فجأة تحاصرنا السجون، وليس بعيدا عنا الاغتيال .. لمجرد أننا ندعو لتحرير مصر من الاحتلال الإخوانى، من خلال ثورة يوينو، التى نترقبها بعد ساعات.
على طريقة «دونت ميكس» المرساوية دعا الرئيس «العياط» لما أسماه «مصالحة وطنية»، لكنه هدد فى نفس الوقت كل من يعارضه بالسجن..
وبعيدا عن هذا العرض المرساوى قبل السقوط، كان من المهم جدا أن نعرض تفاصيل الخلطة السرية لإنجاح المرحلة الانتقالية الجديدة، حتى لا تتكرر أخطاء الماضى القريب، التى تسببت فى سقوط مصر فى أيدى المتأسلمين، وضياع 3 أعوام من عمر مصر بعد يناير، كان من الممكن الاستفادة منها فى بناء الدولة المصرية الناهضة، بدلا من العودة لنقطة الصفر بعد خطف الإخوان وحلفائهم لها!
أبرز محاور هذه الخلطة السرية، هى:
1- اليقظة التامة لإجهاض أية ثورة متأسلمة مضادة بعد سقوط مرسى، وعدم تصدير الجيش وحده فى المشهد، خاصة أن قاعدة الشعب يحمى الجيش مفيدة أكثر من الجيش يحمى الشعب، فعندما تتدفق موجات «تسونامى» الشعبية فى الشوارع والميادين المصرية، يقوى موقف الجيش ويستطيع أن يلعب الدور المنتظر منه.
لكن من الخطر جدا أن يعتمد الشعب على الجيش فى أن يقوم له بالثورة ضد الإخوان، خاصة لأنه جيش الشعب كله، وتعلم الدرس جيدا من أزمة المرحلة الانتقالية السابقة، والتى افتعل فيها الإخوان المتأسلمون الأزمات ، وروجوا لشعار «يسقط حكم العسكر»، حتى أصبح قاعدة فى المليونيات!
2- وطبعا ملاحظ أننى بدأت تفاصيل محاور الخلطة السرية لإنجاح المرحلة الانتقالية من المربع رقم «2» لأهمية دور الجيش فى هذه المرحلة، رغم أيضا أهمية عدم تصدره للمشهد، حتى لا يكون لوحة نيشان لأعداء الوطن فى هذه الفترة الحرجة، التى تفصلنا عن الفوضى والحرب الأهلية فيها ملليمترات مصيرية، لدرجة أن هناك أصواتا من الفصيل العسكرى ترفض مشاركة القوات المسلحة فى المجلس الرئاسى المرتقب، ليكتفوا بالدور الأمنى الإضافى فقط، حرصا منهم على عدم العودة للسياسة، ومن المفروض أن نتفهم ذلك، ونتعامل معه بشكل واقعى خاصة أن الساحة المصرية ستبقى فى حالة تفجر لفترة غير قصيرة.. ربنا يستر!
ومع تركيزنا على هذا المحور حتى لا تقع مصر فى المستنقع السورى أو الليبى أو حتى اللبنانى، من الضرورى أيضا أن نكون فى حالة يقظة كاملة لصد أية محاولة من المتأسلمين لرد الصاع بعد سقوط “رئيسهم” بإعلان ثورة متأسلمة لإسقاط النظام المرتقب، حتى قبل أن يبدأ خطواته الأولى، كما يهددون جميعهم منذ فترة طويلة وآخرهم على لسان “رئيسهم” نفسه فى خطابه الماراثونى، الذى أصاب المصريين بالنعاس من شدة الملل، فالمتأسلمون لن يستسلموا بسهولة لرغبة الثورة المصرية فى إسقاط خلافتهم الظلامية، وإنقاذ الدولة المصرية وهويتها منها!
.. وستطول مؤامراتهم لنشر الفوضى، بل الوصول للحرب الأهلية واستنزاف الدولة ومجتمعها حتى نتحول إلى باكستان وأفغانستان أخرى، بل الأخطر إلى الصومال، والتى للأسف لسنا بعيدين عنها بأى شكل، حيث تحاصرنا مؤشرات مخيفة للغاية منها انتشار الأسلحة الثقيلة ووصول الاحتقان والاستقطاب لخطوطه الحمراء!
المحور الثالث الذى لا يقل أهمية بأى شكل كان عن المحورين الأول والثانى، هو عرض تفصيلى لخطة إنقاذ مصر على كل المصريين بجدول زمنى وجيز ومحدد حتى لا تستمر المعاناة المصرية طويلا، فيكفيهم 3 سنوات صعبة، وقبلها الأعوام العشرة الأخيرة من عصر مبارك..
أغلب الترتيبات لمرحلة ما بعد «العياط» تتحدث عن أن المرحلة الانتقالية الجديدة لن تقل عن عام ولن تزيد على عامين، إلا أن الخطورة فى الانهيار الاقتصادى ، الذى تضاعف وتفاقم فى حكم العياط.
الاحتياطى الاستراتيجى من السلع فى مستويات خطيرة، والناس فى حالة رعب خاصة مع انتشار الشائعات ، التى وصلت حتى توقف المخابز عن العمل، بل محطات الكهرباء والبنزين.
وهذا كله يزيد صعوبة الأجواء التى يجتهد فيها العاملون على إنقاذ مصر من غياهب الاحتلال الإخوانى.. والحل فى مكاشفة الناس بكل الأساليب بالكوارث ، التى تحاصرنا وطرق حلها القصيرة والطويلة، مقابل صبر المصريين لبعض الوقت دون محاسبة، مع تسريع وتيرة الإجراءات التشريعية والدستورية لبناء الدولة من خلال وضع دستور مصرى توافقى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وبعدها برلمانية بشقيها تحت إشراف حكومة إنقاذ وطنى لا يسيطر أى تيار عليها بشكل منفرد ، كما فعل الإخوان وحلفاؤهم، على آلا يكرر المجلس العسكرى أخطاء الماضى بعدما استماله الإخوان بدعاوى القوة الشعبية التنظيمية التى أثبتت كذبها الأيام!
ومن المفيد وسط هذا كله استيعاب المتأسلمين بطريقة غير تقليدية لا وضعهم كما يطالب البعض، وكما يهددوننا لو فشلت ثورة 30 يونيو، لكن فى المقابل بأسلوب مغاير لمبادرة المراجعات الفكرية التى أثبت الزمن أنها مجرد «سبوبة» وما فى القلب لا يزال كما هو، بل أكثر دموية وعنفا عما سبق، ولكم فى «عاصم عبدالماجد» عبرة يا أولى الألباب.
وبالتالى من المهم أن نستغل الضغوط التاريخية التى سيتعرض لها المتأسلمون فور سقوط خلافة العطش والظلام والجوع والعنصرية، لاستيعابهم فى المجتمع حتى لو عادوا للمشهد ثانية تكون الأعراض أقل قسوة مما هى عليه الآن، لكن لو كان الأقرب واقعيا هو الانهيار التام لجماعة الإخوان، فهذا يتبعه بالتأكيد انهيار لكل الجماعات المتأسلمة الأخرى لأنها خرجت من رحمها!..
وهذا ما سيكون بحق نصرة لا نهائية للإسلام بعد التخلص من هؤلاء المتأسلمين الذين جعلوا من الارتداد عن الدين الحنيف ظاهرة بسبب كوارثهم وجرائمهم التى يرتكبونها ثم يتمسحون فى الإسلام، لكن لو وصلوا لتلك المرحلة سيكونوا غوغائيين مدمرين، فلن يسمحوا بالسقوط، وسيقولون ويفعلوا قاعدة، عليا وعلى أعدائى.
استكمالا لمحاور الخلطة السرية لإنجاح المرحلة الانتقالية، فيجب أن يدرك الجميع وتعترف كل التيارات بأن الرئيس المصرى المنتظر ليس موجودا على الساحة، فكل الوجوه محروقة فى الشارع، ولا يثق فيها أحد، بعد حملات التشويه المتبادلة والمواقف الجدلية التى أثرت الشبهات حول كل الأسماء المطروحة، بداية من أحمد شفيق وحمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى، وغيرهم .. لا يستحقون أن يكونوا فى هذا المنصب، الذى بالفعل كما يقول الثوار والواقع المرير الذى تمر به مصر «عايزين زعيم»، بل «دكر» من نوعية «عبدالناصر» و«السادات» اللذين كان يصدقهما الشعب بمجرد كلامهما لأنهما صاحبا كاريزما استثنائية، وكاشافا الشعب فى أغلب الأوقات حتى الصعبة منها!
لكن الخطورة فى نشر المتأسلمين للفوضى لإفشال المرحلة الجديدة كنوع من الانتقام وحتى لا يفضحوا فشلهم مع النجاح المرتقب لهذه المرحلة لأن الشعب هو صاحب القرار الحقيقى فيها لا الأهل والعشيرة..
والمهم الآن أن يعى الشعب استثنائية هذه المرحلة وأن نتحمل معا هموم العام المقبل بشرط كما قلنا كشف المسئولين عن المرحلة تفاصيل الجدول الزمنى لخطة إنقاذ مصر!
وحتى لا يتهمنا البعض بالابتعاد عن الواقع، نحلم بأن يلبى المصريون دعوات الوقوف أمام العمارات وفى الغيطان وقبالة المصانع ، لو لم يرد البعض الخوض فى زحام مليونيات الميادين خاصة العجائز والنساء، وبالذات لأن هذا سيحول كل شبر فى مصر إلى موجة ثورية ضد الإخوان المتأسلمين وحلفائهم،
وسوف تتميز مليونيات ثورة 30 يونية بهذه الوقفات غير التقليدية التى ستلعب دورا حاسما فى نهاية المواجهة لصالح المصريين لا الإخوان وحلفائهم.. إن شاء الله.
ومن المهم أيضا تفتيش أسطح العمارات المطلة على مواقع المليونيات مع انتشار قناصة حماس من جديد بأسلحة إسرائيلية متطورة، وعدم مجاراة مثيرى العنف بالدخول فى اشتباكات لأنهم يخططون بهذا إلى تفريق المتظاهرين وبث الرعب بينهم لإنهاء تجمعاتهم بسرعة!
ولك الله يا مصر.اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله∎