العالم كله يعاني من تأثير المخدرات، والتي تختلف أضرارها باختلاف أنواعها، كما أنها تؤثر على الصحة العامة للشخص، تبعا لمدة الإدمان عليها، والكمية المُستهلكة منها؛ إذ يؤدي استهلاك المواد المخدرة إلى العديد من الأضرار على المدى القصير والبعيد.
ولكن ما نتحدث عنه اليوم مخدرات من نوع اخر.. مخدرات وسيطها الكلام والميديا انها المخدرات الفكرية.. ذلك المصطلح الذي يستخدم لوصف الأفكار والمعتقدات التي تؤدي إلى الإدمان والتي يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية والجسدية للأفراد.
المخدر الفكري هو ذلك الشئ الغامض الذي يحتل تفكيرك ويجعلك منساقا للدفاع عن افكار ليست افكارك، ولا تنتمى للعقل والمنطق والعلم.
ولكونها تحتل العقل وتسيطر عليه.. والتخلص منها صعب.. فهي أسوأ من المخدرات العضوية، أو الكيميائية.
خطورة المخدرات الفكرية تكمن في قدرتها تغيير قناعات الأفراد والمجتمع بما تحويه من قيم ومبادئ ونشر فكر لا يتفق مع العقل والمنطق.
ووسيط انتشارها وسائل الاعلام والمطبوعات وربما من خلال مناهج الدراسة أو رجال السياسة والدين، بهدف زعزعة الفكر وجعل الشخص اسيرا لأفكار ليست حقيقية.
وتعتبر بعض المعتقدات “المُدَيَّنَة” حقلا خصبا ملئ بالمخدرات الفكرية، فى العصور الوسطى كان الأغنياء يدفعون مقابل الحصول على (صكوك الغفران)،أو حجز لمكان فى الجنة دون الرجوع للاعمال، وهو ما يحدث حاليا ولكن بشكل اخر مثل عمرة وحج يمحي الذنوب الماضية والمستقبلية واوراد وأدعية تمنحك الرزق بدون عمل أو النجاح بلا مذاكرة وهكذا..
من اخطر ما يمر بنا فى العصر الحديث سيطرة رجل الدين على الافكار والتصرفات دون وعي أو علم.. فمن يمتلكون أدوات المخدرات الفكرية من السهل عليهم إقناع متعاطيها بأنهم يمتلكون الحق المطلق والحكمة الإلهية.
وربط الدين بالسياسة ومصالح السياسيين، أحد أدوات المخدرات الفكرية أيضا، التي تسلب الفرد إرادته.. وتحرمه من اهم النعم التى حظي بها الانسان عن سائر الكائنات “العقل”.
التعصب الكروي الذي اكتسح الاجواء يندرج تحت المخدرات الفكرية، تعصب بلا هدف وليس دفاع عن اي شئ تعصب من اجل التعصب فقط.
كيف تعرف انك مدمن مخدرات فكرية؟
عندما تجد نفسك تدافع عن افكار لا دخل لك فيها وتبرر وتشرح الافكار بنفس معطيات صاحبها.. بدون تدخل فكري ولا اعمال للعقل من طرفك.. تردد ما تسمع دون وعي ومن غير اضافة.
وتشمل المخدرات الفكرية العديد من المواد التي تؤثر على الصحة العقلية بشكل خاص، وتجعل الشخص يدافع عن افكار ومعتقدات ترسخت في عقله لسنين طويلة ووصلت حد الادمان.
هل تؤثر المخدرات الفكرية على الصحة الجسدية؟
نعم، يمكن للمخدرات الفكرية أن تؤثر على الصحة الجسدية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الدفاع عن افكار ادمنها الشخص إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية جسدية خطيرة مثل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
لان المدمن في هذه الحالة يدافع عن فكرة.. ويرهق عقله بالبحث عن كل ما يؤيد الفكرة حتى ولو بالباطل.. وقد يضطر للكذب دفاعا عن فكرته التي ادمنها.
حرب المخدرات الفكرية تبدأ منك.. انت بطل القصة وانت المقصود بالحرب سواء انت بشخصك او ابناءك وعائلتك.
بعد شرح المخدرات الفكرية وطرق وصولها لنا.. اتمنى من الجميع ان نتكاتف لمحاربة انتشار المخدرات الفكرية بين الاجيال القادمة.. اوقفوا نزيف العقول الذي يحدث ملايين الشباب واقع فريسة الافكار الغير منطقية.
لا تتركوا انفسكم مطية أفكار لا تمر على عقولكم.. المخدرات الفكرية نهايتها افلاس فكري لكل المجتمع.