الملخص:

  • الموت حقيقة الحياة، وتبقى الصفات الحسنة والذكريات مع الناس وتنتقل عبر السنين والعصور، فالراحلون يحتفظون بمكانتهم في الذاكرة ولا يُنسون.
  • حب الناس نعمة عظيمة، وقال الحديث النبوي: “إذا أحب الله عبداً فأحببه الجنة وأهل السماء وأصحاب القرار ويرضي له أهل الأرض”.
  • أتى الناس من كل مكان لحضور جنازة محمود بكري في قريته بقنا، وكان المشهد مهيبًا ومؤثرًا ولم يتحدث الناس إلا عن سيرته العطرة وتواضعه، وذلك يشهد على المحبة التي كان يتمتع بها المتوفى.
  • كانت “الإنسانية” المبدأ المحوري لمؤسسة “المقال الإخباري” على مدى 25 عامًا، وانفردت بروح الأسرة التي تميزت بها عن غيرها من المؤسسات الإعلامية.
  • عملت بجانبه 25 عامًا فتعلّمت الكثير: القيم والمبادئ والاحترام والحب والأخلاق والعطاء. كان عاشقًا لبلده وداعمًا لقضايا الأمة وغرس فينا روح الانتماء.
  • فرد عملاني وإنساني، داعم للصغار قبل الكبار، كلماته تحفيزية دفعتنا للاجتهاد، رسائل دعم وتشجيع وتقديره لجهودنا عادية.
  • د. محمود بكري، إنسان شهم وجدع ومهذب، يحنو على الآخرين، يستمع للبسطاء ويساعدهم، شارك في جمعية محبي مصر وطاقة الخير المبادرة لدعم المواطنين.
  • رحلت عنا جسدك الطاهر، ولكن سيرتك الطيبة وأعمالك ستظل في قلوبنا، فأنت نموذج للقيم والأخلاق التي تعلمناها، وستظل سيرتك العطرة كتابًا مفتوحًا دائمًا أمام أعيننا.

يبقى الموت هو الحقيقة الوحيدة فى الحياة.. ويرحل الانسان ولايبقى سوى الذكرى الطيبة والصفات الحسنة.. .يتداولها ويرويها الناس. وعلى مر السنين والعصور هناك من رحلوا ولكن يظلون عالقين في الذاكرة ولا يسقطون منها. وتبقى ذكراهم الجميلة.

وحب الناس نعمة لا تقدر بثمن.. والحديث النبوى الشريف يقول: “إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض”.

والدكتور محمود بكري من هؤلاء الذين أحبهم الناس.. ولمَ لا ومسيرته حافلة بالعطاء ومواقفه الإنسانية وأخلاقه الحميدة شاهد على ذلك؟

وهذه الجموع التي توافدت لحضور الجنازة والعزاء فى مقر قريته المعنا بمحافظة قنا شاهد على هذه المحبة.. كان المشهد مهيبا.. توافد الكثيرون من كل الأنحاء وعلى اختلاف الأطياف ليودعوه بقلوب مكلومة وعيون تذرف الدموع لما خلفه من أثر طيب. لاحديث سوى عن سيرته العطرة وذكراه الطيبة وتواضعه. كل ذلك كان بمثابة شهادة حب للراحل الغالى محمود بكري.

كانت ” الإنسانية ” هى المبدأ الذى يحكمه فى كل قراراته وأعماله.. ولعل ذلك ما لمسناه داخل مؤسسة “المقال الاخباري” على مدى أكثر من 25 عامًا.. كانت روح الأسرة هي التي انفردت وتميزت بها ” المقال الاخباري ” عن باقى المؤسسات الصحفية والإعلامية.

لقد عملت بجانبه أكثر من 25 عاما تعلمت منه الكثير والكثير.. تعلمت القيم والمبادئ الأصيلة والاحترام وحب الجميع بدون استثناء والتعامل مع الجميع برقي وأخلاق.. تعلمت قيمة العطاء.. كان عاشقا لبلده ووطنه وداعمًا لقضايا الأمة .. غرس فينا روح الانتماء.

كان حريصًا على حضور كل المناسبات للزملاء.. يشاركهم أفراحهم وآلامهم.. اقترب من الجميع.. تجده دائما فى المقدمة.

ورغم إنسانيته فإنه فى العمل لا يعرف المجاملة يدعم الصغير قبل الكبير.. كانت كلماته حافزًا لنا للعمل تدفعنا للاجتهاد.. ولم يكن من الغريب أن تجد منه رسالة دعم وتشجيع وتقدير لما تبذله من جهد.

كان د.محمود بكري بحق إنسانا صعيديا شهما جدعا متواضعا مهذبا تجده يحنو على عجوز.. ويقف بين البسطاء يستمع لشكاواهم ويلبى مطالبهم.. كانت جمعية محبى مصر وطاقة الخير من المبادرات التى تسهم فى تقديم العون للمواطنين ومساندتهم.

أخي وأستاذي.. لقد رحل جسدك الطاهر عن عالمنا ولكن سوف تبقى أعمالك وسيرتك الطيبة سوف تظل في قلوبنا سوف تظل سيرتك العطرة كتابا مفتوحا دائما أمام أعيننا.. سوف تبقى النموذج الذي تعلمنا منه على مدى سنوات طويلة.. نعاهدك أن نحافظ على ما تعلمناه من قيم وأخلاق.

رحل محمود بكري ولكن تبقى سيرته الطيبة وماقدمه نموذجا يتحاكى عنه الجميع رحل محمود بكري وهو فى وجدان كل من اقترب منه وتعامل معه..

رحلت الابتسامه الجميلة.. رحل القلب الطيب

ولكن يبقي فراق الموت.. هو أقسي فراق.. هو أقسي وجع.

وداعا الكاتب الصحفي الجميل الخلوق والمبدع والإنسان والصديق محمود بكري.. تتنزل عليك الرحمات في كل وقت وحين.

اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جنانك.. اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك أن تنزل عليه الضياء في قبره وتؤنس وحشته.. يارب العالمين.

By naser ali

محرر بخبرة تتجاوز 13 عامًا في الصحافة الاقتصادية. يعمل حاليًا في جريدة المقال حيث يركز على تحليل الأسواق العالمية والتحولات الاقتصادية الكبرى. يقيم في الكويت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *