منى في 26 يونيو /أ ش أ/ يتسابق المتطوعون والمتطوعات خلال موسم الحج لهذا العام ومن خلال ثقافة تطوعية مميزة ، لخدمة ومساعدة حجاج بيت الله الحرام داخل المسجد الحرام وخارجه والطرقات المؤدية إليه وفي كافة أماكن تواجدهم.
ويتم تقديم كافة الخدمات التطوعية في مختلف المجالات من خلال برنامج ( شباب مكة في خدمتك ) ضمن مشروع تعظيم البلد الحرام التابع لجمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة.
وتعد مساعدة كبار السن وتسعية الحجاج العاجزين وذوي الاحتياجات الخاصة مجانا من أهم الأعمال التطوعية التي يحرص المتطوعون على تقديمها وذلك على مدار أربع وعشرين ساعة بالإضافة إلى خدمة الطائفين وتوجيههم وذلك بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج ( شباب مكة في خدمتك ) يعد من أهم البرامج التابعة لمشروع تعظيم البيت الحرام وأكثرها فعالية وذلك للدور الإنساني التطوعي الذي يعمل لخدمة قاصدي البيت الحرام وتقديم العون والمساعدة والمساهمة مع الجهات الأخرى ذات العلاقة لتقديم كافة الخدمات الاجتماعية والتثقيفية والتفاعلية .
من ناحية أخرى.. أكملت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، تغطية مسجد نمرة بمشعر عرفات بالسجاد الفاخر الذي
يأتي بمواصفات عالمية بمساحة تجاوزت 125 ألف متر مربع لكامل المسجد وكذلك تهيئة 1000 دورة مياه للرجال والنساء، وذلك في إطار استعدادات الوزارة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لهذا العام 1444هـ، لتوفير كل سبل الراحة والطمأنينة لهم، تماشياً مع توجيهات القيادة السعودية القاضية بتسخير كافة الإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن.
كما نفذت الوزارة حزمة من المشاريع التطويرية لمسجد نمرة ومنها معالجة أنظمة التكييف وتنقية الهواء التي تنتج هواء نقياً بنسبة 100% بالمئة مع طرد الهواء ميكانيكياً ليتم دخول الهواء النقي بمعدل مرتين في الساعة، للمحافظة على نسبة الأوكسجين ويضمن بيئة صحية للحجاج داخل المسجد، وأيضاً تطوير وصيانة (1000) من دورات المياه للرجال والنساء وتخصيص دورات مياه لذوي الإعاقة وممرات ومسارات خاصة لهم.
كما تم تزويد المسجد بكاميرات مراقبة وشاشات تفاعلية إرشادية تبث مواد توعوية تهم الحاج بلغات عالمية مختلفة وخدمة الروبوت الآلي التي تتيح التواصل المباشر عن طريق الاتصال المرئي بين السائل وفريق من الدعاة والعلماء بالوزارة؛ لتقديم خدمة الإرشاد بكل يسر وسهولة وبشكل ذكي وبعدة لغات، ويعمل “الروبوت” عبر جهاز تحكم عن بعد، للإجابة على أسئلة الضيوف.
و تقدم الوزارة خدمة “الواي فاي” لحجاج بيت الله الحرام بالمسجد لتمكينهم من الاستفادة من منصاتها الرقمية حيث تتيح الخدمة لهم خلال تواجدهم بمسجد نمرة تصفح خدمات الوزارة الالكترونية للحجاج وتحميلها على الأجهزة الذكية من خلال “الواي فاي” بدون الحاجة إلى الإنترنت وبسرعة عالية، وأيضا تم توفير شاشات المكتبة الإسلامية الإلكترونية التي تحوي كتباً إلكترونية عن صفة الحج والعمرة وآداب الزيارة، لتحميلها على الأجهزة الذكية بلغات عالمية مختلفة يستطيع الزائر تحميلها عبر تقنية رمز الاستجابة السريع.
الجدير بالذكر أن الوزارة كلفت 15 لجنة خدمية، مكونة من موظفين وإداريين ومهندسين ومراقبين ومراقبات
ومشرفين ومشرفات ودعاة ومترجمون لتقديم الخدمات المختلفة للحجاج وكذلك الوقوف الميداني على الخدمات واستقبال الحجاج والتوعية الإسلامية والإرشاد الديني لهم، وتوزيع المطبوعات والرد على الاستفسارات ومتابعة أعمال شركة الصيانة والتشغيل وتنفيذ كافة الاستعدادات قبل قدوم الحجاج وأثناء وصولهم والرفع بتقارير فورية عن مستوى الخدمات خلال موسم الحج بما يضمن سلامة المصلين كي يؤدوا نُسكهم بكل يسر وطمأنينة.
