كتبت – نهال مجدى
بدأت الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التركية، الساعة الثامنة صباح اليوم بتوقيت أنقرة، فى حوالي 192 مركز اقتراع ليدلي ما يقرب من 64 مليون تركي بأصواتهم للإختيار ما بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان (مرشح “تحالف الجمهور”) أو زعيم المعارضة كمال كاليشدار أوغلو (مرشح “تحالف الأمة”).وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات في الجولة الأولى في 14 مايو الجاري قد بلغت 88،9% داخل تركيا 49،4% في الخارج.
وفي الساعات الأولي من بداية علمية الاقتراع أدلي كلا من أردوغان وأوغلو بأصواتهماومن جانبه أكد وزير الداخلية التركي أن عملية الاقتراع تسير حتى الآن من دون مشاكل، مشيراً إلى نشر أكثر من 600 ألف من أفراد الأمن والحماية لتأمين عملية الاقتراع.فيما أكد رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أن الإقبال على مراكز الاقتراع في جولة الإعادة كبير، مشيراً إلى عزم الهيئة الكشف في وقت مبكر عن النتائج عقب إغلاق مراكز الاقتراع.وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة كوندا للأبحاث والاستشارات أن نسبة التأييد المتوقعة لأردوغان في جولة الإعادة ستكون 52،7% مقابل 47،3 % لكليتشدار أوغلو بعد توزيع الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم. وأجري استطلاع الرأي في 20 و21 مايو قبل أن يعلن أوغان وأوزداغ موقفيهما.
وفى المقابل أظهر استطلاع لمؤسسة ORC للأبحاث، أن أردوغان سيحصل على 46.7% من الأصوات ومرشح تحالف الأمة المعارض كمال كيليجدار أوغلو على 48.1% قبل توزيع الأصوات المترددة.وشمل الاستطلاع 3 آلاف 950 شخصاً في 28 محافظة، قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسة، بحسب صحيفة “زمان” التركية.
وعندما يتم توزيع هذه المعدلات بين المترددين، ترتفع هذه المعدلات إلى 49.2% لأردوغان و50.8% لكيليجدار أوغلو.وتحدى أردوغان (69 عاما) استطلاعات الرأي وحقق تقدما مريحا بخمس نقاط تقريبا على منافسه كمال كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى في 14 مايو الجاري. لكنه فشل في الحصول على نسبة 50+1% المطلوبة لحسم الجولة الأولى.ويري الخبراء أن أصوات الأكراد في تركيا الذين يشكلون حوالي 20 % من السكان ربما يكون لهم القول الفصل في حسم تلك الإنتخابات.وكمال كليتشدار أوغلو هو مرشح تحالف الأمة المعارض المكون من ستة أحزاب، ويتزعم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك. وكافح معسكره لاستعادة الزخم بعد صدمة تفوق أردوغان في الجولة الأولى.
وتعهد كليجدار أوغلو بالعودة في حال فوزه إلى السياسات الاقتصادية التقليدية والابتعاد على سياسات أردوغان.كما قال إنه سيسعى لإعادة البلاد إلى نظام الحكم البرلماني وإلغاء النظام الرئاسي التنفيذي الذي اقتنص أردوغان الموافقة عليه عبر استفتاء عام 2017.ومؤخراُ أعلن المرشح الرئاسي الذي حل بالمركز الثالث فى الجولة السابقة سنان أوغان، إنه يؤيد أردوغان على أساس مبدأ “النضال المستمر الإرهاب”، في إشارة إلى الجماعات الموالية للأكراد. وحصل أوغان على5،7% من الأصوات.لكن حزب التغيير والديمقراطية في تركيا، وهو جزء من تحالف الأجداد الذي يقوده سنان أوغان، أعلن قراره بدعم تحالف الأمة الذي يقوده كمال كيليجدار أوغلو في جولة الإعادة.وأعلن قومي آخر، هو أوميت أوزداغ زعيم حزب الظفر المناهض للهجرة، عن اتفاق يعلن دعم حزبه لكليتشدار أوغلو، بعد أن قال إنه سيعيد المهاجرين إلى أوطانهم. وفاز حزب الظفر بنسبة 2،2% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي أجريت هذا الشهر.وتجدر الإشارة الي أن تركيا هي أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم، حيث يوجد بها حوالي خمسة ملايين مهاجر، منهم 3.3 مليون سوري، بحسب بيانات وزارة الداخلية.وأيد حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى، ولكن بعد ميله إلى اليمين للفوز بأصوات قومية، لم يسمه صراحة وحث الناخبين على رفض “نظام الرجل الواحد” لأردوغان في جولة الإعادة.وتأتي الإنتخابات أيضاً وسط أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها تركيا منذ عقدين وبعد الزلازل المدمرة التي ضربت شرقي البلادفي فبراير الماضي.ولن تحدد الانتخابات فحسب من سيحكم تركيا، ولكن أيضا اتجاهات اقتصادها بعد أن انخفضت عملتها إلى عشرة % من قيمتها مقابل الدولار خلال عقد من الزمن وكذلك شكل سياستها الخارجية التي أثارت غضب الغرب بسبب تعزيز تركيا لعلاقاتها مع روسيا والصين.