اخبارسياسةمصر

وزير الخارجية يؤكد ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل يستجيب لآمال وطموحات الشعب السوداني

“إعادة مطلوبة”

القاهرة في 6 يوليو /أ ش أ/ أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج السفير بدر عبد العاطي، أهمية العمل للتوصل إلى وقف فوري ومستدام للعمليات العسكرية في السودان، وذلك حفاظا على مقدرات شعبه وحتى تتمكن مؤسسات الدولة من الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه مواطنيها.. مشددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل يستجيب لآمال وطموحات الشعب السوداني.
وأعرب عبد العاطي – خلال افتتاحه مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية اليوم /السبت/ والذي يعقد في القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور ممثلي تلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان – عن شكره لجميع الحضور وقبول الدعوة الموجهة إليهم من مصر للمشاركة في هذا المؤتمر الهام.. وقال إن مصر حرصت على استضافة هذا المؤتمر لمناقشة الأوضاع المأساوية الحالية في السودان الشقيق.
وأضاف أن هذا المؤتمر ينعقد في لحظة تاريخية فارقة من عمر السودان الشقيق يمر خلالها هذا البلد الجار العزيز والعظيم بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية وعلى العالم أجمع وعلى دول جوار السودان بشكل خاص باعتبار أنها الدول الأشد تأثرا بهذه الأزمة.
وتابع وزير الخارجية قائلا “ليس خافيا على أحد خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان الشقيق وتداعيات الاقتتال الدائر منذ ما يزيد عن العام، والتي سالت خلالها دماء عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء ونزح الملايين من السكان إلى المناطق أكثر أمنا سواء داخل السودان أو باللجوء إلى دول الجوار، فضلا عن الخسائر المادية الجسيمة التي تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة وتدمير العديد من المرافق الحيوية في البلاد، ويضاف إلى ذلك العقبات التي تواجه الموسم الزراعي مما ترتب عليه نقص حاد في الأغذية، كما أدى الصراع أيضا إلى تدهور المؤسسات الصحية ونقص في الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية؛ الأمر الذي أدى إلى تداعيات صحية كارثية على مجمل الأوضاع الإنسانية”.
وأوضح عبد العاطي أن الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية في السودان سيتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من مختلف أطراف المجتمع الدولي وبما يتفق مع فداحة هذه الأزمة الخطيرة والتي تتطلب بطبيعة الحال معالجة الأزمة من جذورها عبر التوصل إلى حل سياسي.
وأشاد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بالجهد الكبير والموقف النبيل الذي اتخذته دول الجوار للسودان والتي استقبلت ملايين من الأشقاء السودانيين وشاركتهم مواردها المحدودة رغم الأوضاع الاقتصادية العالمية شديدة الصعوبة.
وطالب عبد العاطي، كافة أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي أعلنت عن التزامها بها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان والذي عقد خلال شهر يونيو 2023 في جنيف، وكذلك خلال المؤتمر الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في باريس منتصف أبريل الماضي لسد الفجوة التمويلية القائمة.
وأكد وزير الخارجية أن مصر تعمل على تكثيف اتصالاتها تفعيلا لمشاركتها في مؤتمري الاستجابة الإنسانية لدعم السودان والعمل الوثيق مع كافة المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف سواء في جنيف أو نيويورك وأيضا مع الدول المانحة من أجل دعم دول الجوار الأكثر تضررا من التبعات السلبية للأزمة بما يعزز قدرتها على الصمود ويرفع المعاناة عن كاهل الفارين من النزاع إلى تلك الدول.
وقال إن مصر بادرت باستقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين فور اندلاع الأزمة في السودان، وهذا قد وصل عدد السودانيين الذين يعيشون في مصر إلى ما يقرب من حوالي 5 ملايين مواطن سوداني.
وأضاف أن الحكومة المصرية قدمت مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مواد غذائية وإعاشة ومستلزمات طبية للأشقاء القادمين من السودان، كما قدمت مصر مستلزمات طبية للمتضررين من النزاع داخل الأراضي السودانية إضافة إلى استمرارها في تنفيذ العديد من المشروعات التنموية لتوفير الخدمات الأساسية لهم، كمشروع الربط الكهربائي وإعادة تطوير ميناء وادي حلفا.
وأوضح أن مصر ستستمر في بذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني والمحافظة على مكتسبات الشعب السوداني العظيم والمساعدة في تحقيق تطلعاته والتي عبر عنها الملايين خلال ثورته المجيدة في العيش في وطنه بأمن وحرية وسلام وعدالة.
وأكد عبد العاطي أن مصر ستعمل على تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية من خلال التنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية.
وأشار وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، إلى أن النزاع الراهن في السودان هو قضية سودانية خالصة، وأن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية دون إقصاء، وفي إطار من احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها.
وقال عبد العاطي “إن الحفاظ على هذه المؤسسات هدف أساسي وضمانة كبيرة للحفاظ على الدولة السودانية وأمنها القومي وحماية شعبها وتحقيق آماله، كما أن وحدة القوات المسلحة السودانية له أهمية بالغة أثبتتها التطورات الجارية لدور هذه المؤسسة في حماية السودان ووحدته والحفاظ على سلامة مواطنيها ومواجهة أي تهديدات ضد هذه السلامة أي كان مصدرها”.
وأضاف وزير الخارجية قائلا “وفي إطار حرص جمهورية مصر العربية على بذل كافة الجهود الممكنة لمساعدة السودان الشقيق على تجاوز أزمته الراهنة ومعالجة تداعياتها الخطيرة على شعبها العظيم وعلى أمن واستقرار المنطقة لاسيما دول الجوار.. وانطلاقا من الروابط التاريخية والاجتماعية والأخوية العميقة التي تربط الشعبين الشقيقين المصري والسوداني.. وتأسيسا على التزام مصر بدعم كافة جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان، فإننا نستضيف هذا المؤتمر الكريم الذي يضم كافة القوى المدنية السياسية في السودان وبحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان عبر حوار وطني سوداني سوداني يتأسس على رؤية سودانية خالصة”.
وتابع وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بالقول:”إن استضافة مصر لهذا المؤتمر يعد استكمالا لجهودها ومساعيها المستمرة من أجل وقف الحرب الدائرة في السودان، وفي إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين لاسيما دول الجوار للسودان وأطراف مباحثات جدة والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة الإيجاد والاتحاد الأوروبي”.
وأعرب عبد العاطي عن تطلعه إلى المشاركة الفعالة من جانب كافة القوى السياسية والمدنية السودانية والشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين وتكاتف الجهود من أجل ضمان نجاح هذا المؤتمر في تحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق.
ووجه وزير الخارجية – في ختام كلمته – رسالة إلى الشعب السوداني قائلا “إن مشاهد الخراب والدمار والقتل التي نراها يوميا إنما تدمي قلوبنا جميعا، ونشعر بمعاناة أشقائنا في السودان ونتألم لألمهم”.. داعيا الله (عز وجل) أن يزيل هذه المحنة في أسرع وقت ممكن وسنسعى وبدعمكم وبجهودكم وإخلاصكم لتحقيق هذا الهدف النبيل، مؤكدا أن مصر ستظل دائما داعمة للجهود الساعية لعودة الاستقرار للسودان الشقيق.
ت م ش/ عزم
/أ ش أ/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى