الإسماعيلية -صبرى غانم
شهد اللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، مساء اليوم الإثنين، حفل ليالي جسور “ليلة الخال عبدالرحمن الابنودي”، والذي نظمته مبادرة “جسور” لدعم التعليم وأقيم على مسرح المدرسة الفنية التجريبية لتكنولوجيا المعلومات بحي ثالث مدينة الإسماعيلية.
بحضور اللواء طارق محمود اليمني السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية، الدكتور محمود حمزة المنسق العام لمبادرة “جسور”، الدكتور علي حطب مدير المكتب الفني للمحافظة، العميد وائل حمزة رئيس مركز ومدينة الإسماعيلية، دكتورة رشا فرحان مدير مكتب متابعة المحافظ، أحمد العايدي المستشار الاعلامى لمبادرة جسور، ولفيف من القيادات التنفيذية وقيادات مديرية التربية والتعليم بالإسماعيلية.
وفي كلمته، قال محافظ الإسماعيلية “نجتمع اليوم لنحتفي بشاعر العامية المصرية الراحل عبد الرحمن الأبنودي، أو كما اعتدنا أن نقول عنه “الخال”، أيقونة الإبداع الشعبي، الذي كان صوتًا نابضًا يُعبِّر عن آلام وأحلام المصريين”.
مضيفًا “كان لنشأته في قرية أبنود بمحافظة قنا، وتأثره بتراث الصعيد العريق عظيم الأثر في أعماله؛ فقد كانت انعكاسًا لبيئته وأرضه وأصوله، وكانت النتيجة أعمالًا مميزة خالدة، منها السيرة الهلالية، الأرض والعيال، جوابات حراجي القط، والزحمة”.
قدَّم الأبنودي أعمالًا أصبحت جزءًا من الذاكرة الثقافية، ويظهر ذلك في تعاونه مع عمالقة الغناء العربي مثل العظيم عبد الحليم حافظ في أغنية (عدى النهار)، والفنانة المبدعة شادية في أغنية (يا أسمراني اللون)، والنجم الكبير محمد منير، والذي كان له نصيب الأسد في الكثير من الأعمال.
مؤكدًا “تميَّز الأبنودي بصدق كلماته التي لامست قلوب الملايين؛ فكتب عن الوطن والحب والحياة البسيطة،
مضيفًا، رغم أن عبد الرحمن الأبنودي وُلد ونشأ في صعيد مصر، إلا أنه اختار الإسماعيلية لتكون ملاذه الهادئ في سنوات عمره الأخيرة”.
ولأنه من عشاق الأرض، فقد ارتبط الشاعر الكبير بمنطقة الضبعية، حينما وطأت أقدامه بها للمرة الأولى؛ فاختار الاستقرار بها حتى باتت الإسماعيلية وطنه الجديد، وكذلك أمنيته الأخيرة كانت بأن يُدفن بها.
لقد أحب الهدوء والبساطة، وكان منزله في الإسماعيلية مقصدًا للفنانين والمثقفين الذين كانوا يتوافدون عليه للتعلم من تجربته الشعرية والإنسانية وتبادل النقاشات حول قضايا الوطن والثقافة حتى وفاته عام 2015، وبقى ذِكر الأبنودي في الإسماعيلية مرتبطًا بإنسانية “الخال” وكرمه الذي ترك أثرًا في نفوس من عرفوه عن قرب.
مختتمًا، لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر لمبادرة “جسور” على تنظيم هذه الفعالية الممتعة على أمل لمزيد من تلك الفعاليات التي تثري الحياة الثقافية على أرض الإسماعيلية وانتهز هذه المناسبة للتأكيد على مبادرة “الإسماعيلية عاصمة الثقافة والفنون” خلال عام 2025، والتي نستهدف منها تعزيز مكانة محافظة الإسماعيلية كمركز إبداعي وفني من خلال تنظيم فعاليات ثقافية كبرى، وتوفير منصة للمبدعين والفنانين من أبناء الإسماعيلية لعرض أعمالهم وإبراز إمكانياتهم، مع دعم مشاريعهم وتشجيع الابتكار وكذلك تعزيز التبادل الثقافي وإبراز الإسماعيلية على خريطة السياحة الثقافية والإبداع العالمي.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمود حمزة المنسق العام لمبادرة جسور، على سعادته بتنظيم احتفالية “ليلة الخال عبدالرحمن الأبنودي” بمحافظة الإسماعيلية، والتي عاش بها الشاعر الراحل في سنواته الأخيرة ودُفِن بها، في أولى فعاليات ليالي مبادرة جسور.
