لندن في 28 نوفمبر /أ ش أ/ آلاء رفعت
رأى الكاتب الصحفي البريطاني سيمون تيسدال أن وقف إطلاق النار في لبنان قد يعني المزيد من الرعب والموت في قطاع غزة.
وقال تيسدال، في مقال رأي نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية اليوم الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتحول فجأة إلى صانع سلام مسالم، إذ يمكنه إعادة نشر قواته أو التخلي عن اتفاق السلام في أي وقت.
وأضاف أن اتفاق وقف إطلاق النار جنب لبنان المزيد من الموت والدمار المتعمد في الوقت الحالي ، ولكن اعتقاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الاتفاق من شأنه أن يعجل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة ويفتح الطريق أمام التسوية الإقليمية الأوسع التي سعى إليها منذ فترة طويلة، ليس له ما يبرره بالقدر الكافي في الواقع.
وتابع تيسدال أنه ، على سبيل المثال ، لم يتحول نتنياهو فجأة إلى صانع سلام ، فبعد أن أمر بشكل غير مبرر بغزو بري واسع النطاق في لبنان الشهر الماضي، سبقه قصف جوي وهجمات تخريبية في بيروت، سيغادر رئيس الوزراء الإسرائيلي المتشدد الحياة وهو في المقدمة بعد أن قدم للجمهور الإسرائيلي عملية السهام الشمالية على أنها ناجحة، على عكس حرب 2006.
وأردف أنه مع ذلك، فإن الأسباب التي دفعت نتنياهو إلى رفض قبول وقف إطلاق نار مماثل في غزة لأكثر من عام لم تتغير جوهريا، فالحرب هناك تناسبه سياسيا وشخصيا ، وعلى النقيض من لبنان، يواصل نتنياهو السعي إلى “النصر الكامل”. ومن شأن تقديم تنازلات لحماس، مثل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، أن تغرق ائتلافه اليميني المتشدد ، كما أن الحرب تساعد في وقف إجراء تحقيق رسمي في الإخفاقات الأمنية المحيطة بأحداث السابع من أكتوبر 2023 ، وعلى نحو مماثل، الإجراءات القضائية ضد نتنياهو بتهمة الرشوة والفساد.
ويرى الكاتب البريطاني أنه مهما كان ما يأمل بايدن تحقيقه في أيام رئاسته الأخيرة، فإن نتنياهو ليس لديه حافز لإنهاء معاناة غزة قبل أن يتولى حليفه الأيديولوجي دونالد ترامب منصبه في 20 يناير المقبل، وعندها فقط “ربما” قد يتصرف.
وأضاف أن وقف إطلاق النار في لبنان يعني أن مجموعات من جيش إسرائيل المنهك، بمجرد الراحة وإعادة التسليح، قد تتركز بقوة أكبر في غزة، وهو أمر يقرب من الإخلاء القسري للسكان والضم الفعلي للمناطق الشمالية من الأراضي التي حث عليها المتطرفون اليمينيون في إسرائيل.
وأشار تيسدال إلى أنه من الحقائق الصادمة أيضا أنه بموجب هذا الاتفاق، يمكن لنتنياهو إعادة بدء الحرب في أي وقت يختاره ، وأمام القوات الإسرائيلية 60 يوما للانسحاب، وقد يمتد هذا الجدول الزمني ، وإذا قررت إسرائيل أن قوات حزب الله لا تبقى خلف خط ترسيم نهر الليطاني اللبناني، على بعد 18 ميلا شمال الحدود الإسرائيلية اللبنانية، أو أنها تعيد تسليح نفسها، فستستأنف الأحداث المروعة ، كما أنه إذا قرر نتنياهو، بشكل تعسفي، أن المزيد من الحرب سيكون مفيدا سياسيا، فيمكنه أن يفعل ذلك، بفضل صفقة هشة قد يتم إلغاؤها في لحظة.
ا ر/رأش
/أ ش أ/
صحيفة إلكترونية اخبارية متخصصه فى الشئون العربية واهم الاخبار