جدة في 27 أكتوبر /أ ش أ/ نظم اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، اليوم /الأحد/، مائدة مستديرة تحت عنوان “نحو إعلام إنساني.. دور الصحافة في دعم العمل الإنساني وإبراز الجهود الإغاثية”، وذلك بمشاركة عدد من مديري وكالات الأنباء وخبراء العمل الإنساني الدولي.
جاء ذلك على على هامش المؤتمر الوزاري رفيع المستوى للمانحين بشأن الأزمة الإنسانية في منطقة الساحل وبحيرة تشاد، والذي انطلقت فعالياته أمس /السبت/ بمقر منظمة التعاون الإسلامي بجدة، بتنظيم مشترك بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال المدير العام لاتحاد وكالات الأنباء محمد بن عبد ربه اليامي، في مستهل المائدة المستديرة بحسب بيان للاتحاد، “إن الإعلام هو أحد العناصر الرئيسة في معادلة الاستجابة للأزمات الإنسانية، ولهذا نجد العاملين في الحقل الإنساني يراهنون على قوة الإعلام وانتشاره لتسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية وتشجيع الاستجابة لها عبر أنشطة الدعم والإغاثة”.
وأضاف: “هناك بعض التحديات التي قد تحول دون قيام الإعلام بهذا الدور، بما في ذلك الأجندات الخاصَة لبعض وسائل الإعلام في التعاطي مع الأزمات، بحيث تبرز بعضها وتتجاهل البعض الآخر دون معايير واضحة، حتى أصبح مصطلح “الأزمات المنسية” شائعاً في هذا المجال، وذلك في إشارة إلى الأزمات التي غابت عن عدسات الإعلام فغابت عن التداول العام، رغم ما تنطوي عليه من مآسٍ ومصاعب”، داعيا إلى تعزيز الشراكة بين المؤسسات العاملة في المجال الإنساني، وفتح قنوات اتصال مباشرة لتنسيق التغطيات الإعلامية لجهود المنظمات الإنسانية ومبادراتها.
ومن جهته، أشار المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور سامر بن عبدالله الجطيلي إلى مفهوم “الاتصال من أجل التنمية”، والذي يعد نهجا تواصليا تشاركيا يركز على تحقيق النتائج المرجوة ويسعى إلى الاستفادة القصوى من تأثير المبادرات الإنمائية واستدامتها، مضيفا أن هذا المفهوم، الذي يعد محورياً متى ما تحدثنا عن دور الإعلام في دعم العمل الإنساني، يرتكز على “الاتصال الإقناعي”، والذي يسعى لتحقيق التأثير على المجتمع بمنظماته وأفراده، تحقيقاً للتنمية المجتمعية الشاملة.
وتطرق إلى عملية تخطيط الاتصال من أجل التنمية، موضحا أن هذه العملية تشمل عدة محاور، بما في ذلك تحديد أصحاب المصلحة، وبناء الخطة الاتصالية، إضافة إلى تكوين فرق العمل وإنشاء مجموعات التركيز، وتنمية التعاون والشراكات المحلية.. وحث ممارسي الاتصال من أجل التنمية على تغطية الأثر بشكل احترافي والتركيز على القصص الإنسانية في تغطية الأثر ووصوله.
وبدوره، دعا المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات (وام) الدكتور جمال بن ناصر الصويدر إلى إطلاق مبادرات في إطار اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي لتعزيز التحرك المشترك لوكالات الأنباء الأعضاء في مجال تناول القضايا الإنسانية، وإبراز جهود دول المنظمة التعاون الإسلامي هذا الجانب.
ومن جانبه، استعرض المدير العام لوكالة أنباء مالى موسى ديارا جوانب من عمل وكالات الأنباء في مجال الإعلام الإنساني، مؤكدا أن الوكالات يمكن أن تسهم في رفع الوعي وحشد الدعم المالي والتبرعات للتخفيف من الأزمات الإنسانية، فضلاً عن إعطاء تحذيرات مبكرة.. كما أكد مدير وكالة أنباء جيبوتي الدكتور عبد الرزاق علي درنيه الدور المحوري للإعلام في تعزيز انخراط المجتمع في التعاطي مع الأزمات الإنسانية.
واستعرض مدير عام وكالة أنباء الكاميرون بابا وامي جانباً من تعاطي وسائل الإعلام في الكاميرون ومنطقة غرب إفريقيا مع الأزمات الإنسانية التي تشهدها المنطقة، مشيرا إلى أن هذا التعاطي لعب دوراً مهماً في التخفيف من وطأة هذه الأزمات، فيما لفت نائب مدير وكالة الأنباء الباكستانية إقبال مدثر إلى ضرورة تعزيز وسائل الإعلام لتعاونها مع المنظمات الإغاثية الدولية، مؤكدا أنه من خلال العمل بشكل وثيق مع مؤسسات، مثل مركز الملك سلمان للإغاثة، يمكن أن نضمن كإعلاميين أن تغطياتنا ليست دقيقة فقط بل أيضا متماشية مع الحقائق على الأرض.
واستعرض مدير عام وكالة الأنباء التشادية خليل محمد إبراهيم بعض التحديات التي تواجهها وكالات الأنباء في منطقة الساحل الإفريقي في سبيل الاضطلاع بدور فاعل في مجال الدعم الإنساني، مشيراً إلى قلة الإمكانيات وانعدام المساحات الإخبارية الخاصة بالمحتوى الإنساني، إضافة إلى ضعف التنسيق مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
وفي ختام المائدة المستديرة، تم إصدار جملة من التوصيات، شملت تعزيز التبادل الإخباري بين وكالات الأنباء ووسائل الإعلام عموماً في المحتوى الإخباري الإنساني، وتعزيز التنسيق والشراكة وقنوات الاتصال بين وسائل الإعلام والمؤسسات الإغاثية الدولية، وتعميق مفهوم “الاتصال من أجل التنمية” في وسائل الإعلام، بما يخدم التنمية الشاملة للمجتمع، والتركيز في التغطية الإعلامية على القصص الإنسانية والطابع الفردي للأزمات بعيداً عن لغة الإحصائيات التي قد تختزل المعاناة الإنسانية في مجرد أرقام، والعمل على بناء قدرات المهنيين العاملين بمجال الاتصال الإنساني، إضافة إلى التنبه للمعلومات المغلوطة في الإعلام الإنساني والسعي لتصحيحها للتأكد من تلقي المحتاجين للمعلومات الصحيحة بشأن المساعدات وغيرها من قضايا العمل الإنساني.
ف ط م
/أ ش أ/