لشبونة في 15 مايو /أ ش أ/ أكد منتدى الحوار العالمي في لشبونة، الذي ينظمه مركز الحوار العالمي (كايسيد)، أهمية تعزيز قيم التسامح والسلام والمحبة والوحدة واحترام التنوع بين جميع المجتمعات في العالم.
جاء ذلك خلال جلسات المنتدى المنعقد في لشبونة بمشاركة مفتي الديار المصرية شوقي علام وقيادات دينية ورؤساء دول وقادة الأمم المتحدة وممثلي المجتمع المدني ووفود شبابية.
وأكد الأمين العام لمركز الحوار العالمي “كايسيد” ورئيس منتدى “كايسيد” العالمي للحوار الدكتور زهير الحارثي، أن “كايسيد” ملتزم بمستقبل يقوم على التصدي لجميع أشكال العنف والكراهية مع التأكيد على تعزيز التسامح والوحدة واحترام التنوع بين جميع المجتمعات.
ومن جانبه، قال إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد في كلمته بالمنتدى: “عبر الحوار وبالحوار نمد أيدينا للتعاون بين كل القوى الفاعلة من أجل تحقيق الأهداف النبيلة، إيماناً بقوة العمل والشراكة الحقيقية على الرغم من تنوعنا الثقافي والديني، لنبني السلام المنشود ونحافظ على كرامة الإنسان في كل بقاع العالم”، لافتاً إلى أن الحوار الحقيقي يمكن أن يبني شراكات وتحالفات متينة، ويوحد أصواتاً متعددة من مختلف أنحاء العالم، ويوجهها نحو التزام مشترك، بتعزيز السلام والتضامن من أجل إعلاء القيم الإنسانية والحق بالعيش الكريم لكل الناس بسلام.
وأضاف أن الحوار أصبح ركيزة أساسية وضرورية لتحقيق السلام العادل والشامل، وترسيخ القيم الأخلاقية في المجتمعات كلها، وتعزيز ثقافة الحوار ومبادئه يعد خطوة أساسية نحو تحصينها من التطرف والكراهية .. مشيراً إلى أن الدين الإسلامي يقوم على مبدأ العدل والمساواة بين الناس، ويدعو إلى التسامح والاعتدال والتفاهم بين الشعوب والدول.
وسلط هاينز فيشر، الرئيس النمساوي السابق، في كلمته الافتتاحية، الضوء على أهمية الحوار في سياق متحول على خلفية النزاعات العنيفة الحالية، ومنها الحروب في أوكرانيا وغزة.
وقال فيشر: “ينبغي أن نتحد جميعا – سياسيون وقيادات دينية وأشخاص عاديين – في العمل من أجل السلام وحقوق الإنسان والمساواة».
وشدد أوغستو سانتوس سيلفا، وزير خارجية البرتغال السابق والرئيس الخامس عشر لجمعية الجمهورية، في كلمته أيضا على الدور الحاسم للحوار في الشؤون العالمية الحالية.
وقال سيلفا: «في أوقات الاضطرابات الاجتماعية والاستقطاب السياسي والصراعات المسلحة في أجزاء كثيرة من العالم، علينا أن نبذل قصارى جهدنا لإعادة بناء الثقة وتعزيز التواصل والحوار بين مختلف المناطق والثقافات والحضارات، وينبغي أن يكون أساس هذا الحوار هو الالتزام الواضح بحقيقة أن اختلافاتنا تثري العالم، والعالم هو مسؤوليتنا المشتركة».
وتحدث فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، عن حتمية الحوار في المجتمع المعاصر، وقال : «إن مسؤوليتنا عن تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات ليست مجرد التزام أخلاقي، بل إنها ضرورة ملحة لضمان وحدة نسيج المجتمع الإنساني وإنقاذ الأجيال المقبلة من الوقوع في براثن التطرف والكراهية والعنف والتعصب».
واستمع المشاركون في المنتدى إلى الكلمات التي بينت أن الحوار يمكن أن يخفف من حدة العديد من التهديدات للسلام الدائم، ومن ضمنها المظالم التي لم تحل بعدُ والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، وبخاصة تلك التي تتعرض لها الأقليات.
وشملت نتائج المنتدى العالمي خطة شاملة لمعالجة قضايا السلام العالمي والتماسك الاجتماعي ووضع خطط عمل لإعطاء الأولوية للحوار من أجل التنمية الشاملة ووضع برامج مشتركة ترمي إلى تعزيز تنفيذ مبادرات الحوار حيثما تمس الحاجة إليها.
م س ع
أ ش أ