إعداد: أحمد التلاويفي الثاني من أغسطس الماضي، انفرد موقع “بوابة الجمهورية الثانية”، نقلاً عن المصادر الخاصة بالموقع بنشر خبر عن تصفية الجيش الإسرائيلي لاثنين من قادة حركة “حماس”، وهما روحي مشتهى وسامح السَّرَّاج، في أحد أنفاق غزة.واليوم، وبعد شهرَيْن من ذلك، خرج الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بمنشور على موقع “X”، أعلن فيه أن الجيش الإسرائسلي وجهاز الأمن العام “الشاباك”، قضيا على كل من عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، روحي مشتهى، الذي يوصف بأنه الحاكم العام للحركة في قطاع غزة، والذراع اليمنى لرئيس مكتبها السياسي، يحيى السنوار، بالإضافة إلى القياديَّيْن سامح السَّرَّاج الذي عرَّفه على أنه “المسؤول عن ملف الأمن لدى المكتب السياسي” لحركة “حماس”، وسامي عودة الذي عرَّفه بأنه “رئيس جهاز الأمن العام” في “حماس”.
وأضاف أن طائرات حربية هاجمت القياديين الثلاثة “قبل ثلاثة أشهر بناء على توجيه استخباراتي دقيق”، مشيرًا إلى أنهم “اختبؤوا داخل مَجْمَع تحت أرضي” شمال قطاع غزة، وهو مصطلح تطلقه الأوساط العسكرية الإسرائيلية على غرف العمليات الخاصة بحركة “حماس” الموجودة في الأنفاق، في قطاع غزة.ولكن من المستغرَب أنْ يتأخَّر الجيش الإسرائيلي في الإعلان عن هذه العملية، لمدة ثلاثة أشهر، ولا يمكن قبول تفسير أن الجيش الإسرائيلي وجهاز “الشاباك” أجَّلا الإعلان لحين التأكُّد من هويات القتلى في تلك العملية؛ حيث إن الجيش الإسرائيلي يسيطر عملياتيًّا على شمال القطاع منذ أشهر طويلة، وله حرية كبيرة في الحركة هناك.
ولذلك، فإنه من المرجَّح أن الجيش الإسرائيلي أجَّل الإعلان لأسباب أمنية متعلقة بالكيفية التي تم بها الوصول إلى هذا المَجْمَع تحت الأرضي الذي أشار إليه المتحدث العسكري الإسرائيلي في تصريحه، للحفاظ على سرية المصادر وطرق عمل الجيش الإسرائيلي وجهاز “الشاباك” في غزة.
ولكن جاءت الخسائر الكبيرة التي عاناها الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشمالية على يد “حزب الله” اللبناني، وكذلك الهجمات المتواصلة بالصواريخ والمُسَيَّرات الهجومية من اليمن ولبنان، بالإضافة إلى الهجوم الصاروخي الإيراني واسع النطاق الذي وقع قبل يومَيْن، وأوقع خسائر ببعض القواعد الجوية الإسرائيلية، مثل قاعدة “نيفاتيم” الإستراتيجية، لكي تدفع السلطات العسكرية والأمنية الإسرائيلية للإعلان عن هذا الخبر.
ومن المرجَّح أن السلطات الإسرائيلية أرادت من ذلك رفع الروح المعنوية للجبهة الداخلية، والتي تزعزعت بفعل تطورات الأيام الماضية، وعنف المعارك في الشمال، بشكل لا يُنبئ بعودة قريبة للسكان الإسرائيليين إلى منازلهم في الجليل، وهو ما يمثِّل هزيمة سياسية كبيرة بالنسبة لحكومة اليمين الحاكمة هناك برئاسة بنيامين نتنياهو.
وارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي في العمليات في لبنان، إلى تسعة، بعد إعلانه الأربعاء، 2 أكتوبر، عن مقتل ضابط برتبة نقيب، ليُضاف إلى ثمانية قُتِلوا قبل يومَيْن، خلال محاولة توغُّل في جنوب لبنان، بينما ترفع مصادر “حزب الله” اللبناني، ومصادر إعلامية أخرى، عدد القتلى من العسكريين الإسرائيليين، إلى عشرين قتيلاً.