مؤكدًا على أن المشروع يعتمد على عدة محاور رئيسية، وهي التدريب والتنمية المهنية المستدامة للعاملين بمدارس التعليم العام (رياض الأطفال –المرحلة الابتدائية – المرحلة الإعدادية)، بمحافظة الإسماعيلية من القيادات التربوية والمعلمين والإداريين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين.
ومرحلة قياس الأثر من خلال برنامج الزيارات الميدانية وتدريب كوادر التقييم العلمي والأكاديمي (فريق TOT)، برنامج رعاية الطلاب المتفوقين واكتشاف ورعاية الطلاب الموهوبين.
وخلال الحفل، قام اللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، بتكريم الإعلامية القديرة نهال كمال زوجة الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي.
وعقب التكريم، وجَّهت زوجة الشاعر الراحل، الشكر لمحافظ الإسماعيلية على تكريم الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي والاحتفاء به، معربة عن سعادتها البالغة لموافقة محافظ الإسماعيلية على إطلاق اسم الراحل عبد الرحمن الأبنودي على أحد مدارس المحافظة، ووجهت الشكر لمبادرة جسور على إقامة ليلة الخال عبدالرحمن الأبنودي، كما قامت بتناول مقتطفات من سيرة الخال عبدالرحمن الأبنودي وأهم أعماله في الشعر والحوار والأعمال التليفزيونية.
واختتم الحفل، بتقديم أوبريت “اتوحشتنا يا خال” بطولة الفنان طارق الدسوقي، الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، الفنان هاني كمال، والشاعر محمد بهجت، وبمشاركة “فرقة إبهار مصر الغنائية”.
تم خلاله تقديم عدد من القصائد الوطنية التي كتبها الراحل عبدالرحمن الأبنودي، ومنها قصيدة بنلف في دواير، قصيدة العمة يامنة، وأغنية (عدى النهار) ويا بيوت السويس) وأغنية (وأنا كل ما أقول التوبة) و(متمنعوش الصادقين) وأغنية (أحلف بسماها وبترابها).
وكان اللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، ومحمد جبران وزير العمل والدكتور حسام بدراوي رئيس اللجنة الاستشارية لمؤسسة التعليم أولًا ومبادرة جسور، قد أعلنوا عن انطلاق مبادرة جسور لدعم التعليم الفني مبادرة “جسور” بمحافظة الإسماعيلية، بمسرح المدرسة الفنية التجريبية المتقدمة لتكنولوجيا المعلومات.
بجانب مبادرة “التدريب من أجل التشغيل”، للاهتمام بطلبة التعليم الفني والخريجين وذوي الهمم والمرأة المعيلة للتدريب على المهن الحرفية المختلفة والتي يحتاجها سوق العمل؛ من أجل فتح فرص عمل خاصة بهم ودفع عجلة الإنتاج.
ومن الجدير بالذكر، أن العمل بالمشروع يستمر على مدار ثلاث سنوات؛ بهدف رفع الكفاءة المهنية والتربوية للعاملين بقطاع التعليم العام من مرحلة رياض الأطفال، وحتى نهاية مرحلة التعليم الأساسي بمحافظة الإسماعيلية، لتشمل (434 مدرسة)، (8713مدرس)، (1000 قيادة تربوية)، (957 أخصائي نفسي واجتماعي)، و798 إداري) بصورة إحصائية مبدئية، 56مدرسة تعليم مجتمعي يعمل بها 174 معلم.
الإعلامية-نهال-كمال-أرملة-الابنودى