وفي سياق متصل.. فرض وجود ضيوف الرحمن من شعوب مختلفة ، ضرورة الاهتمام باللغات الأخرى، حيث استخدمت المملكة منذ سنوات عديدة، اللغات المختلفة في إيصال المعلومات إلى الحجاج بلغاتهم، وأدخلت الترجمة في منظومة الحج؛ ليصبح أكبر مشروع للترجمة في العالم يخدم ضيوف الرحمن من جميع أصقاع الأرض.
وتبرهن مساهمة الهيئة في هذا المشروع على دورها المحوري في تعزيز التشاركية في القطاع الوقفي وتنميته والحرص على استدامته، إضافةً إلى تحسين تجربة الحجاج وخلق الحلول المبتكرة والمستدامة لهم.
وأطلقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ضمن جهودها الاتصاليّة والتوعوية، بالشراكة الاستراتيجية مع الهيئة العامة للأوقاف، مبادرة توعوية نوعية تستهدف ضيوف الرحمن القادمين من كافة بلدان العالم لأداء مناسك الحج، حيث عُنيت المبادرة بتوفير 13 دليلاً تفصيلياً يتناول الموضوعات التي تهمّ الحجاج، بأسلوب سهل ومبسط يشمل جميع المراحل التي يمرون بها أثناء تأديتهم للمناسك.
وتأتي هذه الأدلة التوعوية متوافقة مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 لتسهيل رحلة حجّاج بيت الله الحرام، وإثراء تجربتهم الإيمانيّة بطمأنينة ويسر، عبر الإجابة عن كافة تساؤلاتهم من خلال أكثر من 14 لغة ضمن أكثر اللغات استخداماً بين ضيوف الرحمن، كما يستهدف مشروع الترجمة نحو 250 مليون مسلم .
وتتضمن هذه الأدلة التوعويّة -التي يصل عدد ترجمتها إلى 182 دليلاً- خطباً دينية وشرعية وندوات ودروس علمية تحتوي على كافة المعلومات والتوجيهات الشرعيّة والصحية والإجرائيّة والتنظيميّة التي يحتاجها الحاج، بلغة مُبسطة وصور ورسومات تفصيليّة، لتسهيل قراءتها والاحتفاظ بها، كما تتميز بكونها مصممة بطريقةٍ فنية جاذبة، ومدعمة بمجموعة كبيرة من الصور والرسومات التوضيحية، إضافةً إلى مجموعة من المقاطع المرئية التعليمية، مع إمكانية الاستماع الصوتي لها.
وتسعى الهيئة العامة للأوقاف من خلال هذه المبادرة وغيرها إلى خدمة ضيوف الرحمن على النحو الذي يُحقق لهم أداء المناسك بالطريقة المثلى التي يتطلع لها حجاج بيت الله الحرام، حيث يمكن استعراض الأدلة عبر كافة أنواع وأنظمة الأجهزة الذكية في كل مكان وزمان وعلى مدار الساعة؛ دون مقابل مادي، وقد وصل مجموع عدد صفحات الأدلة التوعويّة بعد الترجمة إلى 10,178 صفحة.
وجاءت هذه المبادرات من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالتعاون الاستراتيجي مع الهيئة العامة للأوقاف، وبالشراكة الفاعلة مع عدد من الجهات الحكوميّة التي تقدم خدماتها ضمن منظومة الحج، التي تسعى لإيصال رسائلها التوعويّة للحجّاج والمعتمرين بشكل مباشر؛ بهدف توحيد الجهود والمواءمة في الطرح للتأكد من جودة المخرجات ووصول الرسائل للجمهور المستهدف ضمن عدد من اللغات وعلى رأسها العربية، والأوردية، والإنجليزية، والفرنسية، بالإضافة إلى البنغالية، والإندونيسية، والماليزية، والأمهرية، والفارسية، والإسبانية، والتركية، والروسية، والسنهالية، ونشر المحتوى بأسلوب سهل وسلس من خلال المنشورات والمقاطع على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصل المقاطع إلى الملايين حول العالم بشتى اللغات.
وتبرهن هذه الجهود المبذولة على السعي الحثيث للمنظومات والجهات المشاركة للتكامل فيما بينها لخدمة ضيوف الرحمن القادمين من كل فج عميق، وستشهد السنوات المقبلة في الحج زيادة في اللغات كلما زاد أعداد الحجاج.
م و س/س.ع/ه م غ
أ ش أ