دبي في 5 ديسمير /أ ش أ/ أكد مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أسامة الجوهري أنه من الضرورى لتعزيز العمل المناخي أن يتم تكثيف العمل لزيادة المنح الدولية لدفع حركة الاستثمارات المناخية، مع دعم البنية التحتية اللازمة لخلق بيئة جاذبة لتلك الاستثمارات، خاصة في البلدان النامية، مع وضع أجندة أولويات تمويل المناخ على المستويات الوطنية، إلى جانب دعم الحكومات لإحداث التوافق المطلوب بين برامج المالية العامة وأهداف تمويل المناخ من خلال صياغة “سياسات مالية خضراء”.
جاء ذلك خلال مشاركة أسامة الجوهري في جلسة “القضايا السياسية والاستراتيجية التي تواجه العمل المناخي الدولي” على هامش مؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) بمدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبدعوة من مركز “تريندز” الإماراتي للبحوث والاستشارات، وفي إطار الشراكة الوثيقة بين الجانبين.
وأشاد الجوهري بجهود حكومة دولة الإمارات في تنظيم المؤتمر، وبمشاركة كبيرة من مختلف البلدان والقادة، مثمنًا نجاح المؤتمر في اعتماد قرار بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، والذي تم الاتفاق على إنشائه خلال الدورة السابقة للمؤتمر (COP27) بمدينة شرم الشيخ، بهدف مساعدة الدول الأكثر تضررًا من آثار تغير المناخ.
وقال إنه “منذ عام 2009، اتفق المجتمع الدولي على ضرورة حشد الموارد المالية لدعم البلدان الأكثر تأثرا بتحديات التغير المناخي، وذلك من خلال حشد 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2020، لكن العالم لم يحرز تقدما في ذلك الاتجاه منذ ذلك الحين، وهو ما جعل الاتفاق على تفعيل صندوق الخسائر والأضرار خلال قمة (COP28) بمثابة قرار تاريخي”.
وحول أهمية الدفع باتجاه زيادة التمويلات الموجهة لتعويض الخسائر والأضرار الناتجة عن ظواهر التغير المناخي، لفت الجوهري إلى تقرير حديث صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة بعنوان: “تقرير فجوة التكيف 2023″، والذي أشار إلى أن برامج التكيف مع التحديات المناخية تحتاج إلى تمويلات أكبر من تدفقات التمويل العام الدولي بمقدار يتراوح من 10 إلى 18 مرة، إلا أن التقرير نفسه أشار أيضا إلى أن تدفقات التمويلات المناخية قد انخفضت بنسبة 15% في عام 2021.
وأضاف الجوهرى أن “الإخفاق في الوفاء بالتعهدات البالغة 100 مليار دولار لتمويل تحديات المناخ، قد يؤدي إلى تحمل المزيد من الخسائر والأضرار بالنسبة للدول الأكثر تعرضًا للتحديات المناخية، وكذلك تحمل المزيد من التكاليف المرتفعة لذلك الأمر مستقبلا، خاصة في ظل عدم تكثيف الإجراءات المطلوبة للحد من الفجوة المالية الحالية”، مشيرا إلى أنه من المقرر أن تحتاج البلدان النامية إلى حوالي تريليون دولار سنويًا لتمويل الاستثمارات المناخية بحلول عام 2025، لترتفع إلى ما يقرب من 2.4 تريليون دولار سنويا بين عامي 2026 و2030، لسد فجوة التمويل الحالية.
وطالب بضرورة تعزيز حوكمة التمويلات المناخية وتطبيق آليات الموازنة المستدامة، بالإضافة إلى متابعة مدى كفاءة مصادر التمويل، مشيرًا إلى ضرورة تقديم آليات للتمويل المبتكر في ضوء التحديات التي تواجهها البلدان النامية مع تشجيع مشاركة القطاع الخاص في التمويلات المناخية من خلال خلق بيئة داعمة للاستثمار المناخي، وتطوير نماذج جديدة للتمويل متعدد الأطراف.
أ م ق/أ د ه/ ف ط م
/أ ش أ/