معرض القاهرة للكتاب وتصفح أوراقها أفراد الأسرة ولعل بعضها تمت إعارتها إلى آخرين.
وأشار إلى أن عيد معرض الكتاب كان ينتظره الملايين من أبناء أقاليم مصر المختلفة، وكانوا يأتون إليه أفواجا ويعودون كل بما اقتناه من إصدارات مما أخرجته المطابع المصرية والعالمية أو ما حصله من معرفة من النشاط الثقافي للمعرض .
ولفت إلى أن المصريين ليسوا فقط من كانوا يهرعون إلى معرض القاهرة للكتاب فقد أم هذا المعرض الكثير من الدول العربية والأجنبية الذين أدركوا مكانة وقيمة المعرض وكنت شاهدا على شخصيات مهمة زارت المعرض لمرات عديدة واقتنت من أجنحته كتبا أخرجتها دور النشر المصرية والعالمية وبأعداد كبيرة.
ونوه بأن معرض القاهرة الدولي للكتاب تميز أنه مكان مهم لكبار منتجي الثقافة والمعرفة على تنوعها فاستضاف عبر سنوات عديدة علامات مضيئة مثل حسنين هيكل ونزار قباني، وأدونيس والأبنودي ومحمود درويش، وأحمد زويل وعمرو موسى وعادل إمام وغيرهم الكثير والكثير مما تعجز المساحة أن تحصر أسماء الكبار الذين أضاءوا المعرض بفكرهم.
وأردف الدكتور عبد الواحد النبوي “فتحت ساحات المعرض أمام رجال الفكر من أقصى الشرق حيث اليابان والصين إلى أقصى الغرب حيث الولايات المتحدة، كل ذلك نهل منه المصريون ورواد المعرض على اختلاف جنسياتهم”، لافتا إلى أن معرض القاهرة للكتاب كان يحتوي كل جديد في مجاله فكان للتكنولوجيا مكانها داخل المعرض.
وشدد على أن أهم ما يميز معرض القاهرة للكتاب اهتمامه بكل ما يتعلق بتعليم وتثقيف الأطفال ومازال هذا النهج مستمرا بل تطور بتطور الزمن والأفكار وأضيفت أنشطة متعددة ومتنوعة .
وتقام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الثقافية في الفترة ما بين 25 يناير الحالي حتى 6 فبراير المقبل، وتنطلق هذه الدورة تحت شعار: “نصنع المعرفة…نصون الكلمة”، ويقام المعرض بمركز مصر للمعارض الدولية، وتستضيف مصر مملكة النرويج ضيف شرف.
وتم اختيار اسم عالم المصريات وصاحب موسوعة مصر القديمة الدكتور سليم حسن شخصية المعرض، والكاتب يعقوب الشاروني شخصية معرض كتاب الطفل.
ويضم المعرض هذا العام محورا جديدا «مؤتمر اليوم الواحد»، ويضم 6 مؤتمرات، منها: مؤتمر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر الترجمة عن العربية جسر للحضارة، بمشاركة وزاراتي الثقافة والأوقاف، ويشارك فيه عدد من المؤسسات المصرية والعربية.
ح م د/ن ه ل
أ ش أ