نيروبي في 9 ديسمبر/أ ش أ/ أكد السفير وائل نصر الدين عطية، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيروبي ضرورة ألا تتشتت الأنظار نتيجة التطورات الإقليمية المتسارعة عما يحدث فى غزة، بل وفى الضفة الغربية والقدس الشرقية أيضاً، إذ إن قضية الشعب الفلسطينى ستظل القضية المركزية فى الشرق الأوسط مادام الاحتلال .
وأضاف في كلمة مصر -أمام اجتماع لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي لإحياء اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني- أن هذا الاجتماع يأتي في ظل حالة عصيبة من الاضطراب تضرب الشرق الأوسط بأكمله، فما بدا للبعض قبل أربعة عشر شهراً أنه مجرد تصعيد محدود ومؤقت استفحل الآن وجر أطرافاً أخرى، فى توسع غير مسبوق لدائرة الصراع صار يهدد أكثر من أى وقت مضى بخروج الأمور عن نطاق السيطرة.
وتابع:” وبينما تستمر آلة الحرب فى حصد أرواح أبناء الشعب الفلسطينى، نتساءل -بعدما تجاوز عدد القتلى خمسة وأربعين ألفاً أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ- عن العدد الكافى لكى يتحرك المجتمع الدولى لوقف هذه المجزرة الإنسانية… بل نتساءل عن مغزى إحياء المجتمع الدولى لليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني في الوقت الذى يتعرض فيه الفلسطينيون يومياً للتنكيل والاعتقال، والتهجير القسرى والقتل العشوائى، بوحشية غاشمة لا يمكن وصفها إلا بالإبادة الجماعية التى لم تر الإنسانية مثيلها منذ وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها”، مضيفاً أن الأدهى بل الأدهى أن الوعيد لازال ينهال على الشعب الفلسطينى بالمزيد.
وتساءل السفير نصر الدين كيف للعالم أن يحتفل غداً باليوم العالمى لحقوق الإنسان بينما يتساقط أبناء الشعب الفلسطينى واحداً تلو الآخر ضحية الجوع والعطش والبرد القارص ونقص الدواء؟!!! و كيف يستمر العالم في التشدق بالقيم الإنسانية والتحضر والحقوق والحريات بينما تُستباح ذات القيم في الأراضى الفلسطينية المحتلة؟!!!
وأكمل: “و كيف يمكن لدعاة حماية القيم الإنسانية أن يبرروا لشعوبهم –بل للتاريخ- أنهم لا يحركون ساكناً لرفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطينى لعقود ممتدة؟!!! أليست لحياة الإنسان الفلسطيني قيمة مثل غيره من البشر؟!!! أليس له الحق فى أن ينعم بالحرية والكرامة الإنسانية؟!!! أليس للشعب الفلسطينى نصيب من حقوق الإنسان؟!!!”
ونبه إلى أنه لم يعد هناك مجال لمزيد من المماطلة والتجاهل، وصار على دول العالم أجمع أن تدرك أن استمرار الحال يهدد السلم والأمن العالمى ويقود إلى تنامى الكراهية والعنف والراديكالية في الشرق الأوسط وما وراءه، وأن استمرار الحرب واتساع دائرتها ستطول العالم أجمع.
وأكد مندوب مصر لدى نيروبى أنه قد آن الأوان لمحاسبة مرتكبى تلك الجرائم الشنعاء، والامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
وشدد على ضرورة الحرص على ألا تغدو هناك فئة من الدول والشعوب تخضع للقانون وأخرى تدوسه بأقدامها ، وعلى أهمية التأكيد للقاصى والدانى أن المحكمة الجنائية الدولية تحاسب القائمين على الانتهاكات فى أى مكان، لا فى العالم الثالث فحسب.
وذكر بأن مصر استضافت الأسبوع الماضى المؤتمر الوزارى لدعم الاستجابة الإنسانية فى غزة، وأكدت على ضرورة الوفاء بالتعهدات التى قطعها المجتمع الدولى خلاله وإيصال رسالة قوية تعزز دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كونها الوحيدة القادرة على مساعدة الشعب الفلسطينى على ضوء ما اكتسبته من خبرات على مدار عقود، منبهاً إلى أنه لا تستطيع منظمة أو جهة أخرى –أياً كانت- أن تحل محلها.
وأضاف في هذا الصدد :” وإذ ترفض مصر بشكل قاطع تصفية القضية الفلسطينية لصالح توسع الاستعمار الاستيطانى، فإنها تحذر كذلك من مغبة وأد عمل الوكالة..”
وأبرز أن السلام العادل فقط هو الذى يمكن أن يقود إلى السلام الشامل، والسلام الشامل هو الذى يرسى قواعد السلام الدائم، مبيناً أن عقودا من الحروب فى الشرق الأوسط أثبتت أن غطرسة القوة لا تحقق الأمن، وأن حل الدولتين وحده هو الذى يمكن أن يحقق لإسرائيل أمنها.
وشدد على أنه قد آن الآوان لإحياء عملية سلام جادة، وفق جدول زمنى محدد، ينتهى بإقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب دولة إسرائيل، على أساس حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
س.ع
/أ ش أ/
صحيفة إلكترونية اخبارية متخصصه فى الشئون العربية واهم الاخبار