القاهرة في 30 يناير /أ ش أ/ دعا وزير الثقافة الفنزويلي، ارنستو فيجاس، إلى وقف المذابح والمجازر في فلسطين، مؤكداً أن بلاده تولي أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية وتعتبرها قضية فنزويلا مثلما هي قضية مصر وكل العرب.
جاء ذلك في كلمته أمام ندوة “الأدب والثقافة والهوية الفنزويلية” التي عقدت اليوم /الثلاثاء/ ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
ووصف الوزير الفنزويلي لقاءه مع الدكتورة نيفين الكيلاني بالمهم للغاية، حيث شهد توقيع اتفاقية للتبادل الثقافي وتعزيز التعاون والعلاقات المشتركة بين الجانبين.
وتابع أنه تم تقديم دعوة للوزيرة نيفين الكيلاني لكي تكون مصر ضيف شرف معرض فنزويلا للكتاب 2025، مضيفاً: “وننتظر بشغف الرد على هذه الدعوة وحضور الكتاب والمثقفين والفنانين المصريين إلى فنزويلا.”
وأشار فيجاس إلى أن هذا النوع من التبادل الثقافي يسمح للجانبين التعرف على بعضهما البعض بصورة أفضل، منبها بأن هناك قوى عالمية تريد أن تمنعنا من التقارب والتعارف.
وأكد ضرورة تسهيل عملية تبادل الفنانين بين الجانبين، منوها إلى أن عددا كبيرا من الفنانين في فنزويلا أبدى اهتمامه لتقديم العروض المختلفة وسط المناظر الطبيعية والتاريخية في مصر وأبرزها أهرامات الجيزة، داعياً إلى تعزيز عملية الحضور والتواجد الفعال للفنانين المصريين في فنزويلا.
وأعرب عن أمله في أن يكون هناك رحلة طيران مباشرة بين القاهرة وكاراكاس، قائلاً : “إنه لكي تتم هذه الخطوة لا بد لها من مبرر اقتصادي، لكن أكبر مبرر لها هي الثقافة التي تربط الحضارات والشعوب والدول”.
ولفت إلى أنه قضى ساعات عمل مكثفة في مصر ليصل إلى حقيقة لا تحتمل التأويل وهي أن الأخوة بين الشعبين المصري والفنزويلي قوية واستراتيجية، معبراً عن مشاعره وتقديره للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، فضلا عن مشاعر الحب والتقدير التي يحملها تجاه مصر والعرب.
وأكمل أن العلاقات التي تجمع بلاده مع العرب بشكل عام ومصر بصفة خاصة هي علاقات وثيقة ودائمة قائمة وذلك رغم تباعد المسافات واللغة بين الجانبين، قائلا: “إننا مدينون للعرب كثيرا لأن جذورنا تنطلق من حضارتهم”.
وأبرز أهمية معرض القاهرة الدولي للكتاب لكافة الكُتّاب، مشيرا إلى أنه شاهد عددا كبيرا من الكتب المحفزة على نشر السلام، وهذه الغاية الأسمى لمعارض الكتب وهي نشر السلام بالعالم.
وأعرب عن تقديره لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والقائمين عليه لأنه خصص جزءا مهما وخاصة للتراث الفلسطيني.. وقال إن بلاده ستحذو حذو مصر في ذلك وسيتم تخصيص جزء مهم من معرض فنزويلا للكتاب للتراث الفلسطيني.
وذكر، من ناحية أخرى، بأنه بوصول الزعيم هوجو تشافيز إلى رأس السلطة في فنزويلا، فقد بدأت ثورة أخرى في مجال الثقافة وليس السياسة فقط حيث تم التأكيد على ضرورة الاعتراف بالهوية الأصلية للفنزويليين.
وأضاف أنه قبل وصول تشافيز للسلطة فقد كان هناك خجل شديد من التعبير عن الهوية في فنزويلا ولكن تشافيز أعاد التأكيد على أهمية الفخر بالهوية، منوها إلى أن هذا الفخر ينبع من الاعتراف والتقدير بالجذور التاريخية.
واستطرد قائلا: أنه قبل ذلك كنا نتحدث عن إسبانيا باعتبارها الوطن الأم وننسى إفريقيا والأمم الأخرى والشعوب الأصلية، لأن الاستعمار جعلنا ننظر فقط إلى الجذور الأوروبية على الرغم من أن بعضا من حضارة إسبانيا على سبيل المثال ينبع من جذور عربية، ويظهر ذلك في التشابه الكبير بين عدد كثير من الكلمات الإسبانية بالعربية.
وشدد على أن الثقافة لا تعتبر سلعة تجارية لأنها في الأصل هي أداة للتحول الاجتماعي ونشر السلام، ويجب أن نستبعد المفهوم التجاري للثقافة لأن ذلك سيعيق التواصل والحوار بين الدول والشعوب.
وقال إنه لم يخطر على باله أبدا أن يتقلد منصب وزير الثقافة في فنزويلا لأنه في الأساس يعمل صحفيا وعلى الرغم منه أنه ألّف عددا من الكتب إلا أنه لا يعتبر نفسه كاتبا على الرغم من تقديره الشديد للقب “كاتب”.. مشيرا إلى أنه ليصل الإنسان للقب كاتب جيد لا بد أن يكون قارئا جيدا.
وتتواصل فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، حتى 6 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وذلك بمشاركة 70 دولة من مختلف دول العالم، ويبلغ عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة 1200 دار نشر، كما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام.
م و س/ج أ ش
/أ ش أ/