القاهرة في 25 يناير /أ ش أ/ قال الدكتور على الدين هلال إن السياسة والإنسان وجهان لعملة واحدة، وهذا ما يؤكد أهمية المعرفة والتثقيف السياسي.
وأضاف -خلال ندوة “الإنسان والسياسة” ضمن فعاليات “اللقاء الفكري” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ٥٥- أن اهتمامه بالسياسة بدأ مبكرًا، موضحًا أن الإنسان من صنع ظروفه، وأول المحددات التي قربته لعالم السياسة هي أشخاص شاركهم الدراسة وأدرك من خلالهم أن مصر جزء من كل كبير، وهذا إضافة إلى أحداث فارقة دفعت لمتابعة السياسة مثل الوحدة مع سوريا وقبلها تأميم قناة السويس.
وعن الشخصيات المؤثرة في مسيرته، تطرق إلى الكاتب الصحفي الراحل أحمد بهاء الدين بوصفه من أبرز المؤثرين في تاريخه، مشيرا إلى أن درس أحمد بهاء الدين يتلخص في “عمق التفكير وبساطة التعبير”، وأنه تعلم منه أهمية التاريخ.
وتحدث هلال عن تأثره بكتابات سلامة موسى، الذي تعلم منه أن المثقف ليس من يتكلم فيما لا يفهمه الناس، بل تبسيط الأمور المعقدة من علوم وأفكار ونظريات.
وأكد أهمية التعددية الفكرية، مشددًا على أنه لا يستقيم مجتمع بفكر واحد وإقصاء باقي الأفكار، وأن ذلك هو ركيزة تكوينه الفكري وتنوع مصادر معرفته.
وقال: “بدأت علاقتي بالسياسة من سور الأزبكية والاطلاع على كتب التاريخ والسياسة، ثم انطلاق بعدها من المعرفة السياسية إلى العلم في الجامعة ثم الممارسة والعمل السياسي”.
وأوضح الفرق بين المعرفة السياسية وعلم السياسة والممارسة السياسية؛ فالمعرفة هي جزء من الثقافة العامة لا تقتصر على تخصص، فالجميع يهتم بالسياسة من أحد جوانبها، أما علم السياسة يوجب التخصص في مباحث هذا العلم بهدف الوصول إلى أفكار وآراء ونظريات لتفسير ما يحدث في عالم السياسية، أما الممارسة السياسية فهو الانتقال من مقعد الدراسة إلى حقل السياسة.
وهناك صلة حميمة بين المعرفة السياسية والعمل السياسي في التاريخ المصري مثل محمد حسين هيكل وطه حسين، جمعوا بين التدريس في الجامعة والعمل السياسي، وغيرهم على مدار التاريخ عشرات الأساتذة والباحثين الذين يخوضون غمار العمل السياسي.
وأوضح أن الممارسة هي امتحان للأفكار، فقد تبدو براقة نظريًا لكن عند التنفيذ نكتشف مشكلات في تطبيقها، وهو الأمر الذي يثري النظرية.
ولخص هلال جهده في إصدار الكتب على مدار سنوات بأنه محاولة لترسيخ الثقافة العلمية في المجتمع المصري، وتأكيد أهمية التفكير العلمي، حتى لا يخطو مجتمعنا وكأنه بلا ثقافة تاريخية وحتى لا نكرر الأخطاء نفسها.
ورشح هلال للقراء أول كتبه “تكوين إسرائيل” وكتاب “الحكم والسياسة في مصر” وكتاب “النظام الإقليمي العربي”.
أ ع د/ م س د/ ع م ا
أ ش أ