ماذا أكتب عن الفن أم السياسة أم الرياضة أم الصحافة والحب؟، رن جرس التليفون أخرجني صديق من حيرتي، وسألني مهموم ليه يا عمرو؟.. وأخبرته بأنني أفكر في كتابة مقال، ومش عارف أختار الموضوع.. وقال لي : يا عم اكتب في أي حاجة.
عدت أمسك بالقلم والورقة، دوت كلمات الصديق في أذني، العملية سهلة خالص، وجدتني أسأل نفسي، ليه كل حاجة بقت سهلة خالص عند كل الناس.. كانت تلك افتتاحية مقال لـ نشره في نهاية عام 2006، تحدث فيه عن الأجيال القادمة والمستقبل، وهل هناك مشوار وطريق وقصة وحكاية سهلة خالص كما يردد البعض.
يقول عمرو دياب في مقاله : الكتابة فن ترتيب الكلمات، والغناء فن تنغيم الكلمات، المفردات واحدة لكن شتان في الأسلوب، الكاتب يحبس مشاعره داخل حبر القلم، بينما الفنان يفضحها للدنيا، نعم الغاية واحدة الاثنان يهدفان لتحريك أحاسيس الناس، وتوجيه عقولهم وقلوبهم لكن من اعتاد الكتابة يصعب أن يحترف الغناء والعكس صحيح.
يكمل الهضبة مقاله : العملية صعبة وتحتاج لتحديد الفكرة، ثم اختيار الكلمات المناسبة التي تعكس الأفكار وتترجم الأحاسيس، وتقنع العقول وتأتي على هوى القلوب ثم تنظم هذه الكلمات ووضعها في جمل سهلة الأسلوب ..إلخ، الحكاية تحتاج لدراسة ومتابعة وخبرة طويلة تمتد لسنوات من القراءة والكتابة وتحتاج أيضا لموقف واضح، ورأي حاسم يحترمه ويقدره الناس، إما هذا وإما ينصرف القراء عن الكاتب بل والصحيفة نفسها.
رد على الطريقة التي يتبعها البعض من الاستسهال في كل شيء، وطرح سؤالاً حول الطريقة المثلى في تربية ابنه، فقال: على ماذا أربي ابني؟ هل أقول له لا تفعل شيئاً قبل أن تقوم بدراسته وبحثه والتفكير جيداً في توابعه، أم أقول له العملية سهلة خالص؟، هل أقول له لا تعمل إلا فيما تفهم ولن تفهم إلا إذا تعلمت ودرست وعشت لعملك أيا كان؟
وينهي عمرو دياب مقاله قائلاً : لقد ضرب الاستسهال نواحي عديدة في حياتنا، هبط بالفن وحط الرياضة، لا نريد تحطيم الأجيال القادمة بالنماذج المكسورة والمشوهة التي لا يجدون سواها، نريد أن نقول لهم النجاح كفاح والبقاء فوق القمة معركة يومية لا تعرف الاستسهال.